تؤدي دولة الإمارات دوراً رائداً في دعم وتعزيز التجارة العالمية بفضل امتلاكها واحدة من أقوى شبكات الربط بالموانئ البحرية واستثمارها على مدار عقود في بناء موانئ عملاقة تُمكنها من خدمة حركة التجارة العالمية بما يضمن التدفق السلس للتجارة.

وبفضل وجود أكثر من 20 ميناء مثل جبل علي، وخليفة والفجيرة، وحاويات خورفكان باتت الإمارات مركزاً حيوياً للتصدير وإعادة التصدير ونجحت في جعل موانئها لا تقتصر على النقل البحري واللوجستي وإنما أصبحت واجهة للسياحة البحرية، والمشروعات العقارية واللوجستية، والصناعات البحرية أيضاً، كما تحولت إلى مراكز إقليمية وعالمية قادرة على استقطاب استثمارات عالمية ضخمة.

وأثمرت هذه السياسة بروز الإمارات موقعاً حيوياً في خريطة الاقتصاد الدولي معززة بموقع استراتيجي يتوسط خطوط التجارة العالمية.

 

محور حيوي

وأصبحت الإمارات نتيجة الاستثمار في موانئها المتميزة محوراً حيوياً في ربط الأسواق العالمية وتيسير حركة السفر والسياحة في أنحاء العالم، في ظل التطوّر الملحوظ للبنية التحتية، والتحسين المستمر للخدمات اللوجستية والجمركية. واحتفظت الإمارات في السنوات الخمس الماضية بالصدارة عربياً في الربط البحري بموانئ العالم، بعد الطفرات الهائلة التي حققتها في تحديث البنية التحتية لشبكة موانئها ومطاراتها الدولية والتوسع الكبير في أسطولها التجاري الوطني الذي بات يصل بأحدث ناقلاته إلى دول ومناطق العالم.

ووسعت دولة الإمارات حضورها الخارجي عبر موانئها المتطورة، إذ ضخت مجموعة موانئ دبي العالمية «دي بي ورلد» استثمارات في أكثر من 50 دولة على مستوى العالم، فيما تم تطوير عدد من الأنظمة الرقمية بحراً وبراً وجواً عبر «بوابة المقطع» ما أسهم في تحويل الموانئ الوطنية إلى حاضنات للإبداع والحلول المستقبلية القائمة على التقنيات المتقدمة. وفي قطاع السكك الحديدية، دشنت الدولة في فبراير الماضي شبكة السكك الحديدية الوطنية التي تعد مشروعاً طموحاً يسهم في تعزيز استعدادات دولة الإمارات للمستقبل لتصبح بذلك محطة مهمة في مسيرة الإمارات التنموية وتساعد على دفع الاقتصاد الوطني نحو آفاق جديدة.

ويسهم ربط إمارات الدولة بشبكة قطارات وطنية في رفع إمكاناتها وتعزيز تنافسيتها إذ تعد الشبكة مشروعاً تنموياً طموحاً يربط الإمارات السبع بشبكة واحدة تشكّل واحداً من أكبر مشروعات البنية التحتية في المنطقة، وتمتد إلى نحو 900 كيلومتر عبر الإمارات، فيما يضم قطار البضائع أسطولاً من 38 قاطرة وأكثر من 1000 عربة قادرة على نقل جميع أنواع البضائع والسلع. وتسهم شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية في دعم أعمال الشركات وتعزيز فرص استثماراتها، إذ تربط إمارات الدولة السبع ببعضها بعضاً من الغويفات عند الحدود مع المملكة العربية السعودية إلى الفجيرة، لتشكل جزءاً أساسياً من شبكة التوريد العالمية.

كما تسهم شبكة السكك الحديدية الوطنية الإماراتية في ترسيخ قوة الاتحاد للخمسين عاماً المقبلة عبر دعم الاقتصاد الوطني بقيمة 200 مليار درهم، وستوفر 8 مليارات درهم من تكلفة صيانة الطرق، كما تقدر فوائدها السياحية بنحو 23 مليار درهم. وتوفر شبكة السكك الحديدية الإماراتية مجموعة واسعة من الحلول سهلة الاستخدام للمستثمرين والعملاء لقدرتها على نقل أنواع البضائع كافة ومن ذلك نقل حاويات البضائع السائبة كالبتروكيماويات، والصلب الخام ومنتجاته، والحجر الجيري والأسمنت ومواد البناء، والنفايات الصناعية والمنزلية، والألمنيوم، والسلع الغذائية، والبضائع العامة.