في تقرير أصدرته مؤسسة دبي للمستقبل

2.1 % ميزانية الحكومات للصحة النفسية و50 متخصصاً لكل 100 ألف فرد بالإمارات

التقنيات تسهم في تحليل البيانات ومراقبة المرضى | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفاد تقرير «الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية لسنة 2024»، الذي أطلقته مؤسسة دبي للمستقبل، بتوفير نحو 50 متخصصاً في الصحة النفسية لكل 100 ألف فرد في الإمارات، يليها لبنان بواقع 42 معالجاً لكل 100 ألف فرد، ثم البحرين وقطر بنحو أقل من 30 متخصصاً لكل 100 ألف فرد، ثم الكويت وعُمان والمملكة العربية السعودية بواقع أقل من 20 لكل 100 ألف فرد، وتقل النسبة أكثر في كل من مصر والأردن والمغرب لتصل إلى أقل من 6 معالجين نفسيين لكل 100 ألف فرد في كل منها، وفقاً لأطلس الصحة النفسية الصادر عن منظمة الصحة العالمية لسنة 2020.

وأشارت التقديرات في سنة 2001 إلى أن ربع سكان العالم سيعانون اضطرابات نفسية أوعصبية في حياتهم، وتضاعفت هذه النسبة بحلول سنة 2023 لتصل إلى نصف سكان العالم، وعلى الرغم من هذه الزيادة الملحوظة، تخصص الحكومات 2.1 % فقط من نفقاتها المخصصة للقطاع الصحي للصحة النفسية، ما يحد من إمكان حصول أفراد المجتمع على خدمات الصحة النفسية بأسعار معقولة.

وكشف التقرير أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة النفسية مجال واعد، إذ من شأنه أن يسهم في نشر المعرفة في علم النفس والصحة العقلية في جميع أنحاء العالم، وتسهيل العلاج النفسي بين المعالج والمريض إذا كانا من ثقافتين مختلفتين، وتحسين الصحة النفسية على مستوى العالم كله، كما سيسهم في تطوير القدرة على التشخيص الصحيح وتحليل البيانات ومراقبة المرضى، متوقعاً في ضوء الدراسات أن يشهد القطاع تعاوناً في المستقبل بين المعالجين النفسيين ونماذج الذكاء الاصطناعي عبر المزج بين كفاءة الذكاء الاصطناعي وقدرة البشر على إظهار التعاطف مع المرضى.

وأوضح أن الأمراض النفسية قد تصيب أي شخص، مع استثناء الارتفاع الكبير في حالات الصحة العقلية الناجمة عن أزمات مثل جائحة كوفيد 19، فإن واحداً من كل 8 أفراد في انحاء العالم يعانون اضطرابات في الصحة العقلية، بينما يخضع شخص من كل 4 أشخاص للعلاج من أعراض القلق.

وأعلن التقرير نتائج استبانة عالمية أظهرت أن 9 من أصل 10 أشخاص في انحاء العالم يعتقدون بأن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، إن لم تكن تفوقها، وأن أفراد المجتمع يترددون غالباً في طلب المساعدة النفسية لتجنب الشعور بالنقص أو التعرض للتحيز ونحوه، مشيراً إلى أن الاكتئاب ينتشر على نطاق واسع فتعد اضطرابات الصحة النفسية إعاقة حينما تستمر فترة طويلة وتعوق المشاركة الفعالة في الحياة اليومية والمجتمع.

 

تحديات

واستعرض التحديات التي تواجه الدول منخفضة الدخل والتي تعاني نقصاً حاداً في المعالجين النفسيين، إذ يتوافر أقل من معالج نفسي مقابل 100 ألف شخص مقارنة بأكثر من 60 مختصاً للعدد نفسه في الدول مرتفعة الدخل، مؤكداً أن العدد المتزايد في الدول ذات الدخل المرتفع يظهر الحاجة إلى المزيد من العاملين في مجال الصحة النفسية، وتبقى الصعوبة في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، نتيجة عدم القدرة على الحصول على بيانات دقيقة عن الصحة النفسية في هذه المنطقة بسبب عدم الإبلاغ أو تسجيل الكثير من الحالات، أو عدم تشخيصها أو غياب الوعي الكافي.

وأوضح التقرير أن أسلوب «دعم الأقران» يعد أحد أشكال خدمات الصحة النفسية ويؤدي دوراً مهماً في مجال الصحة النفسية، لأن الدعم الذي توفره هذه المجموعات والجسور التي تبنيها قد يفتحان الباب أمام الأفراد للاستفادة من خدمات أخرى، مثل توفير المساعدة القانونية أو الإسكان وما إلى ذلك وهو ما يؤثر إيجاباً في فعالية هذا النوع من خدمات الرعاية الصحية النفسية، داعياً إلى إجراء المزيد من الدراسة عن فعالية خدمات دعم الأقران لدى المراهقين، مدللاً على ذلك بنتائج استبانة تم إجراؤها في الولايات المتحدة.

وأبدى المشاركون اهتمامهم بتلقي خدمات الرعاية الصحية النفسية عبر المشاركة في مجموعات لدعم الأقران.

Email