نظّمها «مجلس محمد بن زايد» في موسمه الرمضاني الحالي

خالد بن زايد يشهد جلسة حوارية حول الإرث الإنساني لدولة الإمارات

خالد بن زايد وحمدان المزروعي وعلي المطوع وحصة تهلك | تصوير: عبدالله البدواوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، جلسة حوارية نظمها «مجلس محمد بن زايد» في موسمه الرمضاني الحالي بعنوان «الإرث الإنساني لدولة الإمارات».

وشارك في الجلسة كل من الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وعلي المطوع أمين عام مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القُصّر في دبي، وحصة تهلك وكيل مساعد لقطاع التنمية الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع.

وسلط المشاركون في الجلسة الضوء على الأثر الإيجابي للجهود الإنسانية التي تبذلها دولة الإمارات على المستويين المحلي والعالمي بجانب الفرص والتحديات ودور التكنولوجيا والابتكار في توسيع نطاق تأثير المبادرات الإنسانية على المجتمعات والفئات المستهدفة إضافة إلى رؤيتهم تجاه مستقبل الإرث الإنساني لدولة الإمارات.

ودعوا أهل الخير ورجال الأعمال وأصحاب الأيادي البيضاء إلى المسارعة في نشر ثقافة «الوقف الخيري»، وبضرورة توثيق الوقف وتسجيله لدى الجهات الرسمية المختصة بحسب الإجراءات والقوانين المعمول بها في هذا الشأن، بما يضمن تحقيق أهدافه الشرعية، مشيرين إلى أن دولة الإمارات لديها منظومة تشريعات وقوانين تتسم بالتطور والحداثة كان لها دور مهم خلق منظومة وقفية مبتكرة ومستدامة توفر خيارات وقفية تغطي كافة المجالات.

وبدأت الجلسة بعرض فيلم تسجيلي يتطرق إلى جهود دولة الإمارات ممثلة في هيئة الهلال الأحمر في إغاثه المتضررين من الزلازل والكوارث، ودورها الكبير في مكافحة مرض شلل الأطفال عبر تقديمها نحو 700 مليون جرعة لقاح، أسهمت في خفض نسب المصابين بمرض شلل الأطفال إلى 99 %.

وتناول حمدان المزروعي أبرز العوامل التي أسهمت في النجاح المستمر للأعمال الإنسانية التي تنفذها دولة الإمارات في مختلف مناطق العالم، بجانب أهمية العمل التطوعي ودور القطاع الخاص في المجال الإنساني.

وقال إن دولة الإمارات جعلت الإنسان محور كل جهد إنساني تقوم به منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فاهتمت بصحته وتعليمه وصون كرامته وتمكينه والاستثمار فيه من دون النظر إلى دينه أو لونه أو جنسه في مختلف المجتمعات المحتاجة في أنحاء العالم.

مشيراً في هذا السياق إلى أن مبادرة «إرث زايد» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مؤخراً تأتي تأكيداً لاستمرار نهجه وسيراً على خطاه في إعلاء قيم الخير والبذل والعطاء الإنساني.

منهجية مستدامة

وقال علي المطوع، أمين عام مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي: إن إمارة دبي أقرت منهجية مستدامة في التعامل مع الوقف ترتكز على تعزيز ثقافة الابتكار في الوقف وتنويعه، وتوسيع أثره التكافلي والمجتمعي ليشمل معظم المجالات الحياتية، وذلك عبر تحفيز الجميع على المساهمة فيه والمشاركة في العمل الخيري، وتشكل الأساس لمبادرات وقفية إبداعية تصل إلى العالمية.

وتابع: في هذا الإطار تبرز العديد من الأمثلة الساطعة ومنها مبادرة «سقيا الإمارات» ومبادرة «وقف الأم» و«المليار وجبة» وغيرها من المبادرات، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث تصب جميعاً في دعم جهود العمل الخيري، وترسخ دعائم التضامن الإنساني بشكل مستمر.

وانتقل المطوع إلى الحديث عن قيمة الأموال والأصول الوقفية التي تديرها مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي.

حيث أشار إلى أن القيمة الإجمالية لأوقاف إمارة دبي وصلت إلى 10 مليارات درهم، منها 4 مليارات درهم معنية بالأوقاف المجتمعية، بما فيها الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية مثل الأرامل والمطلقات والحج والعمرة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن وصول قيمة الأوقاف إلى هذا المبلغ يعبر عن مدى الثقة التي تحظى بها المؤسسة من مختلف فئات المجتمع.

وتابع: تضمنت المشاريع مبادرة وقفية تم تنفيذها مع هيئة الطرق والمواصلات تم على إثرها وقف 10 تكاسٍ، فضلاً عن مبادرة أخرى مع دائرة الأملاك والأراضي تحت مسمى «وقف المطورين العقاريين»، تضم 11 مطوراً عقارياً، بموجبها يقوم كل مطور بوقف شقة أو شقتين في كل بناية يملكها، يتراوح سعرها من مليون إلى 3 ملايين درهم، مشيراً إلى قيام شخص من جنسية عربية، مؤخراً، بعمل وقف عقاري عبارة عن 20 شقة وصلت قيمتها الإجمالية إلى نحو 20 مليون درهم.

إرث

وبدورها تناولت حصة تهلك التحديات التي تواجهها منظومة العمل الإنساني والتطوعي ومستقبل الإرث الإنساني وتعزيز روح العطاء في المجتمع.

وقالت إن الإمارات من الدول السباقة في وضع قوانين وتشريعات وإنشاء مؤسسات تنظم العمل الإنساني والتطوعي الخيري لضمان استدامته وتوسيع نطاق تأثيره، موضحة أن العطاء ومد يد العون والمشاركة ثقافة متأصلة في مجتمع الإمارات وأن مفهوم القيم والهوية انتقل إلى عمل مؤسسي منظم حتى أصبحت الإمارات نموذجاً عالمياً في ساحات العطاء الإنساني.

كما عُرض خلال الجلسة الحوارية «مقطع فيديو» شارك فيه عدد من المعنيين بمجالات العمل الإنساني وهم الدكتورة: مريم النعيمي استشارية طوارئ في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، ومحمد خميس الكعبي مدير عام جمعية المؤازرة الإماراتية لمصابي السرطان، وتالا الرمحي الرئيسة التنفيذية للاستراتيجية في مبادرة «بلوغ الميل الأخير».

وجوزيبي سابا، الرئيس التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، إلى جانب مشاركة مقدم البرامج الإنسانية غيث، وطرح المشاركون أفكارهم لتعزيز إرث الإمارات الإنساني، وأثر جهودها الخيرة في مختلف مجتمعات العالم.

Email