المستنقعات المِلحية في أبوظبي.. موائل مستدامة للكربون الأزرق

أكدت هيئة البيئة بأبوظبي أن مجتمعات المستنقعات المِلحية تغطي حوالي 47.8 كم مربع من إمارة أبوظبي، وتمتاز بتكيفها مع درجات حرارة الهواء والماء المتقلبة، كما تتحمل الملح من 41-50 جزءاً في الألف، وتوفر موئلاً لمجموعة متنوعة من الكائنات البرية والبحرية مثل أنواع مختلفة من الطيور والأسماك واللافقاريات البحرية والحشرات، وتعتبر هذه المستنقعات موئلاً هاماً للكربون الأزرق، حيث تقوم بحجز الكربون في التربة، وتحسين جودة التربة السطحية، مما يسهم في تعزيز الأنظمة البيئية واستدامتها.

وأوضحت الهيئة أن هناك 3 تهديدات تتعرض لها هذه المستنقعات مثل أنشطة الردم وطمر النفايات بالقرب من مجتمعات المستنقعات الملحية، إضافة إلى الإزالة المباشرة للمستنقعات المحلية من أجل التنمية الساحلية، فضلاً عن تغير المناخ وخاصة ارتفاع مستوى سطح البحر والتلوث.

وأكدت الهيئة أنها لم تدخر جهداً في تعزيز حماية هذه المنظومة البيئية، من خلال إنشاء محميات بحرية في المناطق الساحلية الحرجة لحماية النظم البيئية، فضلاً عن إجراء مسوحات جديدة في مواقع مختلفة لتعزيز المعرفة بالظروف البيئية والصحية للمستنقعات المحلية في جميع أنحاء إمارة أبوظبي، لافتة إلى أنها تعتزم من خلال خططها المستقبلية مراقبة مدى انتشار مجتمعات المستنقعات الملحية وظروفها المحيطة.

وأردفت بأن المستنقعات الملحية تتكون من الطين العميق والخث الذي يتكون من مادة نباتية متحللة، وغالباً ما يكون سمكها عدة أقدام، وهي مشبعة بالمياه ومملوءة بالجذور كما أنها إسفنجية للغاية، وتحتوي هذه المستنقعات على نباتات وشجرات ملحية في السواحل الأكثر جفافاً، وغالباً ما ترتبط بالنظم البيئية لغابات القرم.

ويعد أفضل موقع مناسب لنمو مجتمعات المستنقعات الملحية، في نطاق منطقة المد والجزر من 1.5 متر إلى 2 متر وما فوق نحو الحافة البرية، كما يوفر المد والجزر العناصر الغذائية التي تحفز نمو النباتات في هذه المستنقعات، وتوفر المواد العضوية التي تغذي الأسماك والكائنات الساحلية.

وكشفت نتائج دراسة عالمية جديدة عن أن أكثر من 90 % من المستنقعات المالحة في العالم معرضة للاختفاء تحت الماء بحلول نهاية القرن بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر.

الأكثر مشاركة