الجينوم الإماراتي.. مبادرة طموحة نحو مستقبل صحي أفضل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل برنامج الجينوم الإماراتي خطوة طموحة نحو مستقبل صحي أفضل، حيث يسعى إلى تسخير التقدم العلمي والتكنولوجي لتحسين الرعاية الصحية، وتعزيز رفاهية المجتمع، من خلال الاستثمار في البحوث الجينية، وتطوير البنية التحتية اللازمة، حيث تسعى دولة الإمارات إلى تحقيق قفزة نوعية في مجال الصحة، ما يضعها في مقدم الدول الرائدة في هذا المجال.

وفي ظل التطور السريع في مجالات العلوم الطبية والبيولوجية، باتت دراسة الجينوم البشري من أهم الأدوات التي يمكن أن تسهم في تحسين الرعاية الصحية، وتشخيص الأمراض وعلاجها بشكل أكثر فعالية، ومن هذا المنطلق، يأتي برنامج الجينوم الإماراتي كخطوة رائدة نحو استكشاف الخصائص الجينية للسكان، وفهم تأثيرها في الصحة العامة في الدولة.

والجينوم الإماراتي، هو مبادرة وطنية تهدف إلى رسم خريطة جينية شاملة لسكان الإمارات، وذلك بهدف فهم التركيبة الجينية للسكان، وتأثيرها في الصحة العامة.

تهدف هذه المبادرة إلى جمع بيانات جينية من المواطنين الإماراتيين، واستخدامها لتطوير حلول صحية مخصصة لكل فرد، بناءً على تركيبته الجينية الفريدة.

وبحسب برنامج الجينوم الإماراتي، فإن وضع خارطة الجينوم المرجعي لمواطني دولة الإمارات عن طريق دراسة التسلسل الجيني الكامل للمواطنين بأحدث التقنيات، وتوفير قاعدة بيانات وراثية، للاستفادة منها في المجال الطبي والتشخيصي، بهدف تقديم خدمة علاجية متميزة للمواطنين، يعتبر من أهم أهداف هذا البرنامج.

ومن المتوقع أن تسهم مبادرة الجينوم الإماراتي في تحقيق العديد من الفوائد على مستوى المجتمع، مثل تحسين جودة الحياة، عبر تقديم رعاية صحية مخصصة لكل فرد، ما يقلل من معدلات الأمراض، ويزيد من متوسط العمر المتوقع، وتعزيز الوعي الصحي، ونشر الثقافة الصحية والوعي بأهمية الفحص الجيني، يمكن أن يساعد في الوقاية من الأمراض والاهتمام بالصحة العامة، وكذلك تطوير القطاع الصحي، ودعم البحوث الجينية، وتطوير تقنيات طبية جديدة، يمكن أن يعزز مكانة الإمارات كمركز رائد في مجال الصحة والابتكار الطبي.

وتهدف مبادرة الجينوم الإماراتي إلى تحقيق عدة أهداف، منها: تحسين الرعاية الصحية من خلال توفير بيانات جينية دقيقة، يمكن للأطباء استخدامها لتشخيص الأمراض بدقة أكبر، وتطوير خطط علاجية مخصصة لكل مريض، والوقاية من الأمراض، حيث يمكن استخدام المعلومات الجينية لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة لبعض الأمراض الوراثية، ما يسمح باتخاذ إجراءات وقائية قبل ظهور الأعراض، إلى جانب دعم البحث العلمي، عبر إتاحة قاعدة البيانات الجينية الواسعة فرصاً هائلة للباحثين لدراسة الأمراض الوراثية والسلوكيات الصحية، ما يسهم في تطوير علاجات جديدة، وكذلك دعم الاقتصاد الوطني، من خلال تطوير قطاع العلوم الطبية والبحوث، لتصبح دولة الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار في مجال الطب الجيني.

وتقدم المبادرة الإماراتية فرصاً عديدة للتقدم التكنولوجي، وتعزيز التطور في تقنيات تحليل الجينوم، ما يسمح بمعالجة وتحليل كميات كبيرة من البيانات الجينية بكفاءة عالية، والاستفادة من مجالات التعاون مع مؤسسات بحثية عالمية، لتعزيز قدراتها في مجال البحث الجيني.

ومنذ إطلاق مبادرة الجينوم الإماراتي، حققت الدولة تقدماً كبيراً في مجال جمع وتحليل البيانات الجينية، تم جمع أكثر من 600 ألف عينة من المواطنين، وتم إنشاء قاعدة بيانات ضخمة، تحتوي على معلومات جينية، يمكن استخدامها في الأبحاث العلمية، وتطوير العلاجات، بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع اتفاقيات مع شركات تقنية عالمية، لتطوير تقنيات تحليل البيانات الجينية.

والجينوم هو المادة الوراثية التي يحملها الإنسان في خلاياه، حيث تعتبر المادة الوراثية، هي الشفرة المسؤولة عن جميع الصفات الوراثية والأمراض التي تصيب الإنسان، لذلك يعتبر فحص الجينوم الكامل، هو الطريقة الأمثل للتعرف إلى مسببات الأمراض الوراثية، وتوقّع الإصابة ببعض الأمراض في المستقبل، ولذلك، تهدف الاستراتيجية الجديدة إلى تطوير برامج للرعاية الصحية الشخصية والطب الدقيق، مبنية على مرجعية جينية إماراتية، للحد من انتشار الاضطرابات الوراثية والمزمنة.

Email