«أجمل شتاء في العالم» فرصة للتعريف بجمال مدينة العين - من المصدر

العين.. سياحة بين الواحات والآثار التاريخية

شكّلت مدينة العين منذ القدم مستقراً مفعماً بالراحة والسحر والجمال الذي تضفيه واحاتها الغنّاء وأفلاجها التاريخية ومياهها العذبة، فضلاً عن آثارها التاريخية التي برهنت مكتشفاتها الأثرية على كونها مدينة نابضة بالحياة منذ أكثر من 5000 عام.

وتمتلك مدينة العين مقومات سياحية متميزة وتتمتع بتنوع طبيعي وتاريخي وتراثي ومنشآت فندقية ذات ريادة عالمية وخدمات سياحية متكاملة، فضلاً عن تميزها في سياحة المغامرات، الأمر الذي أهلها لتكون عاصمة السياحة الخليجية لعام 2025.

وتشكل النسخة الرابعة من حملة «أجمل شتاء في العالم» فرصة للتعريف بجمال المدينة، حيث تتيح حدائقها ومتنزه الحياة البرية وأفلاجها ومواقع الآثار التاريخية في منطقة الهيلي وغيرها من المناطق خياراً مثالياً للزوار للتعرف إلى الكثير من المعالم والطبيعة الخلابة في المدينة.

وتعد واحة العين أكبر واحات المدينة، وقد أدرجت على لائحة قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو» عام 2011، وتضم مرافق متنوعة، وتنقسم حديقتها الواحة إلى ثلاث طبقات مختلفة تعرض كل واحدة منها النباتات الموجودة في مزارع الواحات التقليدية، بينما تعد الواحة المصغرة نموذجاً مصغراً لواحة العين تستعرض كيفية نشوء واحة العين وأسباب ظهورها.

كما تظهر أساليب توزيع المياه من قنوات السقاية المعروفة بالأفلاج (نظام الري التقليدي القديم).

وتعتمد الواحات على مياه الآبار ونظام الأفلاج القديم الذي يعمل على توصيل المياه الجوفية البعيدة، التي تتجمع في المناطق الجبلية الصخرية الواقعة على مسافة كيلومترات عدة في بعض الأحيان، إلى المزارعين عبر قنوات بمستوى سطح الأرض أو ما دون ذلك.

وتنتشر الأفلاج في المدينة، حتى أطلق عليها مدينة الأفلاج السبعة، والأفلاج الرئيسية السبعة هي العيني، والداوودي، والمعترض، والمويجعي، والجيمي، والقطارة، وهيلي، وبذلك تكون العين هي المدينة التي تضم العدد الكبير من الأفلاج في الدولة. وقد ارتبط وجود الأفلاج بواحات العين.

حيث إن الأفلاج تغذي الواحات بالمياه، فأفلاج العيني والداوودي يغذيان واحة العين، بينما تغذي الأفلاج الأخرى واحات تحمل نفس أسمائها.

واكتشف نظام الأفلاج واستخدم لأغراض الري منذ أكثر من 1000 سنة، إذ تم اكتشاف قناة رئيسية لفلج قديم بالقرب من أحد المواقع الأثرية القريبة من حديقة هيلي، يعود تاريخها إلى النصف الأول من الألف الأولى قبل الميلاد.

ويوجد في العين ما يقارب الـ300 فلج، إلا أن معظمها قد جف، وقد سجل في الوقت الحالي 27 فلجاً فقط، ويتراوح عمق الأفلاج التي حفرها الأجداد بين 90 و95 قدماً من سطح الأرض. وتغذي الأفلاج بمدينة العين الواحات المرتبطة فيها بالمياه الكافية لزراعة النخيل.

وتشرف بلدية المدينة العين على جميع الأفلاج والواحات داخل المدينة وتتابع أعمال الري والصيانة والنظافة.