تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تواصل دولة الإمارات جهودها الإنسانية لدعم الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، في إطار عملية «الفارس الشهم 3»، إذ تم تسيير جسر جوي، بلغ 54 طائرة لليوم الخامس عشر، من أجل تخفيف معاناة المدنيين في القطاع، الذين يواجهون ظروفاً استثنائية حرجة، خاصة النساء والأطفال، حيث يواصل الجسر الإماراتي نقل المستلزمات الطبية والمساعدات الغذائية والإغاثية العاجلة للأشقاء الفلسطينيين.

وكان صاحب السمو رئيس الدولة، قد أمر العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، ببدء عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، كما أمر سموه قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، بالتعاون والتنسيق الشامل مع كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وباقي المؤسسات الإنسانية والخيرية في الدولة، لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني.

كما قدم طاقم مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي في رفح جنوب غزة العناية الطبية العاجلة لـ 31 من الأطفال الخدج، الذين تم نقل 28 منهم إلى مصر، بعد استقرار حالتهم الصحية في المستشفى، حسب منظمة الصحة العالمية.

ووصلت سيارات الإسعاف، التي تحمل أطفالاً من غزة إلى مصر عبر معبر رفح، حيث قوبلت بالترحيب من جانب حشود من الأطباء والمسعفين، الذين كانوا ينتظرون الأطفال، ومعهم حاضنات من أجل تقديم الرعاية الطبية لهم، وفقاً للقطات تلفزيونية مباشرة، عبر التلفزيون الرسمي المصري.

وقال الطبيب محمد سلامة، رئيس وحدة رعاية الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الهلال الإماراتي في رفح بجنوب قطاع غزة: إن «الأطفال وصلوا إلى هنا من مستشفى الشفاء، وكانوا في حالة حرجة لدى وصولهم».

وأضاف: «البعض كانوا يعانون من سوء التغذية، والبعض الآخر من الجفاف، وآخرون من انخفاض درجات الحرارة. عملنا على استقرار حالتهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية».

وأضاف: «بمجرد أن تلقينا اتصالاً لتجهيز الأطفال قمنا بإعدادهم وتجهيزهم للسفر».

وأوضح سلامة أن بعض الأطفال كانوا مع أمهاتهم، بينما كان آخرون بلا أقارب لكن برفقة مسعفين، وقال: «إنه في بعض الحالات التي كانت فيها الأمهات متوفيات أو مفقودات وقّع أقارب آخرون على نماذج الموافقة على النقل».

وأقامت دولة الإمارات مستشفى ميدانياً متكاملاً داخل قطاع غزة، لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين في القطاع، وذلك ضمن عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية.

ويضم المستشفى الميداني الإماراتي، الذي تبلغ سعته 150 سريراً، ويجري تنفيذه على عدة مراحل، أقسام الجراحة العامة وجراحة العظام والأطفال والنساء، والتخدير وعناية حثيثة للأطفال والبالغين، بجانب عيادات في تخصصات الباطنية، والأسنان وعيادة نفسية، وطب العائلة، إضافة إلى خدمات الأشعة المقطعية، ومختبر وصيدلية والخدمات الطبية المساندة.

وتأتي هذه المبادرة تجسيداً لمواقف دولة الإمارات التاريخية الداعمة والمساندة للأشقاء الفلسطينيين، والوقوف بجانبهم خلال الظروف الصعبة، التي تواجههم حالياً.

وكانت دولة الإمارات قد أعلنت في وقت سابق تقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين، إضافة إلى مبادرتها لاستضافة حوالي 1000 طفل فلسطيني من قطاع غزة، برفقة ذويهم لتوفير العلاج الطبي لهم والرعاية في مستشفيات الدولة، وصلت طلائعه إلى الدولة لتلقي العلاج، بجانب إطلاق حملة مجتمعية إغاثية للأشقاء الفلسطينيين المتأثرين من الأحداث في القطاع تحت شعار «تراحم من أجل غزة».