يحتفل المجلس الوطني الاتحادي، اليوم، بالذكرى الثانية والخمسين على تأسيسه، حيث واكب مسيرة دولة الإمارات التنموية الاقتصادية والاجتماعية بعقد 668 جلسة على مدى 18 فصلاً تشريعياً، أسهم خلالها في تحديث وتطوير التشريعات بمناقشة 652 مشروع قانون، وطرح الموضوعات العامة التي لها علاقة مباشرة بشؤون الوطن والمواطنين، وتبنى التوصيات بشأنها.

وذلك من خلال مناقشة 348 موضوعاً عاماً، فضلاً عن توجيه 1048 سؤالاً إلى ممثلي الحكومة تناولت مختلف الخدمات المقدمة والقطاعات، ووافق على ثمانية تعديلات دستورية، وأصدر 83 بياناً، واطلع على 1168 اتفاقية ومعاهدة دولية، ووقع على «50» مذكرة تعاون مع برلمانات إقليمية ودولية.

وأكد معالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن المجلس أسهم خلال مسيرة الـ52 عاماً في التطور الحضاري والتنمية الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات في القطاعات كافة، حيث تمتلك الإمارات بيئة تشريعية تواكب التقدم الذي تشهده وتوفر لها المناخ الملائم لوضع الدولة في المراكز المتقدمة على مستوى العالم، بإرادة وطنية تنبع من قيم الولاء والانتماء وتلاحم القيادة والشعب في ترسيخ أركان التنمية المستدامة في أرجاء الوطن في ظل مسيرتنا الاتحادية المباركة.

الولاء والوفاء

وقال معاليه: إن دولة الإمارات تشهد نهضة شاملة في كل القطاعات والمجالات، فمبادرات ورؤية القيادة الرشيدة على صعيد مسيرة الدولة المئوية تشمل كل مقومات التنمية المستدامة وتواصل تحقيق منجزاتها الحضارية، متوجة بالإنجازات الوطنية، العالمية المعايير، وتشكل مرجعية ومنهجية عمل تعزز من قدرات دولة الإمارات على مواكبة التطورات وترسخ مكانتها الرائدة عالمياً، وتحقق كل مقومات الحياة الكريمة للمواطنين والمقيمين على أرضنا الطيبة.

وأشار معاليه إلى أن المجلس الوطني الاتحادي يحرص على القيام بمهامه الدستورية والتشريعية بما يعزز دوره في المنظومة التنموية الوطنية والإسهام في مسيرة النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة، بما يلبي طموحات الشعب والقيادة.

مؤكداً حرص المجلس على أن يكون نموذجاً في الأداء البرلماني الوطني المخلص، من أجل خدمة شعب الإمارات والعمل على تحقيق تطلعاته في إطار من التنسيق والتفاعل والتعاون الوثيق مع حكومتنا، والذي يجسد مفهوم الشراكة المثلى بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، فإن المجلس يعمل ويتطلع دائماً إلى تطوير هذا التفاعل الإيجابي، في كل ما يخدم المواطن ويتصل بقضايا الوطن، على الصعيدين الداخلي والخارجي.

تواصل برلماني

كما أكد معالي صقر غباش حرص المجلس الوطني الاتحادي خلال الفصل التشريعي الثامن عشر الحالي على تعزيز التواصل مع مختلف برلمانات وشعوب العالم من خلال الزيارات واللقاءات، سواء مع ممثلي العديد من المؤسسات البرلمانية على الصعيد العربي والإسلامي والدولي، أو الزيارات لمقر المجلس من قبل ممثلي المؤسسات البرلمانية والدبلوماسيين ومسؤولي المؤسسات الدولية، بما يحقق التواصل مع شعوب العالم للاطلاع على النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة وما تشكله من نموذج للتعايش والتسامح والأخوة الإنسانية.

مسؤولية وطنية

وأشار معاليه إلى أن المجلس الوطني الاتحادي قام بمسؤولياته الوطنية على مدار العقود السابقة بفاعلية وكفاءة، وأسهم بنصيب وافر في بناء دولة عصرية يشار إليها بالبنان عبر اختصاصاته الدستورية وعلى امتداد مسيرة عطائه الوطني في كل ما تحقق على أرض الإمارات من إنجازات في مختلف قطاعات التنمية، واليوم يستشرف المستقبل في أداء دوره وممارسة اختصاصاته الدستورية ماضياً على درب قيادتنا الرشيدة التي تلهم جميع أبناء الإمارات روح الطموح والريادة.

وأكد معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع وزير دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، أن المجلس الوطني الاتحادي هو إحدى الركائز الاستراتيجية لدولة الإمارات، ونموذج للعمل البرلماني الفاعل في مسيرة التطور والازدهار وتحقيق الرؤية الاستشرافية لقيادتنا الرشيدة في الخمسين عاماً المقبلة، وصولاً إلى رؤيتها المئوية بالريادة وتحقيق المراتب الأولى عالمياً في كل القطاعات الحيوية وجميع المجالات المرتبطة بجودة حياة المجتمع.

وقال معاليه: «لقد استطاع المجلس الوطني الاتحادي منذ تأسيسه تزامناً مع قيام دولة الاتحاد أن يكون ركناً أساسياً من أركان مسيرة التنمية الشاملة في الدولة، ومحافظاً على المكتسبات الوطنية، وخير نموذج لنهج الشورى القويم والمشاركة الحقة في الدولة.

دور فاعل

وتابع معاليه: لقد أدى المجلس الوطني الاتحادي دوراً فاعلاً في معالجة العديد من القضايا المهمة التي تهم المواطنين وتلبي تطلعاتهم وطموحاتهم، وتحقق مصالح الوطن، كما أسهم في ترسيخ وتدعيم مسيرة العمل البرلماني في الدولة من خلال تكامل الأدوار وتعاونه البنّاء مع الحكومة الاتحادية، بما يخدم مسيرة التنمية الشاملة في الدولة ويصون المكتسبات الوطنية التي تحققت خلال الخمسين عاماً الماضية.