تعدّ الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة، والسبّاقة في ابتكار طرق وأساليب حديثة لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وقد أطلقت استراتيجية الإمارات للطاقة - 2050 عام 2017، وتعتبر أول استراتيجية موحدة للطاقة في الدولة توازن بين الإنتاج والاستهلاك، والالتزامات البيئية العالمية، مع ضمان توفير بيئة اقتصادية مريحة للنمو في جميع القطاعات، كما تتولى دولة الإمارات زمام القيادة في العمل المناخي من خلال إنشاء مشاريع طموحة لإنتاج الطاقة الصديقة للبيئة، حيث تستهدف الوصول إلى ثلاثة أضعاف القدرة المركبة من الطاقة المتجددة عام 2030 مقارنة بعام 2022، وهذا ما يجعل الإمارات من أوائل دول العالم التي لبت نداء (28 COP) بشأن مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية، والوصول بنسبة مساهمة الطاقة النظيفة إلى 100 % بحلول عام 2050.
استراتيجية دبي
وعند إطلاقها، هدفت استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 إلى تنويع مصادر الطاقة في الإمارة، حيث تعد دبي المدينة الوحيدة في المنطقة التي تطلق مثل هذه الاستراتيجية الواعدة بمستهدفات محددة وبنطاق زمني يرسم ملامح مستقبل الطاقة حتى عام 2050، وقد تطورت هذه الاستراتيجية وباتت تستهدف الوصول إلى توفير 100 % من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050، وفي إطار حرص هيئة كهرباء ومياه دبي على مواكبة الخطط والاستراتيجيات الحكومية التي تهدف إلى تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وجهود دولة الإمارات لتعزيز الاقتصاد الدائري، أعلنت تحديث خطتها الاستراتيجية حيث أضافت تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 إلى رؤيتها لتصبح: «مؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة ملتزمة بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050».
كما حدثت الهيئة رسالتها لتصبح: «نلتزم بتوفير خدمات عالمية رائدة وحلول مبتكرة في مجال الطاقة ومياه الشرب انسجاماً مع المبادئ الثمانية لدبي ووثيقة الخمسين والأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، بما يثري حياة الناس ويضمن سعادة المعنيين نحو الحياد الكربوني المستدام بحلول 2050».
ومن أجل تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة قامت الهيئة منذ أعوام عدة بإيقاف إطلاق أي مشاريع جديدة لإنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري، كما عملت على حصر المشاريع الجديدة لتحلية المياه المعتمدة على تقنية التناضح العكسي عالية الكفاءة باستخدام الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى رفع كفاءة استهلاك الوقود في وحدات الإنتاج الرئيسية إلى نحو 90 % ضمن أفضل المستويات العالمية.
ويعتبر مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي تنفذه هيئة كهرباء ومياه دبي، أكبر مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ قدرته الإنتاجية 5.000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم.
وتبلغ القدرة الإنتاجية الحالية للمجمع 2.627 ميجاوات.
كما أطلقت الهيئة عدداً من المشاريع الواعدة التي تقوم بتنفيذها في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية من بينها: «مشروع الهيدروجين الأخضر» لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية. كما تنفذ الهيئة محطة كهرومائية في حتا بتقنية الطاقة المائية المخزنة، وتعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي، باستثمارات تصل إلى مليار و421 مليون درهم، وستصل القدرة الإنتاجية للمحطة إلى 250 ميجاوات بسعة تخزينية 1.500 ميجاوات ساعة وبعمر افتراضي يصل إلى 80 عاماً، وستصل كفاءة دورة عملية إنتاج وتخزين الكهرباء إلى 78.9 % مع استجابة فورية للطلب على الطاقة خلال 90 ثانية.
أنشأت الهيئة مركز الابتكار ومركز البحوث والتطوير في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية لإجراء البحوث التطبيقية وإيجاد حلول مبتكرة ونظيفة وفعالة للطاقة باستخدام التقنيات الإحلالية للثورة الصناعية الرابعة، كما قام مركز البحوث والتطوير، منذ إنشائه، بنشر أكثر من 170 ورقة بحثية في مؤتمرات دولية ومجلات ومنشورات محكّمة.
وقد تقدم المركز حتى الآن بطلبات للحصول على 27 براءة اختراع وحصل على 6 براءات اختراع بالفعل.
وتمكنت الهيئة، من خلال الاستفادة من تقنيات الطاقة الشمسية المتطورة، من مضاعفة كفاءة محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية (من 11.1 % في عام 2013 إلى حوالي 24 % حالياً)، كما تمكنت الهيئة، باستخدام أحدث تقنيات الطاقة الشمسية، خلال العقد الماضي، من تقليل مساحة الأرض اللازمة للقدرة نفسها بنسبة 50 %.
شمس دبي
تدعم جهود الهيئة تنويع مزيج الطاقة وتشجيع استخدام مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة لبناء مستقبل مستدام في الإمارة، لذلك أطلقت مبادرة «شمس دبي» بهدف ربط الطاقة الشمسية في المباني كجزء من برنامج إنتاج الطاقة المتجددة المتصلة بشبكة التوزيع في إمارة دبي، والتي من شأنها أن تضع هذه الإمارة الشهيرة ضمن المدن الصديقة للبيئة من خلال استخدام الألواح الكهروضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية، وبنهاية عام 2023 وصل إجمالي القدرة المركبة للمبادرة إلى أكثر من 620 ميجاوات إضافة إلى ذلك، تساند المبادرة الجهود المتعلقة بخطة دبي الحضرية 2040 الارتقاء بجودة الحياة، حيث يساهم استخدام الألواح الشمسية بالمحافظة في التقليل من تلوث الهواء وانبعاثات الغازات الدفيئة نظراً لكونها لا تتطلب وقوداً لإنتاج الكهرباء، بالإضافة للآثار الإيجابية مثل استحداث فرص عمل في مجال الطاقة الشمسية في الإمارات.
وأدت هيئة كهرباء ومياه دبي من خلال مبادرتها «الشاحن الأخضر» للمركبات الكهربائية التي أطلقتها عام 2014 دوراً فعالاً في دعم التنقل الأخضر، ووفرت مبادرة «الشاحن الأخضر» عند إطلاقها أول بنية تحتية عامة لشحن المركبات الكهربائية في المنطقة.
وتتيح الهيئة حالياً أكثر من 390 محطة شحن في مختلف أنحاء إمارة دبي، بطاقة استيعابية لأكثر من 700 نقطة شحن، حيث إن معظم محطات الشحن تستطيع شحن مركبتين في الوقت نفسه، وتعمل الهيئة على زيادة عدد محطات الشحن لتصل إلى 1000 محطة بحلول عام 2025، وذلك في إطار خططها لمواكبتها للزيادة المطردة في استخدام السيارات الكهربائية.