حمدان بن محمد: بناء الحضارة والمستقبل يأتي عبر فهم التاريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، اليوم (الثلاثاء) محاضرة حول الدور التاريخي للمدن وإسهامها في دفع مسيرة التقدم والتطور الإنساني، والدور المهم الذي اضطلعت به المدن في منطقة الشرق الأوسط في هذا الخصوص، لاسيما على صعيد الحركة الاقتصادية والتجارية العالمية، وذلك في مجلس زعبيل، بحضور سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة. 

وأكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أن بناء حضارتنا ومستقبلنا يأتي عبر فهم التاريخ المؤدي إلى فهم الحاضر.

جاء ذلك تعقيباً على جلسة لبروفيسور التاريخ روي كازاغراندا، حضرها سموه مع مجموعةٍ من أهل دبي ورواد العمل الخيري في قصر راشد بن سعيد زعبيل.

وقال سموه في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام": "من أمام قصر الشيخ راشد بن سعيد في زعبيل حضرت اليوم مع مجموعةٍ من أهل دبي ورواد العمل الخيري جلسة مثرية لبروفيسور التاريخ روي كازاغراندا.. الذي أخذنا في نقاشٍ عميق حول تاريخ العالم والمنطقة.. وعبر فهم التاريخ.. نفهم الحاضر.. ونبني حضارتنا ومستقبلنا".

قدّم المحاضرة الخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور روي كاساغراندا، أستاذ الدراسات الحكومية والعلوم السياسية في كلية أوستن المجتمعية، بالولايات المتحدة الأمريكية، وتناولت المحاضرة التي حضرها جمع من أعيان البلاد والوزراء وكبار الشخصيات، الدور الذي لعبته المدن على مر التاريخ في بناء الحضارات وتعزيز الابتكار ودفع تقدم الأمم والشعوب، منوهاً بالدور التاريخي والمهم للمدن العربية في صنع الحضارة وتعزيز الاقتصاد بما ضمته من طرق رئيسة للتجارة انطلاقا من موقعها في قلب العالم، والذي مكنها أن تصبح جسرا يربط شرق العالم بغربه وشماله بجنوبه. 

وأشار المحاضر  إلى أن هذا الدور ربما يكون قد تراجع نسبياً خلال القرون الثلاثة الماضية، مع بعض الاستثناءات ومن أهمها مدينة دبي، كونها تملك كافة المقومات التي تمكنها من الاضطلاع بدور فاعل ومؤثر كعاصمة جديد للابتكار ومنصة رئيسية تنطلق منها الأفكار الخلاقة التي تقود التقدم والازدهار العالمي. 

وتناول د. كاساغراندا خلال حديثه المقومات الأساسية اللازمة لتمكين المدن من استعادة دورها الحضاري في دفع مسيرة التطور الإنساني، ومن أهمها الاهتمام بالتعليم ونشره على أوسع نطاق كركيزة أساسية من ركائز التقدم، فضلا عن تشجيع الابتكار والاهتمام بتنمية المواهب والطاقات الخلاقة والتي تتولى قيادة جهود التطوير في مختلف المجالات بما تملكه من فكر مبدع يسهم في التغلب على التحديات وإيجاد السبل التي يمكن من خلالها رصد المزيد من الفرص وتحديد أفضل أساليب الاستفادة منها في تحقيق النمو المنشود على أسس مستدامة. 

كذلك أكد المحاضر على أهمية الدور الذي تضطلع به الحكومات في تعزيز فرص المدن وتأكيد إسهامها في دفع مسيرة التطوير في مختلف المجتمعات، لاسيما على صعيد الاهتمام بالتعليم، وإيجاد المحفزات اللازمة لتنمية قدرات الابتكار في المجتمع، كذلك دور الحكومة في إدماج المجتمع بكل فئاته في وضع التصورات المثلى للمستقبل وإشراك الجميع في عملية التطوير بمنح المزيد من الممكنات وتقديم المزيد من التسهيلات التي تعزز فرص تلك الشراكة في تحقيق النجاحات المأمولة ضمن مختلف المجالات. 

وتطرّقت المحاضرة إلى تطبيق دبي عملياً لهذا النهج وهو ما يتجلى في حرص قيادتها الرشيدة على منح مساحة كافية للجميع لكي يكون شريكاً في بناء نموذج تنموي فريد، مستشهداً بفكرة المجلس في الجمع بين مسؤولي القطاعين الحكومي والخاص وكذلك أفراد المجتمع، من أجل التواصل وتبادل الأفكار والرؤى والاستماع إلى الاقتراحات التي تحرص حكومة دبي على وضعها موضع البحث للأخذ بأفضلها وبما يتوافق مع التوجهات التنموية الاستراتيجية لإمارة دبي ودولة الإمارات. 

 

Email