رحب الاتحاد الأوروبي بتوصل مؤتمر المناخ المنعقد في دبي إلى توافق حول عدد من القرارات التاريخية، مشيداً بنجاح دولة الإمارات العربية في تنظيم الدورة الثامنة والعشرين للدول أطراف الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ «كوب 28»، ونجاحها في تحويل التعهدات إلى أفعال، مشيراً إلى أن القرارات ستساهم في تسريع الانتقال إلى اقتصاد أنظف وأكثر صحة.

وقال لويس ميغيل بونينو، الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في تصريح خاص لـ«البيان» أن الاتحاد الأوروبي يرحب بالاختتام الناجح والتاريخي لمؤتمر الأمم المتحدة COP28 للمناخ. وأضاف «من الجيد للعالم بأسره أن لدينا الآن اتفاقاً متعدد الأطراف لتسريع خفض الانبعاثات نحو صافي الصفر بحلول عام 2050.

لقد اتفقنا على خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 43 % بحلول عام 2030، بما يتماشى مع أفضل العلوم المتاحة. سيبقينا هذا على المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاقية باريس، وسيساهم في تسريع الانتقال إلى اقتصاد أنظف وأكثر صحة.

أهم قمة مناخ

وقال إن «كوب 28» أهم قمة للمناخ منذ 20 عاماً منذ قمة ميلانو، ونشيد ونقدر جهود دولة الإمارات في مواجهة تغير المناح فهي جهود رائدة، وبلا شك فإن البيان الختامي لـ«كوب 28» عكس هذه الطموحات في التحول السريع إلى اقتصاد نظيف وقد وصلنا إلى مرحلة حساسة للبشرية، ما أدى إلى الاستشعار بالخطر والتركيز على التعاون بين دول العالم لمواجهة تداعيات التغير المناخي، وقال كان التعاون الممتاز بين الاتحاد الأوروبي والإمارات عنصراً أساسياً لنجاح هذا المؤتمر، فهناك وعي واسع حول ضرورة العمل بشكل مشترك من أجل مكافحة تغير المناخ.

في 2015 تبنت 197 دولة اتفاق باريس الذي يهدف إلى الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والحد من درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى درجتين مئوتين.

ومنذ ذلك الحين بدأت مبادرات متعددة الأطراف، بما في ذلك بعضها برعاية الاتحاد الأوروبي بشأن الطاقة العالمية ومصادر الطاقة المتجددة والميثان والخسائر والأضرار. لا شك في أن «COP28» لحظة حاسمة في هذا الخصوص.

وأوضح أن الأمم المتحدة رصدت تغيرات خطيرة خلال السنوات الماضية، مثل ارتفاع درجة الحرارة للمحيطات؛ أو تغيرات في أنماط هطول الأمطار؛ أو ذوبان الأنهار الجليدية إذا تجاوزت درجة الحرارة العالمية هذه النسبة، فنحن سندخل سيناريوهات كارثية للكل.

لذلك يجب أن تقتصر زيادة درجة الحرارة العالمية على 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعية، وساهم «كوب 28» فعلاً في مواجهة التغير المناخي وإنقاذ الكوكب، بعدما أظهر الجميع استعداده لتنفيذ اتفاقية باريس بالكامل. وأعتقد أننا دخلنا إلى مرحلة الأفعال وبكل التأكيد نريد المزيد.

فرصة نادرة

وأوضح الناطق باسم الاتحاد الأوروبي: نتحدث عن عملية «التخلص التدرجي» أو phase out في كل القطاعات في ما يتعلق بالوقود الأحفوري غير المستمرة (unabated) بحلول 2050.

والعمل بدأ من الآن، فقد اقترح الاتحاد الأوروبي مبادرة التعهد العالمي للطاقة الذي يسعى إلى مضاعفة معدل التحسين في كفاءة الطاقة وزيادة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات، مما سيؤدي إلى إنتاج 11 tw (terawatt) من الطاقة الكهربائية.

