أظهرت أمطار الخير التي شهدتها مختلف مناطق الدولة الأسبوع الماضي، زجاجة بيبسي كولا نادرة مغلقة، يعود تاريخها إلى الستينيات من القرن الماضي وتحمل اسم (دبي)، حيث عثر عليها عاشق التراث والباحث فيه، المواطن علي راشد محيان الكتبي، في بطحاء الذيد بالشارقة، في تجويف بين الصخور، وبعد تمحيصها تبين أنها من إصدار (شركة دبي للمرطبات) التي تأسست في العام 1958، كما تبين أن تاريخ الزجاجة يعود للعام 1962 ، بحسب (أكواد) تاريخ الإنتاج والانتهاء.

"البيان" التقت علي راشد محيان، بكالوريوس علاقات دولية، من جامعة الشارقة، وحاصل على الماجستير في التاريخ والحضارة الإسلامية، وحالياً يعد للحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ والحضارة الإسلامية، والذي أكد أن اهتمامه بالآثار، والتراث، والرياح، والطقس، وتاريخ منطقة الذيد بالشارقة، دفعه إلى الذهاب إلى ( بطحاء الذيد)، بعد جريان الوادي، وتوقف الأمطار التي هطلت مؤخراً بكميات كبيرة لم تعهدها الدولة منذ أم بعيد، وتتبع الوادي بالبطحاء، لافتاً إلى أنه لاحظ أن جزءاً من الأرض بالوادي مجروفة، الأمر الذي أزاح طبقة منها كانت مدفونة، بدليل ظهور 5 آبار قديمة تتركز في مساحة كيلو متر واحد، فتتبعها بالانتقال من بئر إلى أخرى، إلى أن وصل إلى منطقة معينة أرضها صخرية، وبينها تجويف، فحصل على زجاجة البيبسي كولا مغلقة في ذلك التجويف من إصدار شكة ( دبي للمرطبات).

جودة

وأوضح علي محيان، أن ما أثار انتباهه أن الزجاجة ظلت مغلقة ومحافظة على ما فيها من عبوة، وكذلك الكتابة المنقوشة بأسفلها لم تمح رغم التقلبات الجوية وجريان الأودية والسيول التي تلاحقت منذ ذلك التاريخ، ولم تتأثر أو تتكسر، ما يدلل على جودة المنتج آنذاك، مبيناً إن تاريخ الزجاجة يكشف مدى اهتمام حكومة دبي بالتجارة منذ أمد بعيد ، والنظرة الاقتصادية بعيدة المدى لمؤسسها المغفور له – بإذن الله – الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم – طيب الله ثراه- في استقطاب الشركات الكبرى، حتى تكون دبي منطلقاً لها في كافة الدول المجاورة، حتى أضحت الإمارة بقعة مميزة تنطلق منها الشركات الناشئة في رحلتها، حيث تمتلك منظومة من الابتكار والتكنولوجيا نابضة بالحياة مدعمة بمجموعة كبيرة من حاضنات ومسرعات الأعمال والمبادرات الحكومية وجحافل من المستثمرين المتحفزين على أهبة الاستعداد، ما يجعلها بيئة خصبة مثالية للشركات الناشئة الطموحة.

هوية

واستطرد المحيان: أنه مهتم بالتاريخ بشكل عام، وكذلك الجانب الآثاري، كما لديه الكثير من المقتنيات التراثية التي صادفها خلال بحثه وتجواله في المناطق التي تعد تراثية، إضافة إلى اهتمامه بالوثائق البريطانية المترجمة، ومختلف أنواع المصادر، إضافة إلى احتفاظه بكل قديم يعثر عليه، مبيناً أن هوية الإنسان تكتمل بالتراث، سواء أكان مادياً أم معنوياً، فهو ضرورة إنسانية، وإحدى ركائز الهوية التي بدونها يصبح الإنسان كالريشة تتقاذفها الرياح، كما أن التراث بشقيه يكتسب يوماً بعد آخر أهميته، كونه مصدراً للفخر بحضارات الأجداد، وبالتالي يعد الحفاظ عليه والعمل على تنميته خياراً استراتيجياً لكافة الدول.