بفضل الرؤية الاستشرافية للحكومة الرشيدة حرصت الإمارات على الاستثمار بشكل مبكر في الذكاء الاصطناعي، وأطلقت العديد من المبادرات الداعمة لتوجهها في هذا الملف، ومنها دليل 100 استخدام وتطبيق للذكاء الاصطناعي التوليدي، وغيرها من المبادرات التي تعكس التزام الإمارات بتسريع تبني هذه التقنيات، وتعزيز التعاون بين الشركات العالمية والمحلية لاستكشاف حلول مبتكرة، وتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد والمجتمع، مستغلة الذكاء الاصطناعي لتعزيز التنمية المستدامة والابتكار، علاوة على مبادرات تخدم الغرض ذاته، كإنشاء مجلس للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
وإطلاق «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي» لدعم الجهات الحكومية والشركات الناشئة وتدشين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهي مؤسسة أكاديمية على مستوى الدراسات العليا تأسست في عام 2019 كجزء من استراتيجية الإمارات العربية المتحدة للذكاء الاصطناعي 2031، التي جاءت بعد تعيين أول وزير دولة في العالم للذكاء الاصطناعي، وتقدم برامج في مجال الذكاء الاصطناعي للطلاب المحليين والدوليين.
تكنولوجيا المستقبل
وفي يونيو من العام الماضي، أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي»، بهدف دعم الجهات الحكومية بإمارة دبي في توظيف تكنولوجيا المستقبل بشكل عملي وفعّال استعداداً للتحولات الجذرية القادمة في مختلف القطاعات الحيوية.
ويعمل المركز، الذي تشرف عليه مؤسسة دبي للمستقبل وهيئة كهرباء ومياه دبي ومجلس دبي للإعلام وهيئة دبي الرقمية، على تدريب الموظفين الحكوميين على استخدامات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى إطلاق مشاريع تجريبية وتحسين الخدمات الحكومية التي يمكنها الاستفادة من هذه التطبيقات، ودعم الشركات الناشئة المتخصصة في هذا المجال التكنولوجي المتقدم من دولة الإمارات والعالم.
كما جاء إعلان متحف دبي للمستقبل عن «تحالف دبي للذكاء الاصطناعي»، لتوفير منصة قائمة على الشراكة والتعاون في تسريع تبني التقنيات الصاعدة وتنظيم معايير الابتكار، وتحفيز أفكار إيجابية وتطبيقات مؤثرة في هذا القطاع الحيوي والمهم لاقتصادات ومجتمعات المستقبل.
وأكد خلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن التحالف سيسهم في إتاحة الفرصة أمام جميع شركات التكنولوجيا العالمية ورواد الأعمال والمؤسسات المعنية بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للعمل بشكل مشترك على إيجاد حلول مبتكرة، مؤكداً أن الفترة المقبلة تتطلب تعزيز العمل الجماعي العالمي لسد الثغرات والفجوات الحالية في تنظيم وحوكمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتركيز على الفرص الواعدة والاستفادة منها.
معلومات
إلى ذلك أعلنت دبي الرقمية بالشراكة مع مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي عن إطلاق منصة «دبي أي»، التي تتيح للمتعاملين الحصول على خدمات ومعلومات عن مدينة دبي بمختلف قطاعاتها، وقد تم تطويرها بالشراكة مع الجهات الحكومية في الإمارة لإثرائها بالمعلومات والخدمات في كافة القطاعات من مصادرها الموثوقة وتوفيرها لكافة فئات المتعاملين.
ويتم تغذيتها بشكل مستمر بمعلومات من مصادرها الرسمية، وتُعد المنصة مساعداً رقمياً شخصياً للمتعامل، تم تصميمها بتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي من أجل الإجابة عن استفسارات وأسئلة المتعاملين بشكل لحظي وتفاعلي وبأسلوب عصري وطابع شخصي يشعرهم أن الإجابة مخصصة لهم من خلال الحوار التفاعلي.
هذا وقد كشفت دراسة أجرتها منصة «كورسيرا» التعليمية بالشراكة مع «يوجوف»، أن 91 % من رواد الأعمال الإماراتيين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيشكل مستقبل المشهد الاقتصادي ويمهد الطريق لنمو المنطقة في المستقبل، كما كشفت أن 83 % من الشركات الإماراتية على استعداد للاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملياتها، وأن أكثر من 500 من قادة الأعمال في الدولة قد دمجوا بالفعل الذكاء الاصطناعي في أعمالهم الحالية.
وتؤكد الاستراتيجيات والمبادرات والحرص على توظيف الذكاء الاصطناعي في شتى القطاعات، لا سيما الحيوية منها كالصحية والتعليمية والتجارية، دور الإمارات بوصفها قائدة في تبني الذكاء الاصطناعي على المستويين العربي والعالمي، وتعكس رؤية الدولة لاستخدام التكنولوجيا الاستخدام الأمثل.