أسهم في تحقيق إنجازات نوعية للدولة في المجال

مركز محمد بن راشد للفضاء يحتفي بمرور 18 عاماً على تأسيسه

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتفي مركز محمد بن راشد للفضاء بذكرى مرور 18 عاماً على تأسيسه، حيث شكّل المركز حجر الأساس في استراتيجية دولة الإمارات لارتياد الفضاء واستكشافه.

ومنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا، كان إسهامه من أهم المقومات التي ساعدت في تحقيق الإنجازات النوعية للدولة في مجال استكشاف الفضاء، ومنها وصول هزاع المنصوري إلى المحطة الفضائية الدولية كأول رائد فضاء إماراتي يحط على متنها.

وإرسال «مسبار الأمل» في رحلة تاريخية لاستكشاف كوكب المريخ، ونجاح أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب التي قام بها آنذاك رائد الفضاء الإماراتي، معالي الدكتور سلطان النيادي وزير دولة للشباب، الذي خاض مهمة السير في الفضاء ضمن طاقم البعثة 69، حيث تحققت هذه الإنجازات وفق رؤية واضحة وخطط وبرامج ومنهج علمي وعملي محدد الملامح، وخطة زمنية دقيقة.

وكان تأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء في العام 2006، بداية رحلة نجاح محفوفة بالأمل والعمل من أجل منح الإمارات دوراً مؤثراً وملموساً ومكانة رفيعة في مجال استكشاف الفضاء.

حيث تمكنت الدولة من تحقيق إنجازات فارقة تحولت إلى نقاط مضيئة في مسيرة قطاع الفضاء الإماراتي وكرست موقع الدولة كأحد أهم المساهمين في قطاع الفضاء الدولي على مستوى المهام والتخطيط ورسم السياسات المستقبلية، وهو ما يؤكد عليه انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية التي ستتولى فيه مهمة تطوير وتصميم بوابة الإمارات، وهي وحدة معادلة الضغط في المحطة القمرية.

فخر واعتزاز

وبهذه المناسبة، عبّر معالي الدكتور سلطان النيادي وزير دولة للشباب، عن فخره واعتزازه لكونه فرداً من عائلة مركز محمد بن راشد للفضاء، وقال في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي بمنصة «إكس»: 18 عاماً مرت على تأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء، شكراً من القلب للزملاء الذين يعملون ليلاً ونهاراً ليحققوا نجاحات تاريخية مهمة بعد أخرى، فخور بكوني فرداً من هذه العائلة.

من جانبه، قال المهندس سالم حميد المري مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، في تغريدة نشرها على حسابه عبر منصة «إكس»: بعد 18 سنة على انطلاقة مركز محمد بن راشد للفضاء مازالت الأهداف تكبر، حيث بدأت مسيرة المركز بـ4 مهندسين، واليوم بفضل رؤية القيادة واجتهاد الزملاء أصبح الفريق يضم 250 من الكوادر الإماراتية. هذا الفريق هو أكبر نجاحاتنا وأهم ما حققناه. هو من صنع إنجازات الماضي ويعمل على مهمات المستقبل.

بدوره، قال رائد الفضاء هزاع المنصوري: اليوم ذكرى تأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء. 18 عاماً احتضن خلالها المركز أحلام الشباب الإماراتي وحول المستحيل إلى مهمات وقصص ونجاح.

وفي السياق ذاته قال رائد الفضاء محمد الملا: في مثل هذا اليوم من عام 2006 تأسس مركز محمد بن راشد للفضاء، وبدأت قصة طموح عانقت النجوم. قصة أفتخر بأني جزء منها.

مشاريع ضخمة

ونفذ مركز محمد بن راشد للفضاء العديد من المشاريع ليصبح أحد أكثر مراكز الفضاء نشاطاً في العالم، وفي غضون ثلاث سنوات فقط من إنشائه تمكن من إرسال أول قمر اصطناعي لرصد الأرض، وهو «دبي سات – 1»، حيث تم بناؤه بأيدي مهندسين إماراتيين وبالتعاون مع مبادرة «ساتريك» الكورية الجنوبية، وتهدف الصور التي يرسلها القمر لمراقبة التطور العام للمشاريع الضخمة مثل جزر النخلة ومطار آل مكتوم الدولي وتم استخدامها لرصد جهود الإغاثة خلال زلزال تسونامي 2011 في اليابان.

وبعد نجاحه، أطلق القمر الاصطناعي الثاني «دبي سات 2» في 2013 وتم بناؤه أيضاً من قبل فريق من المهندسين الإماراتيين ولعب دوراً علمياً رئيسياً في رحلة تطوير المعرفة للمركز ومهندسيه واشتمل على مواصفات وتقنيات مبتكرة فاقت قدرات القمر السابق.

وفي العام التالي، أعلنت الإمارات عن أول مهمة لها بين الكواكب إلى المريخ ليعرف المشروع فيما بعد باسم «مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ - مسبار الأمل»، الذي كان تجسيداً حقيقياً لتطلعات الدولة وإلهامها، وانطلقت المهمة إلى الفضاء في العام 2020 ووصل المسبار إلى مداره حول المريخ في 2021 ليقدم منذ ذلك الحين بيانات غير مسبوقة حول الطقس والظواهر على الكوكب الأحمر.