وأضاف: يجب ألا ننسى بأن «COP28» فرصة نادرة ساهمت في إحراز تقدم في ما يخص بأول عملية التقييم العالمية بعد اتفاقية باريس أو «Global Stock Take» في تاريخ هذه المؤتمرات، حيث نجح في تحقيق المزيد من الطموح المناخي العالمي من قبل كل المشاركين وبشكل خاص الدول الصناعية والمتقدمة في تحديث مساهمتها المحددة وطنياً. وتابع: سنعمل أيضاً على دعم صندوق الخسائر والأضرار الذي تم إنشاؤه لمساعدة البلدان النامية.

وقال الناطق الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي نريد الاستثمار في العمل المشترك من أجل الحياد المناخي من خلال تحديث المساهمات المحددة وطنياً (NDCs). فقد قدم الاتحاد الأوروبي مساهمته، حيث حدد خطة عمل طموحة لخفض الانبعاثات بنسبة 57 % بحلول 2030 في كل قطاعات الصناعية.

ثانياً، يسعى التكتل إلى التقليل بشكل كبير من استخدام الوقود الأحفوري في قطاع الطاقة على الصعيد الدولي والتخلص منه تماماً بحلول 2050. وأضاف: قد يبدو هذا الهدف غير واقعي لكن العلم واضح، ليس لدينا خيار آخر.

وأشار إلى أن لدى الاتحاد الأوروبي أقوى قوانين المناخ في العالم لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. بفضل هذه القوانين فإن من الملزم لكل الدول الأعضاء تنفيذ الإجراءات الهيكلية الضرورية التي قدمتها المفوضية الأوروبية في هذا الصدد.

في هذا السياق، تم تخفيض هذه الانبعاثات بنسبة 32% في التكتل مقارنة بعام 1990، على الرغم من زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 60 %. وتابع: يجب أن نعرف أن الاتحاد الأوروبي يمثل حوالي 7 % فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

كما أوضح انخفاض صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الاتحاد الأوروبي بنحو 3 % في عام 2022، مما يواصل الاتجاه التنازلي العام للسنوات 30 الماضية.

ولكن الدول الأعضاء تحتاج إلى زيادة في جهودها في هذا الصدد. وأضاف: يجب زيادة وتيرة خفض الانبعاثات إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف متوسط التخفيض السنوي على مدى العقد الماضي من أجل تحقيق خفض الانبعاثات بنسبة 55 % بحلول عام 2030.

وتابع الناطق باسم الاتحاد الأوروبي: أن العمل جارٍ من أجل تنوع مصادر الطاقة، حيث بلغت حصة مصادر الطاقة المتجددة في إجمالي استهلاك الطاقة النهائي 21 % في عام 2021.

ومع ذلك، سيتطلب الأمر نمواً أسرع بكثير في السنوات القادمة لتحقيق هدف الاتحاد الأوروبي لعام 2030. لذلك تقوم جميع الدول الأعضاء حالياً بتحديث خططها الوطنية للطاقة والمناخ الخاصة بها للفترة حتى عام 2030، وهي عملية يجب أن تكتمل بحلول منتصف عام 2024.

مضاعفة التمويل

وقال لويس ميغيل بونينو: لقد التزمنا في «كوب 28» بمضاعفة التمويل للتكيف وركزنا جهودنا على موضوع الخسائر والأضرار. ومن أولوياتنا التأكد من أن صندوق الخسائر والأضرار الجديد يمكن أن يشغل دون تأخير. وأضاف: سنساهم فوراً بـ 25 مليون يورو لهذا الصندوق الجديد.

وأضاف: ستقوم أكثر من 150 دولة الآن بتنفيذ هدف جماعي يتمثل في الحد من انبعاثات الميثان البشرية المنشأ العالمية بنسبة 30 % على الأقل بحلول عام 2030، من مستويات 2020. فبالتالي هذه المبادرة أساسية في عملنا المناخي.