قوة الإمارات الناعمة.. ثقة دولية وإنجازات نوعية

رسخت دولة الإمارات مكانتها على الساحة الدولية، ضمن رؤية شاملة للقيادة الرشيدة وبصورة أكسبتها ثقة دولية متزايدة في سياساتها الخارجية ودبلوماسيتها الإنسانية ومبادئها وثقافتها وإعلامها وتراثها، والتي باتت مصدر إلهام وقوة تأثير ونموذجاً يقتدى به للدول والشعوب.

مشروعات عملاقة

وكسبت الدولة تأثيرها العالمي ومكانتها الدولية بفضل قوتها الناعمة التي عملت على ترسيخ دعائمها عبر مشروعات عملاقة ومبادرات نوعية، أطلقتها في مختلف المجالات لتعزيز حضورها وتأثيرها الإيجابي إقليمياً وعالمياً، وبصورة تمكنها من استغلال علاقاتها الوثيقة التي تجمعها بأغلب دول العالم لتأسيس شراكات هدفها تحقيق نجاح يعود بالخير والفائدة على مختلف أطرافها وعلى الأمن والسلام العالمي.

ولتحقيق هذه الغايات عملت القيادة الرشيدة على تعزيز مكانة وسمعة الدولة في الخارج، وأولت اهتماماً كبيراً بمفهوم القوة الناعمة، من خلال إطلاق «استراتيجية القوة الناعمة»، وتأسيس مجلس وطني للقوة الناعمة عام 2017، وأوكلت له مهمة تطوير أدوات هذه القوة، عبر منظومة مؤسسية شاملة تعظم المقدرات القومية للدولة، وتسهم في تحقيق أهدافها ومصالحها على المستويين الإقليمي والدولي.

ثقافة التسامح

وتميز النموذج الإماراتي في القوة الناعمة بأنه يرتكز على تاريخ وتراث عريقين، وثقافة تسامحية يشهد لها القاصي والداني، وعلى عمل خيري وإنساني يمتد إلى معظم شعوب العالم، وتقاليد عربية راسخة تعلي من قيمة الأخوة الإنسانية على مستوى النظرية والتطبيق، وتنمية مستدامة تبني الإنسان وتعتني بالمكان في الوقت نفسه، بالإضافة إلى استراتيجيات كبرى في مختلف المجالات وشراكات استراتيجية مع مختلف الدول هدفه بناء مستقبل أفضل.

وتستند استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات إلى رؤية خاصة تتمثل في أن الإمارات هي محطة التقاء عالمي وبوابة رئيسية للمنطقة العربية، تتلاقح الثقافات والأفكار فيها، في بيئة يسودها الاحترام والتسامح والأخوة الإنسانية، لصناعة تجربة تنموية غير مسبوقة تنهض بالمنطقة من حولها.

اتفاقات تعاون

ونجحت الإمارات في تعزيز وتوظيف قوتها الناعمة ضمن استراتيجية بناء شراكات عالمية بناءة، قائمة على الازدهار والتنمية، فقامت بإبرام اتفاقيات تعاون اقتصادي، وتجاري، وتقني، وتحقيق تفاهمات سياسية ودبلوماسية مع العديد من دول العالم، وعززت الدولة مكانتها كأكثر دول المنطقة تأثيراً في مجريات الأحداث العالمية، بما يخدم الاستقرار، ويخفف معاناة شعوب المناطق المضطربة، والمتضررة، نتيجة اضطرابات أمنية، أو كوارث طبيعية، وذلك ما يؤكده حضورها الفاعل والسباق في تقديم المساعدات، والوقوف إلى جانب البشر باختلاف أديانهم وأجناسهم.

واستغلت الدولة قوتها الناعمة في تهدئة التوترات وإصلاح العلاقات، وتخفيف حدة الصراعات عبر علاقات متوازنة، والتوافق على الملفات، والمصالح المشتركة، وتعزيز التعاون والحوار بشأن الملفات الخلافية، الأمر الذي عزز من انتهاجها سياسة وسطية في الخلافات الدولية، وتقديمها مبادرات للمصالحة بين أطراف النزاعات المستعصية.

عمل مشترك

ولم يقتصر دور القوى الناعمة لدولة الإمارات على ذلك، بل وسعت من مساهماتها في القضايا العالمية، كقضية التغير المناخي، إذ استضافت مؤخراً أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، وحققت فيه انتصاراً كبيراً من خلال حشد المزيد من الجهود العالمية وتوافقات بين مختلف دول العالم لدفع العمل المشترك للحفاظ على المناخ وزيادة حجم التمويل وبناء طموحات أوسع وأشمل.

الأكثر مشاركة