أشاد علماء ومختصون بالخطوات المدروسة التي تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الفضاء، وهي الخطوات التي تكللت بنجاحات واسعة، في خط متوازٍ مع خطط ومستهدفات طموحة، وبما يضع الدولة في مصاف الدولة المتقدمة في هذا المجال.

جاء ذلك في معرض تعليقاتهم في تصريحات متفرقة لـ«البيان» حول إنجاز رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب «طموح زايد 2»، التي امتدت ستة أشهر، أجرى خلالها 200 مهمة بحثية علمية، فيما قضى أكثر من 4400 ساعة في الفضاء، وقرابة 600 ساعة في إجراء التجارب العلمية، وهي الرحلة التي تلهم الشباب العربي، في أنهم قادرون على الإسهام الإيجابي في مسيرة البشرية العلمية والحضارية.

وثمن العالم الفيزيائي، أستاذ علم الفضاء وهندسة الملاحة الفضائية في كلية فيتربى للهندسة بجامعة كاليفورنيا الجنوبية، مايك غرونتمان، في تصريحات لـ«البيان»، الخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات في مجال الفضاء، مشيداً برحلة النيادي المُلهمة لجيل الشباب في العلوم. وقال غرونتمان:

«لقد أظهرت دولة الإمارات العربية المتحدة تقدماً ملحوظاً في إتقان تكنولوجيا الفضاء، هذا مجال معقد ومتخصص من العلوم والهندسة، ويتطلب عقوداً من التطوير، وحيث لا يمكن إنشاء القدرات بين عشية وضحاها».

نادي النخبة

وأوضح أستاذ علم الفضاء وهندسة الملاحة الفضائية أن رحلات الفضاء البشرية أمر لا غنى عنه، مشدداً على أن رحلة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، خطوة مهمة أخرى للانضمام إلى نادي النخبة مع رواد الفضاء في المدار، وأشار إلى أن رحلة النيادي من شأنها المساعدة في إثارة وتحفيز جيل الشباب في العلوم والهندسة بشكل حاسم، من أجل التقدم في الاقتصاد ونوعية الحياة البشرية.

وإلى ذلك، أشاد الأستاذ الجامعي بالجامعة الأمريكية في واشنطن، المتخصص في سياسة الفضاء، الدكتور هوارد مكوردي، في تصريح لـ«البيان»، بالخطوات المعززة لمشاركة مجموعة واسعة من البلدان في مجال الفضاء. وقال: من المهم أن تشارك مجموعة واسعة من البلدان في الأنشطة الفضائية، وليس قصر المشاركة على عدد قليل فقط. كما تحدث عن أهمية تضافر الجهود الدولية في هذا القطاع، موضحاً أن الإصلاحات التي حققتها حركة الفضاء الجديدة ترجع في جزء كبير منها إلى قدرتها على العمل على المستوى الدولي.

رائد فضاء 

وبدوره، قال نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، الدكتور علاء النهري، في تصريحات لـ«البيان»، إن رحلة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، شيء عظيم يضاف إلى خطوات دولة الإمارات في مجال الفضاء، لا سيما أنه استمر لفترة ستة أشهر، وأجرى تجارب علمية.

وأوضح أن النيادي يعد رائد فضاء حقيقياً، لأن بعض الدول ترسل مسافراً أو سائح فضاء وتُطلق عليه لقب رائد على غير الحقيقة، بينما الذي يحصل على شارة الفضاء إما طيار أو ملاح أو شخص قام بإجراء تجارب علمية على متن مركبة فضائية أو بمحطة الفضاء الدولية التي تقع على ارتفاع يقارب 400 كيلومتر عن سطح الأرض.

وتابع: الإمارات أصبحت تواكب الدول الكبرى في مجال الفضاء، مشيراً إلى عديد من الخطوات المهمة التي اتخذتها الدولة في هذا القطاع، من بينها مسبار الأمل الذي وصل إلى مدار المريخ لدراسة الكوكب الأحمر في موضوعات علمية لم تتطرق إليها دول العالم من قبل، ومن بين الخطوات أيضاً على مستوى الأقمار الصناعية.

وما لدى الدولة من كوكبة من الأقمار، فضلاً عن مشاركتها في تصنيع أجزاء كبيرة منها.
كما أشار أيضاً إلى مشروع استكشاف «حزام الكويكبات» الواقع بين كوكبي المريخ والمشتري، وهو المشروع الذي يستمر 13 عاماً (6 سنوات للتطوير و7 سنوات رحلة استكشاف).