وفي 2017 تعاون المركز مع عدد من المؤسسات التعليمية ومنها الجامعة الأمريكية في الشارقة كجزء من برنامج نقل المعرفة المستدامة في مجال علوم الفضاء ليتم إطلاق أول قمر اصطناعي نانومتري في الإمارات «نايف -1» ليبشر المشروع بعصر جديد في المركز، كما أتاح لطلاب الهندسة المواطنين خبرة عملية في تصميم وتصنيع ودمج وتركيب وتشغيل الأقمار الاصطناعية الصغيرة.

رواد الفضاء

وفي عام 2017 أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وفي العام 2018 تم اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين، وهما معالي الدكتور سلطان النيادي وزير دولة للشباب، وهزاع المنصوري، من بين أكثر من 4,000 متقدم، وواصل هزاع المنصوري تقدمه في صنع التاريخ كأول إماراتي يصل إلى محطة الفضاء الدولية عندما انطلق إليها في مهمة لمدة 8 أيام على متن مركبة الفضاء «سيوز – إم إس 15» في 25 سبتمبر 2019 من قاعدة بايكونور الفضائية في كازاخستان، وهي أول وأكبر منشأة إطلاق فضائية قيد التشغيل في العالم.

وتم الإعلان عن الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء في 2021 والتي ضمت أول رائدة فضاء عربية، وهي نورا المطروشي، إضافة إلى محمد الملا، ويعد هذا البرنامج أحد المشاريع التي يديرها برنامج الإمارات الوطني للفضاء، ويتم تمويله من قبل صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية لدعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الدولة لتعزيز مكانة البلاد في هذه المجالات عالمياً.

مراقبة الأرض

وبالعودة إلى برنامج الأقمار الاصطناعية، أطلق المركز في أكتوبر 2018 «خليفة سات» أول قمر اصطناعي لمراقبة الأرض يتم تصميمه وتصنيعه في الإمارات ليسهم في تعزيز مكانة الدولة بين الدول المصنعة الرائدة في مجال تكنولوجيا الفضاء في العالم، ويعزز دورها الفاعل في المساهمة في تقدم البشرية عن طريق توفير بيانات التصوير بالأقمار الاصطناعية القيمة.

ويعد المركز جزءاً من ميثاق الكوارث الدولي ومشروع Sentinel-Asia التابع للوكالة اليابانية لاستكشاف الفضاء، ولعبت الصور عالية الدقة التي تم التقاطها بواسطة «خليفة سات» دوراً مهماً في الإغاثة من الكوارث وإدارتها على مستوى العالم.

أقمار اصطناعية

وتم إطلاق القمر الاصطناعي النانومتري الثاني في الدولة «DMSat-1» وهو أول قمر اصطناعي بيئي نانومتري وطورته بلدية دبي بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء في مارس 2021 لينضم إلى قائمة المشاريع الحكومية المميزة.

وفي أكتوبر 2020 أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن مشروع القمر الاصطناعي الجديد «MBZ-SAT»، والذي سيصبح ثاني قمر اصطناعي إماراتي يتم تطويره من قبل فريق من المهندسين الإماراتيين والمقرر إطلاقه عام 2024، ويعد أكثر الأقمار الاصطناعية تقدماً في المنطقة في مجال صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة.

ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المركز في العام 2017 لقيادة مشروع الدولة الطموح لبناء أول مستوطنة بشرية على سطح المريخ بحلول العام 2117 وذلك بالتعاون مع كبرى مؤسسات الفضاء الدولية، ويمثل مشروع «المريخ 2117» مساهمة كبيرة ومستمرة في إطار مساعي البشرية الهادفة لاستكشاف الكواكب، كما يتضمن مشاريع أخرى منها مهمة الإمارات لاستكشاف القمر ومهمة الإمارات لمحاكاة الفضاء وغيرها من مشاريع الفضاء.

وتتضمن مهمة الإمارات لاستكشاف القمر تطوير وإطلاق أول مركبة فضائية إماراتية تحمل اسم مستكشف القمر «راشد» تيمناً باسم المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، باني نهضة دبي الحديثة، ويتم تصميم المستكشف «راشد 2»، وبناؤه في الإمارات بأيدي فريق من المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين بالكامل.

بحث علمي

وفي أغسطس 2021 أعلن المركز اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين، وهما عبدالله الحمادي وصالح العامري، للالتحاق بمهمة الإمارات لمحاكاة الفضاء «المهمة رقم 1» ضمن البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية «سيريوس 2020 ــ 2021»، وهي عبارة عن مهمة محاكاة تستمر 8 أشهر في المجمع التجريبي الأرضي بمعهد الأبحاث الطبية والحيوية بأكاديمية العلوم الروسية في العاصمة موسكو.

وفي سبتمبر من العام 2023، أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن عودة رائد الفضاء الإماراتي معالي الدكتور سلطان النيادي وزير دولة للشباب، من محطة الفضاء الدولية عقب إنجازه بنجاح أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب امتدت 6 أشهر قام فيها بالعديد من التجارب العلمية وأول رحلة سير خارج محطة الفضاء الدولية لرائد فضاء عربي.

ومؤخراً أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن بدء فريق عمل المركز بالخطوات الأولى لتطوير وحدة معادلة الضغط «بوابة الإمارات»، في مشروع محطة الفضاء القمرية، بعد إعلان دولة الإمارات انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية «Gateway» إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر.

كما أعلن المركز مؤخراً عن بدء ثاني دراسة إماراتية لمحاكاة الفضاء، وهي جزء من أبحاث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية «هيرا» التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، وتمتد الدراسة على مدار 180 يوماً من العمل البحثي عبر 4 مراحل.

Email