مؤسس «إنفيديا»: ثورة صناعية جديدة مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي

عمر العلماء محاوراً جنسن هوانغ | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال جنسن هوانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا» (NVIDIA)، إن العالم يشهد بدايات ثورة صناعية جديدة مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي تستدعي تحسين وتسريع أداء أجهزة الحواسيب لتواكب تلك الثورة.

وأضاف، في جلسة حاوره فيها معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات العمل عن بُعد، نائب رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، حملت عنوان «من سيقود مستقبل الذكاء الاصطناعي؟»، ضمن فعاليات اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات 2024، إنه لا مجال للتخوّف من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؛ بل العمل على الاستفادة منها، داعياً كل دولة لأن تمتلك نظامها السيادي الخاص بالذكاء الاصطناعي، لتمتلك البيانات اللازمة لتوثيق تاريخها ومستقبلها.

نصيحة

وبسؤاله عن النصيحة التي يقدّمها في ما يتعلق بالأمور الحوسبية، أجاب جنسن هوانغ: «نحن في بدايات ثورة صناعية جديدة مع ظهور الذكاء الاصطناعي، تشبه الثورات الصناعية التي قامت مع إنتاج الطاقة من البخار والكهرباء وظهور الحواسيب، وكذلك ثورة الإنترنت»، مؤكداً أن العالم يشهد تطوراً مماثلاً مع الحواسيب المُسرّعة باستخدام وحدات الحوسبة.

استهلاك الطاقة

وقال: «نحن الآن في بداية هذا العهد الجديد الآخذ في التطوّر؛ فحجم الاستثمار في مراكز البيانات بلغ نحو تريليون دولار، وهو الرقم الذي سيتضاعف عدة مرات في السنوات المقبلة»، لافتاً إلى أن «الجيل الجديد هو الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي سيسهم في تحسين وتسريع أداء الحواسيب في الوقت نفسه، ولا سيما أن من أفضل الإسهامات التي قدمناها تطوير الحواسيب والذكاء الاصطناعي بمليون ضعف في الأعوام العشرة الماضية، وبذلك علينا أن نأخذ في الحسبان أنها ستكون أسرع وبكفاءة أكبر».

التكلفة

وفي شأن المشكلات التي ستواجه بعض الدول غير القادرة على تحمّل تكلفة هذا التطور، رأى جنسن هوانغ أن «التطور القائم يستدعي (دمقرطة التكنولوجيا)؛ فهناك باحثون من مختلف الجامعات يعملون على هذا الاتجاه، وبذلك يجب أن نسخّر خبرة الباحثين لتسريع مستوى الابتكار، الأمر الذي سيجعل تكلفة البيع والشراء أقل كثيراً».

وأوضح رئيس شركة «NVIDIA»، أن الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا يجب ألا نخشاها بل أن نعمل على الاستفادة منها باحتسابه بداية الثورة الصناعية الجديدة؛ وهي ليست ثورة طاقة أو غذاء بل إنتاج الذكاء، ومن ثم فعلى كل دولة أن تمتلك إنتاج ذكائها بنفسها، وهنا تأتي فكرة «الذكاء الاصطناعي السيادي»، فتمتلك الدولة البيانات لتوثيق تاريخها ومستقبلها، مضيفاً: «نصيحتي للدول ضرورة أن تملك ذكاءك الوطني وألا تسمحي لشخص آخر بأن يقوم بذلك».

البنى التحتية

وتابع: «كل ما هنالك أن عليك الأخذ بزمام الأمور وتفعيل صناعتك وبناء البنى التحتية بأسرع وقت ممكن، وبذلك فإنه يمكن للباحثين والشركات والحكومات استخدام البنية التحتية لإنتاج الذكاء الاصطناعي الوطني».

ورد هوانغ على حديث معالي عمر سلطان العلماء عن منهج دولة الإمارات التي تسعى بخطى متسارعة لتعزيز أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بالقول إن دولة الإمارات رسخت مكانتها عبر إدراج اللغة العربية في الأنظمة التي طورتها وابتكار نموذج خاص، مشيداً بجهود «كور 42» ومختلف الشركات التكنولوجية في دولة الإمارات في الإبداع والابتكار في هذا المجال.

ورداً على سؤال وجهه معالي عمر سلطان العلماء لجنسن هوانغ، قال فيه: «لنقلب المعادلة ونفترض أن جنسن رئيس لدولة نامية وبإمكانك التركيز على تطبيق واحد فقط.. فما هو؟»، أجاب جنسن هوانغ: «أول ما يجب القيام به من كل دولة بناء البنى التحتية وليس العمل على تطبيق بعينه؛ فإذا أردت تطوير الطاقة يجب بناء المولدات، وإذا رغبت في الغذاء يجب إقامة المزارع، وإذا أردت الذكاء الاصطناعي يجب بناء البنية التحتية، فهي ليست مُكلفة ولكن هناك شركات تريد أن تُخيف الجميع، بينما في حقيقة الأمر هي حواسيب يمكنك شراؤها، ».

وأضاف: «أول ما أقوم به كدولة تشفير البيانات وفق ثقافتنا، وابتكار نموذج بلغتنا الخاصة، وبالتزامن مع ذلك فالذكاء الاصطناعي مفتاح لدعم العديد من العلوم والمجالات، وإذا قمنا ببناء بنية تحتية يمكن بعدها تعزيز الشخصيات المبتكرة والخبراء لدعم منظومة الذكاء الاصطناعي».

وعن العوائق التي تعترض تنظيم الذكاء الاصطناعي، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة «NVIDIA»، أن أي تكنولوجيا جديدة يتم ابتكارها تستدعي ضرورة تطويرها بأمان ومساعدة الجميع على استخدامها بأمان، مثلها في ذلك مثل تصنيع السيارات والأدوية وجميع الصناعات التي تشهد تنظيماً كبيراً.

وتابع: «صحيح أن هناك بعض المصالح لإخافة الأشخاص من هذه التكنولوجيا الجديدة وتشويهها وهذا خطأ، فنحن نريد دمقرطة هذه التكنولوجيا لتحقيق الأمان والمواءمة».

Email