أظهرت مسابقة جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم، في يومها الثالث أمس، نماذج متفردة، بدأت الحفظ في سن مبكرة، رغم ما واجهته من صعوبات، وعاشت في أسر يحفظ الآباء والأمهات والإخوة فيها كتاب الله، ومن هؤلاء المتسابقة التونسية ملاك بنت نزار الحشيشة البالغة من العمر تسع عشرة سنة، وهي كفيفة بدأت الحفظ سماعياً في سن الثالثة، بمساعدة والدتها وجدتها، وتمكنت من إتمام الحفظ وعمرها 11 عاماً.

المتسابقة الطاجيكية أم كلثوم يونسارا البالغة من العمر أربعة عشر عاماً، نموذج آخر في الإصرار على حفظ القرآن الذي بدأته بعمر السابعة وختمته في سنة ونصف، ولها أخ حافظ أيضاً لكتاب الله بتشجيع والديهما.

أما المتسابقة الصومالية زهيرة محمد عبد الله التي تدرس في الصف السابع في معهد للعلوم الشرعية واللغة العربية، فبدأت حفظ القرآن بسن الثامنة، وختمته في سنتين، ووالدها وأخواها يحفظون القرآن كذلك.

ومن المتميزات أيضاً الحافظة البنغالية نسيبة حق فائزة البالغة من العمر أربع عشرة سنة، تدرس في الصف الثالث من التعليم المتوسط، وبدأت الحفظ بسن العاشرة، وختمته في سنتين ونصف، ولها أخت تحفظ القرآن أيضاً بتشجيع من والدها الذي يعمل إمام مسجد.

الحفظ

من جانبها ذكرت المشاركة النيجيرية فاطمة محمد ممثلة دولة نيجيريا، الحاصلة على الدبلومة في اللغة العربية، إنها بدأت الحفظ بسن التاسعة، وختمته في السادسة عشرة. وعن طريقة حفظها قالت: عندما بدأت كان الحفظ صعباً لأني بدأت من فاتحة الكتاب، وكان المعلم يقرأ عدة مرات ونحن نعيد وراءه، حتى وصلت إلى سورة النساء وصرت أقرأ وحدي، وأحفظ بمعدل خمسة أوجه في اليوم. أحببت حفظ القرآن لأنه واجب على كل من وجد الفرصة، ولأنه كلام الله عز وجل، وإنه سيأتي شفيعاً لقارئه يوم القيامة.

أمّا المتسابقة حواء عبد الرؤوف يعقوب ممثلة أفريقيا الوسطى، فهي مدرّسة في مدرسة للتحفيظ، بدأت حفظ القرآن الكريم بعمر السابعة عشرة وختمته في العشرين، حيث أتمت الحفظ على اللوح، وكانت تكتب في اليوم وجهين ثم تسمع ما حفظت. فيما كانت تراجع حفظها بمعدل خمسة إلى عشرة أجزاء في اليوم.

10 متنافسات

وشهدت فعاليات اليوم الثالث لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم لدورتها السابعة التي تقام بقاعة ندوة الثقافة والعلوم بمنطقة الممزر بدبي، منافسة قوية بمشاركة 10 متسابقات أمام لجنة التحكيم الدولية بمتابعة وحضور المستشار إبراهيم محمد بوملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وأعضاء اللجنة المنظمة وأولياء أمور المتسابقات والحضور متابعي المسابقات القرآنية.

وقد تقدمت أمام لجنة التحكيم في الفترة الصباحية كل من ملاك بنت نزار الحشيشة من تونس، فاطمة محمد من نيجيريا، ياسمينة داكساغا من بوركينا فاسو، أم كلثوم يونساوا من طاجيكستان وعديلة بنت أبو الهدى من سريلانكا، فيما تنافس في الفترة المسائية كل من زهيرة محمد عبدالله من الصومال، مصلحة جمال الدين من إندونيسيا، حوى باه من غامبيا، حواء عبدالرؤوف يعقوب من إفريقيا الوسطى ونسيبة حق فائزة من بنجلاديش.

وأعربت المشاركات في هذه المسابقة الدولية، عن شكرهن لدولة الإمارات ولجنة المسابقة من المسؤولين والعلماء الأفاضل، والفنيين.

متحف نبوي

وعلى هامش فعاليات المسابقة الدولية، زارت المشاركات ومرافقوهن متحف «السلام عليك أيّها النبي» أحد فروع وأنشطة الجائزة الذي يُحاكي التاريخ العلمي المحسوس لسيرة النبي الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم عبر بناء نماذج فنيّة لكل المواد المحسوسة الواردة في القرآن والسنة النبوية المشرفة.

جائزة مقدرة

من جانبه أشاد فضيلة الشيخ سجاد بن مصطفى كمال الحسن عضو لجنة التحكيم من السعودية بما تبذله اللجنة المنظمة برئاسة المستشار إبراهيم محمد بوملحه وأعضاء اللجنة من جهود كبيرة كفيلة بنجاح مسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للإناث في الدورة السابعة والتي تربعت على عرش المسابقات القرآنية العالمية، وتميز كافة مسابقات وفروع الجائزة التي أصبحت محل تقدير واهتمام حفظة وحافظات كتاب الله في أنحاء العالم الذين يحلمون بالمشاركة فيها وتمثيل بلادهم.

نجاح كبير

أشار فضيلة الشيخ وليد حسن علي جناحي عضو لجنة التحكيم من البحرين إلى النجاح الكبير لمسابقة الشيخة فاطمة بنت مبارك الدولية للقرآن الكريم ومسابقات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم التي يتابعها المسلمون وحفظة كتاب الله في أنحاء العالم ويحرصون على المشاركة بها لما يجدونه من اهتمام كبير وتميز وخدمات لكتاب الله وحفظته.