قال تشارلز نورث نائب الرئيس التنفيذي للشراكة العالمية للتعليم، إن تحفيز العمل الجماعي يرقى إلى مستوى المسؤولية الحاسمة المتمثلة في حماية الأطفال وتعليمهم التغير المناخي، مشيراً إلى تعاون «الشراكة» وصندوق المناخ الأخضر مع منظمة إنقاذ الطفولة لإطلاق مبادرة BRACE، والتي رصدت نحو 70 مليون دولار لدعم التعليم في العالم.
وتهدف «BRACE» إلى زيادة قدرة المدارس على مواجهة التغير المناخي وإلى تعزيز المرونة البيئية في أنظمة التعليم في البلدان المعرضة للخطر.
وأوضح المسؤول لـ«البيان» أنه تم إطلاق المبادرة في مؤتمر «كوب 28»، وسيستمر العمل فيها على مدار السنوات الثلاث المقبلة لتحقيق أهدافها من خلال عدة مراحل، حيث ستتم مراجعة الأدلة والدروس المستفادة من البلدان المستهدفة في المرحلة الأولى، وسيتم توسيع نطاق المشروع ليشمل 20 دولة بحاجة إلى تمويل وإصلاحات تعليمية مستدامة مناخياً.
وفيما يتعلق بالشراكة مع الإمارات، أضاف أن الشراكة العالمية للتعليم وصندوق المناخ الأخضر شهدا تبرعات سخية من قبل حكومة الإمارات التي اعتبرها شريكاً قوياً وداعماً مستمراً للمبادرات التعليمية المستدامة للأطفال في جميع أنحاء العالم.
وأكد أن الإمارات أول وأكبر جهة مانحة للشراكة العالمية من أجل التعليم في المنطقة، وقد انضمت إلى الشراكة في عام 2018 بتعهد قدره 100 مليون دولار أمريكي، لدعم مختلف مشاريعها، بالإضافة إلى ذلك، قدمت مؤسسة دبي العطاء مساهمات كبيرة للشراكة العالمية للتعليم في السنوات السابقة، وهذه الجهود تعكس التزام الإمارات ومؤسساتها بتعزيز الابتكار والتنمية البشرية والتعليم الأخضر.
وبين المتحدث أن برنامج BRACE سيعمل على تعزيز قدرة المدارس على التكيف مع المناخ، وتضمنت هذه الإجراءات بناء وتجديد المدارس لتكون مستدامة بيئياً وقادرة على مواجهة التحديات المناخية، ودمج تغير المناخ في المناهج المدرسية، وتوفير التحذيرات المناخية وتعزيز الإجراءات المبكرة.
ولفت إلى أن حوالي 4 ملايين طفل وشاب سيستفيدون من البرنامج، وستستهدف المبادرة حوالي 500 مدرسة في ثلاث دول منها جنوب السودان، وستتم تحديد التدخلات المستهدفة في المرحلة الأولى بناءً على الأولويات التي تضعها الحكومات المعنية.
وقال نورث إن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز الاستدامة والمرونة في نظم التعليم وتمكين الأطفال والشباب من التكيف مع تغير المناخ والحفاظ على حقوقهم في التعليم، وإن مبادرة BRACE تعكس التزاماً قوياً بحماية الأطفال وتعزيز تعليمهم في ظل التحديات الناشئة عن تغير المناخ.
وذكر أن الشراكة العالمية من أجل التعليم تعمل على نشر الوعي حول تغير المناخ من خلال تقديم تعليم جيد للأطفال. وقال: «يتعدى دور التعليم في نقل المعرفة والمهارات، إذ يمكن لأنظمة التعليم الوطنية أن تلعب دوراً حاسماً وديناميكياً في تعليم الأطفال حول مخاطر المناخ وتدابير الوقاية، وتحسين قدرتهم على التأقلم والاستعداد للطوارئ، من خلال تزويدهم بالمهارات والمعرفة، يمكن تمكين الأطفال والأسر والمجتمعات للتعامل بفعالية مع تحديات تغير المناخ وتحسين جودة حياتهم.
وتابع: أظهرت الأبحاث أيضاً أن تعليم الفتيات يلعب دوراً حاسماً في تعزيز القدرة على التكيف مع الكوارث الناجمة عن المناخ، ومع ذلك، لا يزال هناك نحو 129 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم يفتقرن إلى فرص التعليم، لذلك، يجب أن يكون هناك تركيز متواصل على توفير فرص التعليم المستدام للجميع، بما في ذلك تعزيز المساواة بين الجنسين في مجال التعليم.
وذكر أن «يوم التعليم» الذي تم تخصيصه في «COP28» يعد اعترافاً بالدور الحاسم للتعليم في مكافحة تغير المناخ والتكيف معه، ومع ذلك، فإن أهمية دور التعليم في العمل المناخي لم تلق الاهتمام المناسب حتى الآن، ما أدى إلى تقليل التمويل المخصص لتعزيز قدرات القطاع التعليمي في مواجهة تغير المناخ.
وذكر أنه تم تصميم برنامج BRACE لمعالجة هذا الإهمال قصير النظر لقطاع التعليم في العمل المناخي، والاستثمار بشكل غير مسبوق في تعزيز التعليم في البلدان الضعيفة، التي عانت من نقص الاستثمار في القطاع لسنوات عدة، ويسعى BRACE لتمكين هذه البلدان من المساهمة بشكل فعال في الاستقرار العالمي المستدام وتعزيز الرخاء والأمن.