أحمد الفلاسي يقهر «متلازمة داون» بالتميّز الوظيفي والمجتمعي

لم يكن أحمد عبد الله الفلاسي طفلاً عادياً في صغره، فقد كانت تصرفاته توحي بأن هناك شيئاً ما يختلف به عن أقرانه، وتنبهت الأم لذلك مبكراً.

وبدأت رحلة البحث عن وصف لحالته، خصوصاً أن هذا الأمر كان عام 1976، وبالفعل تم تشخيص حالته أنه من أصحاب متلازمة داون، وبدأت رحلة التأهيل من الأسرة التي كان جميع أبنائها أصحاء، وتمكن فيها الفلاسي من التغلب على الأمر، حتى أصبح موظفاً متميزاً في إحدى الشركات، بل وحقق بطولات في السباحة ولعبة البوتشي.

حيث تتابع وزارة تنمية المجتمع حالته، وتقدم له الدعم اللازم، منذ تسجيله في قائمة أصحاب الهمم.

استطاع أحمد عبر سنوات عمره الممتدة، التغلب على إعاقته، واكتساب العديد من المهارات المهنية داخل بيئة العمل، التي التحق بها عام 2007، وكان ولا يزال مثالاً للموظف الملتزم، ما أهّله للحصول على العديد من شهادات التقدير والإنجاز، نظراً للتطور المهني والشخصي الذي حققه عبر السنوات، إضافة إلى حرصه على حضور المعارض والندوات وورش العمل التخصصية، حيث بات مرجعاً للكثيرين في مجال عمله.

وقال الفلاسي لـ «البيان»: «شعرت من السنوات الأولى أني مختلف عن باقي إخوتي، وأن قدراتي ليست مثلهم، ولكنني كنت سعيداً بإرادتي التي تشتد يوماً بعد يوم، للتغلب على الأمر الذي لم يكن سهلاً على الإطلاق، ولكن بفضل أمي وأسرتي، تمكنت من الاندماج في المجتمع، وحرصت على تطوير قدراتي في العمل، بحضور الندوات والدورات المختلفة، فكل يوم كانت مداركي تتسع عن اليوم الذي سبقه.

وأضاف: «أحببت السباحة، وحصلت على مراكز متقدمة، ومثلت دولة الإمارات في أكثر من فعالية في الخارج، ضمن فئة أصحاب الهمم، وتمكنت من الانتقال إلى الفئة أ في تصنيف مستوى الإعاقة، بعد تطور القدرات اللغوية، واكتساب العديد من المهارات التي أستمتع بها يوماً بعد آخر، والتي ساعدتني أن أكون عضواً فاعلاً في المجتمع.

وأشارت والدة أحمد الفلاسي إلى أنه لا يمكن إنكار حجم المعاناة التي مرت بها على مدار سنوات طويلة، ولكنها كللت بالنجاح، عندما رأت الإنجازات التي كان يحققها أحمد يوماً بعد يوم، وإصراره على التميز، رغم إصابته بمتلازمة داون.