أفاد أكاديميون بأن عودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي من أطول رحلة لرائد فضاء عربي، ستكون انطلاقة جديدة لتطوير المناهج الدراسية في مؤسسات التعليم العام والعالي وإضافة جديدة ونوعية للمفاهيم والتطبيقات المرتبطة بالفضاء، حيث شارك في أكثر من 200 تجربة وبحث علمي، خلال أطول مهمة للرواد العرب في الفضاء، بالتعاون مع عدد من وكالات الفضاء.
وأكدوا أن الأبحاث التي جاء بها النيادي ستكون رمزاً حياً للتطور العلمي والتكنولوجي في الدولة.
إنجاز
ويرى الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية، أن عودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض وإلى الوطن تأتي تتويجاً لإنجاز استثنائي، وهذا الإنجاز يشكل محطة جديدة ضمن مسيرة استئناف الحضارة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله، وبذلك، تواصل الدولة برؤية قيادتها الرشيدة تسطير الإنجازات الاستثنائية على امتداد هذه المسيرة.
ولفت إلى أن هذا الإنجاز الفضائي يعزز مكانة الدولة وحضورها ضمن نادي الدول المشاركة في سباق وأبحاث الفضاء، ويقدم سلطان النيادي قدوة مثلى ونموذجاً أمثل للشباب المواطن والعربي المؤمن بقدراته والمتسلح بالعلم والمعرفة والإرادة.
تقدم
وقال الدكتور حميد مجول النعيمي رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك مدير جامعة الشارقة، إن رحلة سلطان النيادي حققت العديد من الإنجازات العلمية البارزة، الأمر الذي جسد مستوى التقدم والمهارة التي يتمتع بها رواد الفضاء الإماراتيون، حيث حرص على المشاركة في مبادرات اجتماعية ومعرفية، وان تواصله المستمر مع الطلبة يشكل حافزاً كبيراً لأجبال المستقبل في دولة الإمارات، للتوجه إلى دراسة علوم الفضاء وتخصصات الأكاديمية المرتبطة بها، وتُعتبر هذه المهمة التاريخية حافزًا كبيرًا لمؤسسات التعليم العالي لمواصلة مسيرتنا نحو تحقيق مزيد من الإنجازات الإبداعية غير المسبوقة في مجال استكشاف الفضاء، وتنمية القطاع الفضائي الإماراتي والعربي.
وقال «منذ بداية مهمته التاريخية حرص النيادي على التواصل مع الجمهور داخل الدولة وخارجها، عبر عدد من الاتصالات المرئية المُباشرة من على متن محطة الفضاء الدولية، أو من خلال الاتصالات اللاسلكية مع طلبة المدارس من مختلف أنحاء إمارات الدولة، ليُقدم معلومات عن طبيعة الحياة في بيئة الجاذبية الصغرى، وأهم التجارب العلمية التي يقوم بها، إلى جانب إلهام أجيال المستقبل لاستكمال مسيرة استكشاف الفضاء».
برامج
وقال الدكتور عامر قاسم نائب رئيس جامعة العين مقر أبوظبي إن الجامعات الإماراتية تعمل بجدية على تطوير برامج دراسية متخصصة في علوم الفضاء وتوفير البنية التحتية اللازمة للطلبة لاتخاذ هذا التخصص، وتشجع حكومتنا الاستثمار في تطوير القطاع الفضائي وتعزيز التعليم في هذا المجال، وتوفر المنح الدراسية والفرص التعليمية للطلبة الموهوبين والمهتمين بعلوم الفضاء، مما يساعد على جذب المواهب وتطوير قدراتها في هذا المجال.
وأوضح أن النيادي يعد نموذجاً ملهماً للشباب الإماراتي والعربي، ويعكس روح الإبداع والتفاني في مجال العلوم والفضاء، وتمثل رحلته إلى الفضاء مصدر إلهام وفخر لكل فئات المجتمع، ويعكس التزام المجتمع بتحقيق أعلى المستويات في مجالات متعددة، مفيداً بأن ما جاء به النيادي من أبحاث ودراسات ستكون انطلاقة للمؤسسات التعليمية لتحديث وتطوير وتحديث المناهج الحالية في كافة العلوم التطبيقية والنظرية مثل الفيزياء والرياضيات والهندسة والزراعة والتغذية لتشمل مكونات علوم الفضاء، مضيفاً أن هذا النوع من التحديث هو خطوة ذكية وبناءة يمكن أن يتيح للطلبة الحصول على أسس قوية في التخصصات الأساسية مع تركيز إضافي على المفاهيم والتطبيقات المرتبطة بالفضاء.
معلومات
واعتبر الدكتور سعيد خلفان الظاهري مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، ورئيس جمعية الروبوتات والأتمتة في الإمارات، أن التجربة طويلة الأمد التي مر بها «سلطان النيادي» في محطة الفضاء الدولية توفر معلومات قيمة حول الجوانب الجسدية والنفسية للبعثات الفضائية طويلة الأمد، وتساعد في فهم التعقيدات التي يواجهها رواد الفضاء في الرحلات الفضائية طويلة الأمد.
وأوضح أن التجارب العلمية التي قام بها في رحلته هذه من المتوقع أن ينتج عنها أبحاث ودراسات ستساهم في الابتكارات القادمة في علوم وهندسة الفضاء، وستوفر مادة علمية وبيانات للكثير من الباحثين الشباب لإجراء الدراسات والأبحاث العلمية من البيانات التي حصلت عليها الإمارات في إجراء هذه التجارب في محطة الفضاء الدولية.
وذكر أن الجامعات الوطنية أنشأت مراكز أبحاث وتخصصات في علوم الفضاء مثل المركز الوطني للعلوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعة الإمارات وبكالوريوس العلوم في هندسة الطيران في جامعة الإمارات، كما يوجد هناك أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، وكذلك تم دمج بعض التخصصات الفضائية في التخصصات الهندسية المختلفة في جامعة خليفة، وغيرها من المختبرات المتخصصة في تكنولوجيا الفضاء التي أُنشئت في جامعات الدولة المختلفة، وهذا يفتح المجال للشباب لدراسة علوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعاتنا في الدولة.