يواصل القطاع الصحي في دولة الإمارات، تقدمه في مجال تخفيض معدل انتشار مرض السكري وتحسين نتائج المؤشر الوطني لعدد المصابين به، من خلال تنفيذ مجموعة من الخطط والبرامج والاستراتيجيات على المدى القصير والمتوسط والطويل.

وتشارك الإمارات العالم في إحياء "اليوم العالمي لمرضى السكري" الذي يصادف 14 نوفمبر من كل عام، وسط تفاؤل كبير بعد نجاحها في تقليص نسب الإصابة، وتعزيز مستوى الوقاية من المرض بفضل العديد من الإجراءات مثل إدراج السكري في السياسات والبرامج الصحية الأوسع نطاقاً المتعلقة بالأمراض غير السارية، ودمج إدارة المرض في العديد من الاستراتيجيات الوطنية مثل الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، والاستراتيجية الوطنية للتغذية 2030، فضلاً عن تعزيز التطور في طرق العلاج والوقاية من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتطبيب عن بعد، إلى جانب البرامج العلاجية الأخرى.

ويعد الجانب التوعوي والتثقيفي جزءا مهما من جهود الإمارات في مكافحة مرض السكري؛ إذ عمدت الدولة إلى تدشين مبادرات وحملات توعية وتثقيف متعددة، في الوقت الذي لم لم تغفل فيه عن تطوير المراكز الصحية المتخصصة وتشجيع الاستثمارات الاقتصادية في القطاع الصحي؛ لمواجهة الأعداد المتزايدة من المرضى الذين يتم تشخيصهم، وتعزيز الوعي والوقاية من مضاعفات السكري.

وشهدت الإمارات خلال السنوات الماضية إطلاق العديد من المبادرات الخاصة بخفض وتثبيت أسعار الأدوية الخاصة بعلاج السكري بالتعاون مع شركات الأدوية الإقليمية والعالمية، فضلا عن أنها تبوّأت المرتبة الثانية عالميا في تسجيل الأدوية المبتكرة ومنها أدوية السكري، لدعم المرضى وتأمين الدواء المبتكر بشكل سريع لهم.

وأطلقت الإمارات ممثلة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع في يناير 2019 خدمة "أكتيست" لإدارة مرض السكري التي شكلت أول خدمة لمراقبة ومعالجة مرضى السكري (عن بعد) في العالم.

وفي أغسطس 2021 كشفت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية عن نجاح الفريق الطبي في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال في تركيب أحدث مضخة إنسولين لمريض سكري من النوع الأول بنظام “MinimedTM 780G” التي تعمل كبديل عن البنكرياس الطبيعي.

وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد مرضى السكري حول العالم بلغ 537 مليون شخص ومن المتوقع أن يصل إلى 600 مليون في 2030.

وبمناسبة مرور 100 عام على اكتشاف الأنسولين، أوضحت المنظمة أن ملايين المصابين بداء السكري في جميع أنحاء العالم لا زالوا عاجزين عن الحصول على الرعاية اللازمة لإدارة حالتهم الصحية وتجنب المضاعفات.

وأكدت المنظمة أن مرض السكري يعد أحد الأسباب الرئيسية للعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى، مشيرة إلى أن داء السكري ومرض الكلى الناجم عنه تسببا في نحو مليوني حالة وفاة عام 2019.

ويعد اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الوزن الطبيعي للجسم، وتجنّب تعاطي التبغ، من سبل الوقاية من الإصابة بداء السكري من النمط 2 أو تأخير ظهوره.

ويمكن علاج داء السكري وتجنب عواقبه أو تأخير ظهورها باتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني وتناول الدواء الموصوف وإجراء فحوص منتظمة وعلاج المضاعفات.