غدير السعدي.. نموذج إنساني في العمل الخيري

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلاقاً من شعار «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً»، قررت غدير سليم السعدي، استثمار سنين عمرها بعمل يسعدها في الدنيا، ويكسبها الفوز في الدار الآخرة، ووجدت العمل الخيري أفضل ما يحقق هذه المعادلة، فبادرت للتطوع في جمعية بيت الخير، التي وجدت أبوابها مشرعة أمامها لتحقيق هذا الهدف السامي.

13 عاماً هو عمر غدير السعدي في «بيت الخير»، ولكن عمرها في حب الخير وسعيها لإسعاد الغير، يتجاوز ذلك بسنوات طويلة، وبشهادة مسؤولي الجمعية وزميلاتها في العمل، فإنها تسعى جاهدة بكل ما أوتيت من قدرة وصلاحيات، على مساعدة الحالات الإنسانية، بمختلف احتياجاتها، حيث تعمل في مركز الاتصال تحت إدارة قسم العلاقات العامة وإسعاد المتعاملين، وتقوم باستقبال المكالمات للرد على أسئلة الحالات المتنوعة، وإحاطتها بمستجدات الطلب أو الدراسة، ونقل طلب أو شكوى أو استفسار أي متصل للقسم أو الفرع المعني، إن لزم الأمر، وذلك عبر نظام محكم وشاشات خاصة، يتم تدوين كافة تفاصيل المكالمات فيها، بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات والمؤسسات المختلفة، وتحويل طلباتها للجهة المعنية في الجمعية، عبر شاشة خدمة العملاء.

سماعة القلوب


وحول طبيعة عملها، تقول غدير السعدي: «منذ بداية الدوام الرسمي، ارتدي سماعة صغيرة لا يتجاوز حجمها بضعة سنتيمترات لتغطية الأذن، لاستقبال مكالمات المتصلين، وأشعر أنّني أسمع نبضات قلوبهم، التي تظهر واضحة في نبرة أصواتهم، وسرعان ما تلامس حاجاتهم شغاف قلبي، فأهرع لتقديم المساعدة المناسبة، من خلال تقديم إجابة وافية لاستفساراتهم، أو بتحويل طلباتهم للقسم المعني، أمّا الحالات الطارئة، فأقوم على الفور بدراستها وتحرّي مدى حاجتها، لرفعها للإدارة عن طريق قسم العلاقات العامة، لتقرير المساعدة المناسبة بأسرع وقت ممكن».
وتضيف السعدي: «لدي مع العمل الخيري حكايات لا تنتهي، حيث انضممت للجمعية كباحثة اجتماعية لمدة 11 عاماً، ثم انتقلت لمركز الاتصال للتواصل مباشرة مع الحالات الإنسانية، ودراسة الحالات الطارئة، ومن هذا الموقع الحيوي، تمكنت من التواصل مع آلاف الحالات، التي أسأل الله تعالى أن أكون قد ساعدتها كما ينبغي».

مكانة اجتماعية

تؤمن غدير سليم السعدي، أن العمل الخيري يكسب الإنسان مكانة اجتماعية متفرّدة، وأنّه فرصة للانخراط في المجتمع، والتعرّف إلى مختلف أطيافه، من خلال التواصل مع العديد من الفئات والجنسيات، فهو يعزّز ثقافة الفرد، ويشعره بأهمية تقديم العون لأصحاب الحاجة، ويهوّن عليه مصاعب الحياة.

كما تفخر السعدي أنها من بنات إمارات الخير، التي مكّنت المرأة في مختلف الميادين، واهتمت مبكراً بالعمل الخيري، فقامت بمأسسته، وسنّت له قوانين وتشريعات لتنظيمه وحمايته، وحثّت على تعزيز ثقافة المسؤولية المجتمعية في المؤسسات، لتبقى دولة الإمارات عنواناً لدولة حديثة، تفوقت في مسيرة التنمية والبناء والعطاء.

 تكريمات
حصدت غدير عدة شهادات وتكريمات من إدارة الجمعية، ومن عدد من الجهات والمؤسسات، تقديراً لمشاركاتها في دورات متخصصة في البحث الاجتماعي، ولكنّها تجد تكريمها الحقيقي في دعوة صادقة من قلب محتاج، قامت بفضل الله بمساعدته، من خلال جمعية بيت الخير، وهي تعد نفسها بتقديم المزيد والمزيد، أملاً في الأجر والثواب من الله عز وجل.

Email