منذ طفولته، تعلق راشد علي النهم من مدينة كلباء بثقافة المجتمع التراثية، وكل ما كان يهدى له يحتفظ به، وقد بدأ عام 1985 في جرد ما يملك من مقتنيات، مما زاده حباً وشغفاً بثقافة الأجداد، وفي سنة 1990 استطاع أن يؤسس متحفاً شخصياً في المنزل، يضم معظمه مقتنيات لأسرته، عطفاً على القطع التراثية التي كان يجلبها من الآخرين خشية من تلفها أو إهمالها خصوصاً إذا كانت أصلية، فكان يعطي الكثير من وقته لأجلها حتى يودعها في مكان يحفظها ويحتفظ بقيمتها، حتى أنه كان يذهب للأهالي في المناطق الجبلية والصحراوية ليشتري مثل هذه المقتنيات ليضعها في مكانها الصحيح.

ويؤكد راشد أن أغلب ما يمتلكه من مقتنيات يعد كنوزاً ثمينة ومن الصعب تكرارها وهي من بيئات مختلفة، وبعضها يعود لعمر يزيد على 500 عام، ومثال ذلك الأسلحة التقليدية القديمة، والبعض الآخر تتراوح فترة تصنيعه ما بين 200 ـ 300 عام، فلديه في المتحف فخاريات عمرها نحو 4 قرون، وأخرى قرنان، وكانت تقوم بأدوار كثيرة في الماضي لأجل الإنسان، حتى الأدوات النحاسية كان لها دور في الطهي وأيضاً له استخدامات أخرى.

ويعرض متحف النهم الأدوات القديمة الخاصة بالمزارع الإماراتي، استخدمها سابقاً للحصول على الغذاء وتعكس قصته مع الكفاح من أجل البقاء والعيش، كما يعرض أدوات (اليازرة)، وهي طريقة جر قربة الماء بواسطة إحدى المواشي مثل الثور لأجل الزراعة وخاصة النخل والأشجار المثمرة، ومن أجمل ما يراه الزائر في هذا المتحف القادم من الماضي (بشتختة) وهو اسم يطلق على صندوق اللؤلؤ، إلى جانب الموازين والأوعية التي استخدمت لقياس حجم اللؤلؤ.

ويفخر النهم بحصوله على كل ما يتعلق بعملية الغوص لأجل اللؤلؤ وهي تزيد على 30 قطعة، خاصة أن مهنة الغوص تعد من المهن الشاقة أيضاً، وهناك الكثير من المخاطر التي تعترض السفن ومن بها لأجل جلب اللؤلؤ، ولذلك يرى أنه من الرائع أن يشاهد الزوار جزءاً من حياة من كافحوا، وكيف حافظوا على أدواتهم لتصل إلى المتحف، وسعى النهم لحفظ الأجهزة الإلكترونية ليشاهد الزوار كيف كانت الأجهزة قبل دخول التقنيات الحديثة، وكل مكان يحمل بصمات من الماضي هو رسائل للحاضر، لأجل المحافظة على تلك الثقافات وكيفية الحياة التي كانت قديماً.