توقع تقرير «الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية لعام 2024»، الذي أطلقته مؤسسة دبي للمستقبل حدوث نقلة نوعية في ضمان سلامة الأغذية في متاجر التجزئة والمطاعم والمنازل، في حال استخدام أنظمة تغليف تنتج مواد مضيئة حيوياً، عند فساد الأغذية أو تلوثها، بدلاً من التواريخ غير الدقيقة، ما يتيح تخزين المنتجات لوقت أطول وتقليل الهدر، مشيراً إلى هدر حوالي 931 مليون طن من الأغذية في 2021 على مستوى العالم بواقع (61% في المنازل، والمطاعم 26%، ومتاجر التجزئة 13%، فيما تقدر الخسائر في الإنتاجية والتكاليف الصحية بنحو 110 مليارات دولار سنوياً).
وتطرق التقرير إلى إمكانية تعرض الأغذية للتلف أو التلوث في مختلف مراحل سلسلة القيمة، ابتداء من المعالجة والتخزين، مروراً بعملية نقلها، وصولاً إلى عرضها في المتاجر.
وتتمثل المصادر الرئيسية لتلوث الأغذية في السموم أو الكائنات الدقيقة (مثل المواد الكيميائية أو الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات)، وقد حددت منظمة الصحة العالمية أكثر من 200 مرض مرتبط بالأغذية الملوثة.
وتحدث التقرير عن جهود العلماء في تحديد العديد من آليات توليد الإضاءة الحيوية، وانبعاثها من الكائنات الحية، وكيف يمكن استخدام البروتينات والإنزيمات المسببة لهذه الظاهرة في مراقبة وتمكين عدد من العمليات الكيميائية الحيوية في مجالي الطب وسلامة الأغذية.
وأوضح أن مواد التعبئة والتغليف الجديدة تحتوي على المواد المضيئة حيوياً، للكشف عن وجود أي تلف أو سموم أو كائنات دقيقة ضارة في المنتجات الغذائية، وهو ما يمكن مستخدميه من تجاوز القيود، التي تفرضها تواريخ انتهاء الصلاحية، وإطالة صلاحية المواد الغذائية، كما يقلل من هدر الأطعمة إلى حد كبير.
وأوضح التقرير: على سبيل المثال يمكن إضافة علامات تضيء حيوياً إلى عبوات المنتجات الأساسية، مثل الأرز أو القمح، لتشير إلى وجود ملوثات مثل المبيدات الحشرية أو المعادن.
تؤدي هذه التكنولوجيا إلى رفع معايير السلامة في متاجر التجزئة والمطاعم، من خلال تنبيه الموظفين إلى فساد الأغذية، كما تمكن المستهلكين من مراقبة سلامة الأغذية في المنزل والحد من الهدر، مثلما يمكن تطوير هذه العبوات الذكية المحتوية على المواد المضيئة حيوياً لمراقبة صلاحية المنتجات الأخرى، التي يجب الانتباه إلى صلاحيتها مثل الأدوية أو مستحضرات التجميل، لضمان سلامتها وصلاحيتها للاستهلاك.
وأفاد التقرير بأن أنظمة وضع الملصقات التعريفية حالياً تعتمد مبدأ الوقاية أولاً، إذ غالباً ما توضح تواريخ بيع المنتجات وفترة صلاحية استعمالها، وفق معايير حذرة جداً، مما يدفع تجار التجزئة والمستهلكين إلى التخلص من المواد الغذائية من دون داع، لافتاً إلى أن حوالي 600 مليون شخص يتأثرون سنوياً بالأغذية الملوثة، وفي عام 2010 تسبب عدم الاهتمام بسلامة المنتجات الغذائية في وفاة 420 ألف شخص، وخسارة 33 مليون سنة من سنوات العمر الصحية، كما أن أكثر من 40% من الذين تصيبهم الأمراض المنقولة من خلال الأطعمة هم من الأطفال دون سن الخامسة، ويفقد 125 ألف شخص منهم حياتهم كل عام، فيما تقدر الخسائر في الإنتاجية والتكاليف الصحية بنحو 110 مليارات دولار سنوياً.
وأوضح التقرير مخاطر استخدام هذه التقنية المتوقعة، وأنه قد يؤدي تعرض عبوات التغليف للضرر بشكل متعمد أو غير متعمد، إلى خلل في إضاءتها بالإيجاب أو السلب، وهو ما يعّرض تجار الأغذية والمستهلكين للخطر، مشيراً ألي أن إيجـابيات عبوات التغليف المزودة بالمواد المضيئة حيوياً تعد مؤشراً سهلاً وبسيطاً على سلامة الأغذية يمكن للجميع فهمه، كما يسهم في الحفاظ على صحة الإنسان، والحد من هدر الأغذية، كما يعزز من الأمن الغذائي.
يذكر أن مؤسسة دبي للمستقبل قد أطلقت «تقرير الفرص المستقبلية: 50 فرصة عالمية لعام 2024»، مستعرضة فيه أهم الفرص العالمية الواعدة لتصميم مستقبل الحكومات والاقتصادات والقطاعات الحيوية، وأبرز التحولات والابتكارات والتوجهات الكبرى في أهم المجالات التي تهم مستقبل الإنسان، بهدف مشاركة الأفكار والرؤى المستقبلية على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وبما يسهم بتوحيد الجهود وتعزيز النمو والازدهار وتحسين جودة الحياة لمجتمعات العالم.
وقد تم تصنيف الفرص الخمسين الواردة في التقرير ضمن 5 محاور رئيسية تشمل: الصحة، والطبيعة والاستدامة، وتمكين المجتمعات، تحسين الأنظمة، والابتكارات المستقبلية.
كما تم استخلاص الفرص بناء على 4 فرضيات تشمل: حياة أطول وأكثر صحة لأفراد المجتمعات، واستمرار ظاهرة التغير المناخي، واتساع فجوة عدم المساواة بين المجتمعات والدول، واستمرار تسارع التقدم التكنولوجي.