نظمت جمعية النهضة النسائية بدبي متمثلة بإدارة التدريب والاستشارات ورشة العمل الثانية ضمن مبادرة «إرشاد الأبوة» تحت شعار «معاً لنصل بأبنائنا إلى بر الأمان»، بتوجيهات من المجلس الاستشاري لخدمة المجتمع، وبالتعاون مع مجلس الشرطة النسائي في القيادة العامة لشرطة دبي.

وركزت الورشة على تعزيز دور الأب في التربية ودعم المفاهيم الصحيحة والسلوكيات الإيجابية ومحاربة الظواهر الدخيلة على مجتمعنا وتعزيز المحافظة على تماسك الأسرة وتلاحمها والرفع من كفاءتها.

وقدمت الورشة فاطمة الكندي رئيس قسم الدعم الاجتماعي بالإدارة العامة لحقوق الإنسان في شرطة دبي، حيث أكدت أهمية تكوين أسر مستقرة وتهيئة أجيال واثقة بقدراتها متمسكة بهويتها وجاهزة للمستقبل، وذلك عبر الارتقاء بقدرات الأسرة الإماراتية لبناء أجيال واعية تتحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع والوطن معتزين بهويتهم ومتمسكين بالقيم والمبادئ والأخلاق النبيلة.

وألقت الورشة الضوء على المفاهيم الصحيحة عن الأبوة وطرق وأساليب التعامل مع التحديات الناجمة عن سلوكيات الأبناء بحسب اختلاف مراحلهم العمرية، وأكدت على أهمية تعزيز دور الأب في الحياة الأسرية بشكل عام ومع أبنائه بشكل أكثر خصوصية، من أجل الحد من المشكلات السلوكية الناتجة عن ضعف الحوار والتواصل معهم.

وحددت الكندي 7 مقومات شخصية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنجاح الأبوة الصحيحة، وهي: المبادئ والقيم، السمات الشخصية، الفهم الصحيح للدين والاعتدال، المستوى التعليمي، المستوى الثقافي، المسؤولية المجتمعية، احترام الكيان الأسري.

تربية متوازنة

وشددت على ضرورة تسلح الآباء والأمهات بالمعرفة الكافية بأصول التربية المتوازنة، وتصحيح الفهم الخاطئ لترك الطفل على طبيعته وعدم التدخل في تربيته، وتلبية احتياجات نموه السليم وفقاً لطبيعة كل مرحلة عمرية واحتياجاتها من المعرفة والتوجيه السليم لتقديم الدعم المعنوي لضمان طفولة سليمة صحياً ونفسياً وسلوكياً، وصولاً لمرحلة مراهقة آمنة، ومرحلة شباب متوازن في انتماءاته وتوجهاته وما يحمله من قيم وأفكار تجاه الآخرين.

وقالت إن القدوة الحسنة تسهم في التفاعل الأسري والقائم على الالتزام بالحوار السلمي واحترام الرأي المخالف وتهيئة الأبناء لممارسة الفكر الديمقراطي وقيم المواطنة، وذلك لا يأتي إلا من خلال توفير أجواء أسرية مستقرة والتعامل مع الأبناء على أساس من المساواة والعدل وحفظ كرامتهم وتنمية ثقافة احترام التنوع الذي يعد أساساً للثراء الثقافي والإنتاج والعيش المشترك.

كما شددت على ضرورة تكامل الأدوار بين الأسرة والمدرسة والجهات المعنية بحماية حقوق الطفل، لافتة إلى أن الطفل الذي يتربى في بيئة مليئة بالمخاوف وانعدام الأمن يؤدي ذلك لحدوث بعض الاضطرابات النفسية لديه.