أكد عدد من المتخصصين والمبتكرين الإماراتيين أن تبنّي دولة الإمارات للاختراعات الطموحة والمميزة كافة من شأنه أن يوفر فرصاً استثنائية للأجيال المستقبلية، حيث تؤمن القيادة الرشيدة بالكوادر الوطنية وقدرتها على تطوير نماذج العمل، وبأن الإماراتي المبتكر ركيزة لتحقيق الريادة وصناعة المستقبل، وعنصر مهم في تحقيق الرؤى الاستراتيجية لدولة الإمارات.
وقالوا في حديثهم لـ«البيان»، إنهم يعملون جاهدين لمواجهة التحديات التي تحول دون تحويل ابتكاراتهم إلى واقع ملموس، مؤكدين في الوقت ذاته على أهمية استمرار الرعاية والدعم للاختراع والمخترعين وتحفيزهم وتعزيز روح الابتكار لديهم من خلال البحوث العلمية والمشاريع الابتكارية وتوفير البيئة الداعمة للإبداع وحماية ابتكارات الطلبة وحقوق الملكية الفكرية وغيرها، مما يسهم في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل بطرق مبتكرة.
صنع في الإمارات
وقال المخترع الإماراتي أحمد عبدالله مجان، رئيس مجلس إدارة جمعية المخترعين الإماراتية: «إن هدف الجمعية الأول هو تعزيز حضور «صنع في الإمارات» في أسواق الدولة والعالم، لافتاً إلى أن تنمية قدرات المخترعين الإماراتيين وإنشاء سجل وطني لهم من ضمن أهداف الجمعية.
مشيراً إلى أهمية نشر الوعي والمعرفة بثقافة الاختراع والابتكار بين طلبة المدارس والجامعات، والارتقاء بالمخترعين وتطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم من خلال إخضاعهم لدورات متخصصة».
وأوضح مجان أن «الجمعية تهدف إلى تبني مشروعاتهم بداية من الفكرة وتسجيل براءة الاختراع وصولاً إلى تصنيعها وتحويلها إلى منتج يتم تسويقه للاستفادة منه، على أن يتم منح المخترع 50 % من العائد النهائي، وأن تعود الـ50 % الباقية بالنفع على المخترعين الأعضاء في الجمعية من خلال تنظيم الورش والدورات التدريبية، لتأهيل الشباب من أجل ابتكار مشاريع ومنتجات تعود بالفائدة، لافتاً إلى أن الجمعية ستقوم بإبرام مذكرات تعاون مع المؤسسات التعليمية المختلفة من أجل تنمية مهارات الطلبة في هذا المجال وتوعيتهم بثقافة الاختراع، وأن الجمعية ستمثل الإمارات رسمياً في المحافل الدولية في هذه المجال، معتبراً أنها حاضنة للمخترعين والعقول النيرة.
بحث واكتشاف
أكد الدكتور يوسف العساف رئيس جامعة «روشستر» للتكنولوجيا بدبي، على «أهمية تفعيل المراكز البحثية في الجامعات عن طريق حث جميع الطلبة والمبتكرين على إجراء البحوث العلمية والمشاريع الابتكارية التي تحتاجها الدولة ويحتاجها المجتمع، وإشعارهم بالمسؤولية، والأهم طمأنتهم بأن حقوقهم في هذه المشاريع محفوظة ومكفولة.
وحول دور الملكية الفكرية في حماية ابتكارات الطلبة أوضح الدكتور عساف، أن الملكية الفكرية تشمل 5 صور مختلفة، وهي براءة الاختراع، وعلامة تجارية، وحق المؤلف، والمؤشرات الجغرافية، والأصناف النباتية».
من جهتها، قالت المبتكرة الإماراتية الدكتورة وفاء البلوشي: «يواجه المبتكر الإماراتي في رحلة إبداعه بعض التحديات، حيث تحتاج الأفكار الجديدة إلى تمويل، فضلاً عن تحدي تحويل الابتكار إلى منتج ملموس يستفيد منه المجتمع، مؤكدة على أن هناك اختراعات تهدف إلى تعزيز رفاهية وسعادة المواطنين عبر نشر ثقافة الابتكار في تقديم خدمات تعود على المجتمع الإماراتي بمزيد من الازدهار والتقدم، لافتة إلى أن القيادة الرشيدة تؤمن بالكوادر المواطنة، وقدرتها على تطوير نماذج العمل الحكومي على أسس مستقبلية وابتكار حلول استباقية للتحديات المستقبلية».
مقومات النجاح
أكد المبتكر حارب الشحي أن «المخترع الإماراتي يتمتع بكل مقومات النجاح الشخصية والعلمية والمعرفية، ويستحق الدعم ببرنامج رعاية المبتكرين بمعايير عالمية، كما يستحق المبتكر الإماراتي مظلة أو منصة حكومية متكاملة واحترافية تدعم المخترعين والمخترعات للوصول إلى مستوى الاحترافية، ومن أهم مهام المنصة إزالة التحديات التي تحول دون تحقيق المخترع الإماراتي للإبداع والتميز في عالم الابتكار.
وتيسير مهمة تحويل طلبات براءات الاختراع إلى واقع يستفيد منه المجتمع، وإمكانية إنتاج الاختراع بمعايير عالية ليتم الاستفادة منه داخل الدولة وخارجها».
بدوره، أوضح الشيخ الدكتور عبدالله الكمالي مستشار أول بإدارة التثقيف والتوجيه الديني في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، أن «الدين الإسلامي يحفظ حقوق الآخرين وأعمالهم الفكرية والمشاريع التي يقدمها المبتكرون وينهى عن التعدي عليها، حيث يقوم البعض بسرقة أفكار الغير وينسبونها لأنفسهم ويسبقون إلى تسجيلها في المؤسسات المعنية، لافتاً إلى أن الدين الإسلامي أدرج هذه المسألة ضمن نطاق قضية الأمانة».