متخصصون: توعية البالغين بأعراض «الغرق الجاف» تقي من مخاطره

أكد أطباء متخصصون أهمية الوعي المجتمعي والتدابير الوقائية في التعامل مع مخاطر الغرق الجاف بشكل صحيح وكيفية الوقاية منه، مشددين على ضرورة تعليم البالغين بعلاماته وأعراضه والخطوات الضرورية للتدخل الفوري بشكل صحيح وآمن، موضحين أن الغرق الجاف يحدث نتيجة لابتلاع كمية من الماء بطريقة غير ملحوظة تؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية وانقباضها، ما يعيق تدفق الهواء إلى الرئتين ويسبب صعوبة في التنفس تؤدي إلى تدهور سريع في حالة المصاب.

ويُعرِّف الأطباء المختصون الغرق الجاف بأنه «استنشاق الماء عن طريق الأنف وليس ابتلاعه بالفم، ما يؤدي إلى دخول الماء إلى الرئتين ويكون طبقة عازلة تمنع دخول الأكسجين إلى الرئة يفضي لضيق التنفس وبالتالي الوفاة، وتشبه أعراض الغرق الجاف أعراض الاختناق كالسعال، وألم في الصدر وصعوبة في التنفس وشعور بالإعياء الشديد، والنعاس وصعوبة في خروج الصوت وعدم الاتزان.

 

موجة صدمة

وأوضح الدكتور حسن عارف شبانة، استشاري أمراض الصدر ورئيس أقسام الباطنة في المستشفى السعودي الألماني بعجمان، ماهية الغرق الجاف باعتباره وصفاً لحالة يمكن أن تحدث بعد تعرض الشخص لموجة صدمة أو استنشاق كمية صغيرة من الماء أثناء السباحة، مشيراً إلى أنه لا يوجد غرق حقيقي في الماء في هذه الحالة، إلا أن الآثار قد تكون خطيرة للغاية، حيث يمكن أن يتسبب الاستنشاق في تهيج القناة التنفسية وانقباض الشعب الهوائية، ما يعيق تدفق الهواء إلى الرئتين ويسبب صعوبة في التنفس وحالات اختناق قد تؤدي إلى الوفاة.

وقال إن الغرق الجاف يحدث عادة بعد وقت قصير من الحادثة، ويتميز بأعراض مثل صعوبة التنفس، وضيق في الصدر، وسعال مستمر، وتعب، وقيء، وتغيرات في السلوك، وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوعي، داعياً وبشكل عاجل في حالة الاشتباه بالغرق الجاف، إلى توفير الأوكسجين إذا لزم الأمر، واستدعاء المساعدة الطبية المؤهلة لتقديم العناية اللازمة.

 

إرشادات

وأكد شبانة أهمية توفير الإرشادات اللازمة للوقاية من حالات الغرق الجاف، مثل مراقبة الأطفال بشكل دقيق أثناء وجودهم بالقرب من المياه، وتعليمهم مهارات السباحة والسلامة المائية، معتبراً تجنب هذه المخاطر أمراً محورياً في الحفاظ على سلامة الأفراد.

من جهته، أكد الدكتور مجدي السيد عبد الغفار محمد، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة في مركز برايم الطبي في الورقاء، أن الغرق الجاف مصطلح يستخدم لوصف حالة تحدث عندما يستنشق الشخص سواء كان طفلاً أو بالغاً، كمية صغيرة من الماء أثناء السباحة، وهذا الاستنشاق يمكن أن يؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية وانقباضها، ما يعيق تدفق الهواء إلى الرئتين ويمكن أن يسبب صعوبة في التنفس، في بعض الحالات، وقد يحدث انقباض وإغلاق للأحبال الصوتية، ما يزيد من صعوبة التنفس، ويمكن أن تتأخر أعراض الغرق الجاف في الظهور، خاصة مع الأطفال الذين قد لا يكونون قادرين على التعبير بوضوح عن شكاوى قصور التنفس، لذا يتطلب الأمر ملاحظة دقيقة من الأهل لاكتشافها مبكراً.

وأوصى محمد بالتوعية حول الغرق الجاف والتدابير الوقائية المناسبة، مثل مراقبة الأطفال أثناء السباحة وتعليمهم مهارات السلامة المائية، كما أن الاستجابة السريعة والبحث عن الرعاية الطبية الفورية في حالة الاشتباه بالغرق الجاف تعد أموراً حاسمة لضمان سلامة المتأثرين بهذه الحالة النادرة والخطيرة.

 

تدخل فوري

أما مجدي علي، الذي عمل منقذاً لأكثر من 20 عاماً، فيقول إن هذا النوع من الغرق يحتاج تدخلاً فورياً ودقيقاً، لأن الأعراض لا تكون واضحة في البداية، إلا أن الاشتباه في حدوث الغرق الجاف يستدعي اتخاذ خطوات فورية لإنقاذ الشخص أهمها أن على المنقذ تقييم حالة الشخص بدقة، بما في ذلك التنفس والوعي، وإذا كان الشخص غير قادر على التنفس أو ظهرت علامات على تدهور حالته العامة، فإن العلاج الفوري يصبح ضرورياً وينبغي وضع الشخص في وضعية استرخاء على الظهر ومراقبته، كما ينبغي توفير الأكسجين وتوجيه الجهود نحو استعادة التنفس الطبيعي، والبقاء على اتصال مع خدمات الطوارئ ونقل المصاب إلى مركز طبي في أسرع وقت لتلقي العلاج المناسب.

كما أكد أهمية التوعية والتدريب المستمر للمنقذين بشأن الغرق الجاف وكيفية التعامل معه. بدورها، تواصل الجهات الشرطية والمعنية تحذير الأسر من خطورة ترك الأطفال بدون رقابة في المسابح، ومرافقتهم وتكثيف الرقابة عليهم تجنباً لوقوع حوادث الغرق، مؤكدة أن الانشغال يعد سبباً رئيسياً في حوادث الغرق لفئة الأطفال تحديداً.

الجدير بالذكر أن مصطلح الغرق الجاف لم يتم الاتفاق عليه من قبل أهل الاختصاص، حيث تستخدم بعض الجهات الطبية العالمية مسمى «متلازمة ما بعد الغمر»، أو بشكل أقل شيوعاً مصطلح «الغرق المتأخر» ويحدث بعدما يتسبب ابتلاع واستنشاق قدر كبير من السوائل، حيث يقوم الجزء العلوي من المجرى التنفسي بالانغلاق والتوقف عن العمل.

الأكثر مشاركة