جهود إماراتية لمساعدة الدول في تحقيق الأمن المائي

تعتبر دولة الإمارات من الدول الرائدة في مجال دعم الدول الفقيرة في مختلف المجالات، بما في ذلك قضايا أمن المياه، وقامت بعدة جهود ومبادرات لمساعدة الدول الصحراوية والفقيرة في تحقيق الأمن المائي، من بينها المساعدات الإنسانية، من خلال تقديم المساعدات المالية والموارد اللازمة للدول الفقيرة، لتطوير البنية التحتية للمياه، وتوفير وصول مستدام للمياه النقية والصالحة للشرب.

جهود

وقادت الإمارات العديد من الجهود والمبادرات لمعالجة قضايا ندرة المياه في الإمارات، وعلى مستوى العالم، ومن بين تلك الجهود، الاستثمار في التكنولوجيا البيئية لتحلية المياه وإعادة تدويرها، وذلك بهدف توفير مصادر مستدامة للمياه العذبة، خاصة في الدول الصحراوية، كما تدعم البحث والتطوير في مجال إدارة الموارد المائية، وتوجيه الاهتمام نحو تطوير تقنيات جديدة للري الزراعي بكفاءة أكبر، واستخدام المياه بشكل أكثر فعالية، إلى جانب المساهمة في المشاريع الإنسانية والتنموية، من خلال الهيئات والمؤسسات الخيرية على مستوى الدولة، والتي تقوم بتنفيذ آلاف المشاريع لحفر الآبار، وتوفير المياه النقية لسكان المناطق الفقيرة في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وتقديم الدعم المالي والتقني للعديد من المشاريع والمبادرات الرامية إلى توفير المياه النظيفة والمأمونة للمجتمعات المحتاجة حول العالم.

كما تشجع الإمارات على تعزيز الوعي بأهمية المحافظة على الموارد المائية والتحديات التي تواجهها، وذلك من خلال دعم المبادرات التوعوية والتثقيفية في مجال حفظ المياه والاستدامة البيئية، والتي تعكس الالتزام الراسخ بالتنمية المستدامة، والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال الحالية والمستقبلية.

مكافحة

وتتعاون دولة الإمارات وتشارك في الجهود الدولية لمكافحة أزمات المياه، والتعاون مع الجهات الدولية، مثل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية، ومن أمثلة هذا التعاون، مبادرة «سقيا الإمارات»، التي تهدف إلى توفير المياه الصالحة للشرب للمحتاجين والمنكوبين والمحرومين حول العالم، والمساهمة في إيجاد حلول مستدامة ومبتكرة لقضية شح المياه حول العالم، من خلال الدراسات والبحوث والمشاريع التي تستخدم الطاقة الشمسية في توفير المياه النقية.

وبدأت «سقيا الإمارات» في يونيو 2014، كحملة أطلقتها الإمارات لتوفير مياه الشرب لـ 5 ملايين شخص حول العالم، واختتمت الحملة آنذاك بنجاح كبير، بعد أن جمعت 180 مليون درهم في 18 يوماً، تكفي لإنجاز مشاريع لتوفير مياه الشرب لأكثر من 7 ملايين شخص.

وتواجه المناطق الجافة تحديات عديدة، مثل انعدام مصادر المياه الطبيعية، وعدم توفر مصادر مياه متجددة كافية، وانخفاض معدل هطول الأمطار، والنمو العالي للسكان، والنمو الصناعي المتسارع، والنشاط العمراني، والحاجة إلى استخدام المياه الجوفية للزراعة، وبذلك، فإن الهدف الرئيس يكمن في الحفاظ على استدامة المياه وأمنها في هذه الدول، التي تعتمد حالياً بشكل رئيس على تقنيات تحلية مياه البحر، المستهلكة لكميات كبيرة من الطاقة.