نظّم مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الملتقى العلمي الرمضاني الثاني تحت عنوان «الفتاوى الطبية المستجدة رؤية حضارية وتطبيقات واقعية وقيم مستدامة» ليلة أول من أمس بفندق سانت ريجس أبوظبي، بحضور الدكتور عمر حبتور الدرعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ومدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ومسؤولين من جهات ذات صلة.

ويهدف الملتقى إلى تفعيل أدوات الاجتهاد الحضاري من خلال مواكبة المسائل الطبية المستجدة وتطوراتها الواقعية وآثارها الإنسانية وفق مناهج معتدلة، وتماشياً مع قاعدة الرأي الطبي أساس للفتوى الشرعية.

رؤية

وتضمن الملتقى جلستين علميتين أولها «نماذج من التطبيقات الطبية وأثرها على صناعة الفتوى»، وناقشت الجلسة محورين مهمين في المجال الطبي والشرعي والقانوني وهما (الموت الدماغي والإنعاش الكهربائي استيعابه العلمي والقانوني وفق رؤية إفتائية حضارية)، والمحور الثاني (غسيل الكلى تصوراته العلمية وأحكامه الإفتائية وآثاره على الصيام) وقد ناقش المحاور عدد من المختصين الطبيين والشرعيين والقانونيين.

وتناولت الجلسة الثانية موضوع «المنهج الإفتائي الحضاري في المسائل الطبية المستجدة»، وجاء فيها ثلاثة محاور رئيسة وهي «الفتوى في المسائل الطبية بين التطورات والسياقات الواقعية العلمية»، والمحور الثاني «أهمية الاجتهاد المؤسسي في المسائل الإفتائية الطبية المستجدة»، والمحور الثالث «المنهجية العلمية في المسائل الطبية الإفتائية من منطلق وثيقة أبوظبي في الاستيعاب الشرعي».

عناية

واتفق المشاركون على أن الفتاوى الطبية المتعلقة بالصيام ينبغي العناية بها، واستيعاب مسائلها، والنظر في مستجداتها، من خلال التصور العميق المبني على الأسس والضوابط العلمية، وتقديم التوعية الإفتائية بأحكام المريض وخاصة الصائم، مؤكدين أن الرأي الطبي هو أحد المرتكزات الأساسية في صناعة «الفتوى الطبية»، وذلك عبر التكييف السليم، والتشخيص الصحيح الذي يعتمد على مشورة الأطباء المتخصصين، وتجنب التشدد في إصدار المحتوى الإفتائي الموجّه للمرضى.

ودعا المشاركون المؤسسات الإفتائية إلى ضرورة مواكبة المستجدات العلمية عامة، والطبية خاصة، وتجديد «أرشيف الإفتاء الطبي»؛ باعتبار التغيرات الطارئة، والمؤثرات الواقعية المبنية على التطورات العلمية والدراسات المعاصرة.

مشددين على ضرورة الحرص والعناية بفئات المرضى والاهتمام بهم، ولا سيما المرضى المقيمين في المستشفيات، وإيجاد المخرجات والحلول المناسبة التي تراعي حالهم وتلبي حاجاتهم، وفق الاعتبارات الشرعية، والكليات العامة؛ المبنية على مبدأ الرفق والرأفة بالمرضى، ورفع الحرج عنهم.

كما أوصوا بإطلاق مبادرة وطنية كبرى على مستوى الدولة تهدف إلى تمكين ثقافة الشراكة بين العاملين في المجالين الطبي والشرعي، وتأسيس لجان تنسيقية مشتركة، وتبادل زيارات مستدامة، والوقوف عن قرب على أهم التحديات، والوصول إلى حلول تتواءم مع الواقع، وتخدم حال المرضى.