عبد الرحمن العور يستعرض مسيرة الإمارات في الارتقاء بسوق العمل أمام مؤتمر جنيف

8 ملايين عامل بالدولة تحت مظلّة «الحماية ضد التعطّل عن العمل»

عبد الرحمن العور مترئساً وفد الدولة إلى المؤتمر | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

شارك وفد الدولة برئاسة معالي الدكتور عبد الرحمن العور، وزير الموارد البشرية والتوطين، في أعمال الدورة 112 لمؤتمر العمل الدولي الذي يعقد أعماله في مدينة جنيف السويسرية بمشاركة حكومات الدول الأعضاء في المنظمة وممثلي أصحاب العمل والعمال.

وقال معاليه: «يعقد مؤتمر العمل الدولي في ظل مشهد اقتصادي يتسم بمزيج من التفاؤل بالتعافي الاقتصادي المدفوع بالابتكارات التكنولوجية، والاستثمارات في الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر، وما يرافق ذلك من جهود لتحقيق التنمية المستدامة على المستوى العالمي».

وتطرق معاليه إلى واقع الإمارات وريادتها العالمية في مواجهة التحديات المعاصرة للاقتصاد، وقال في كلمته: «تسير الإمارات بخطى ثابتة في رحلتها التحولية نحو اقتصاد متنوع قائم على المعرفة والابتكار، وهو أحد الأهداف الطموحة لمئوية الإمارات 2071، محققة بذلك نمواً اقتصادياً مستداماً، تدعمه حزمة من تشريعات وسياسات سوق العمل المرنة والتنافسية، فقد تجاوز معدل نمو العمالة في سوق العمل بالدولة ما نسبته 10%، كما بلغت نسبة الوظائف الخضراء في سوق العمل الإماراتي نحو 11% بحسب بيانات مرصد سوق العمل الذي أطلقناه مؤخراً، وكانت الإمارات من أولى دول الشرق الأوسط التي أعلنت هدفها لتحقيق الحياد المناخي باستثمارات تبلغ نحو 600 مليار درهم في مشاريع الطاقة النظيفة حتى عام 2050، وهي الجهود التي ساهمت في انخفاض معدلات البطالة إلى أدنى مستوياتها بنسبة 2.9%».

استراتيجية شاملة

وأضاف معاليه: «تم إقرار استراتيجية شاملة للحماية الاجتماعية تضمن توفير الحماية ضد التعطل عن العمل لنحو 8 ملايين من العاملين في دولة الإمارات، وكذلك برنامج تأميني لحماية المستحقات المالية للعمال، كما تم إطلاق نظام ادخاري اختياري يتم من خلاله استثمار مكافآت نهاية الخدمة للعاملين في القطاع الخاص في صناديق استثمارية موثوقة لتوفير عوائد استثمارية للموظفين، وذلك بالتوازي مع منظومة التأمين الصحي التي تم توسيعها لتشمل جميع المقيمين في دولة الإمارات دون تمييز».

كما لفت معاليه إلى «أهمية الدور الإنساني للدولة انطلاقاً من دورها الراسخ في دعم وتأييد جهود الاستدامة والتنمية الدولية، حيث لعبت دولة الإمارات من خلال برنامج المساعدات والمنح الخارجية دوراً حاسماً في تحقيق العدالة الاجتماعية للعديد من الشعوب والمجتمعات الأقل حظاً على مستوى العالم، حيث ساهمت من خلاله في مكافحة الفقر وتوفير الغذاء من خلال دعمها لبرنامج الغذاء العالمي، وإطلاق مبادرات لتحسين جودة الحياة وفرص الحصول على الخدمات التعليمية والصحية الجيدة».

وأكد العور حرص دولة الإمارات من خلال توليها مسؤولية الأمانة الدائمة لحوار أبوظبي، الذي يعتبر من أبرز الآليات التشاورية الإقليمية المعنية بتعزيز حوكمة الانتقال المؤقت للعمل، على تعزيز جهود التعاون الثنائي والإقليمي والشراكات الهادفة إلى تطوير الآليات المنظمة لأسواق العمل في المنطقة، وتبادل المبادرات المبتكرة بهدف ضمان تمتع العمال بالرفاهية في ظل ازدهار مجتمع الأعمال، وتعظيم المنافع والمزايا التي تحظى بها اقتصادات الدول الأعضاء في الحوار نتيجة انتقال الأفراد من أجل العمل ضمن ممر آسيا.

ويناقش المؤتمر الذي تستمر أعماله حتى 14 شهر يونيو الجاري العمل اللائق واقتصاد الرعاية والأهمية المتزايدة للعقد الاجتماعي وتجديده المستمر في ظل ظروف الواقع الاقتصادي والتحديات الجيوسياسية، والبنيوية التي يمر فيها ومحاور الحماية من المخاطر البيولوجية، ومناقشات حول الهدف الاستراتيجي للمبادئ والحقوق الأساسية في العمل وغيرها من الموضوعات ذات العلاقة.

كما شهدت أعمال المؤتمر تكريماً خاصاً لخليفة خميس الكعبي، عضو مجلس إدارة منظمة العمل الدولية عن أصحاب العمل، وعضو مجلس إدارة منظمة أصحاب الأعمال الدولية، نظير مسيرته في إدارة ملف أصحاب الأعمال لدولة الإمارات في المنظمة وإنجازاته التي ساهمت في إبراز استفادة أصحاب الأعمال من البنية التشريعية المبتكرة التي توفرها حكومة دولة الإمارات للمستثمرين.

Email