أمل المسافري

إماراتية تطلق دراسة لتطوير مواهب الموارد البشرية بالذكاء الاصطناعي

أجرت الدكتورة أمل المسافري، المستشارة في تطوير المواهب والتوطين، دراسة حول دور الذكاء الاصطناعي في تطوير المواهب وتعزيز كفاءة الموارد البشرية الإماراتية، في جامعة السلطان إدريس الماليزية، وهي أول دراسة من نوعها يتم إعدادها في دولة الإمارات.

وتناولت الدراسة كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وأدواتها في اكتشاف وتطوير المواهب البشرية في إدارات الموارد البشرية في دولة الإمارات من خلال مسح ميداني تم تطبيقه على المديرين التنفيذيين، والمشرفين، ومديري العمليات، ومديري الإدارات ومديري الموارد البشرية في القطاع العام في الدولة.

نموذج نظري

وبلغ حجم العينة المستهدفة 346 فرداً، لتوفير نموذج نظري لتطوير واكتشاف المواهب والمرونة المهنية لدى الموارد البشرية في الدولة باستخدام الذكاء الاصطناعي وبما يتماشى مع رؤية الإمارات في توظيف هذه التقنيات وأدواتها في تطوير قطاع الموارد البشرية في المستقبل واستشراف عمل المواهب فيها.

وقالت الدكتورة أمل المسافري: «بينت نتائج الدراسة أن عمليات التوظيف والاختيار تؤثر بشكل ملحوظ على المرونة المهنية من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي.

كما تظهر إدارة الموارد البشرية الإماراتية كفاءة قوية في اختيار الموظفين بناءً على مستويات الكفاءة والتحليل الوظيفي الفعال عبر أساليب الاختيار بالكفاءة، والتواصل والتنسيق بين إدارة الموارد البشرية وتطوير المواهب يتم من خلال عمليات معدة مسبقاً من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تسهل اكتشافها وتطويرها».

معلومات شاملة

وأضافت: «تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية في توفير المعلومات الشاملة مما يعزز المرونة المهنية. واتفق جميع المشاركين في الدراسة على أن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية يؤثر بشكل كبير على المرونة المهنية في الهيئة الاتحادية للموارد البشرية وإدارات الموارد البشرية الحكومية في الدولة».

وأوضحت أن خوارزميات تقنيات الذكاء الاصطناعي تساهم في الموارد البشرية بدور حاسم من خلال تطوير وتعزيز المرونة المهنية.

حيث يساهم الذكاء الاصطناعي في تنمية الموارد البشرية ويدعم المشرفين والعاملين بشكل ذكي، ويدعم الأداء بشكل بناء، وتقديم ردود فعل منتظمة، وفرص التدريب. وتساهم القدرات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي مثل استخراج البيانات والنمذجة التنبؤية في اتخاذ قرارات ثاقبة نحو اكتشاف المواهب وتطوير مهاراتها.

استشراف المستقبل

وتابعت: «إن توجهي بالبحث والدراسة في هذا المجال يأتي بالتزامن مع توجيهات القيادة الرشيدة في تعزيز البحث والابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي والاستثمار الأمثل في الموارد البشرية الإماراتية واستشراف مستقبل عملها وتوجهاتها المستقبلية من خلال تسخير التقنيات الحديثة والمتطورة في مجال تطوير المواهب وتعزيز كفاءة عملها والاستثمار في تطوير الأدوات والحلول التي تعمل بأنظمة الذكاء الاصطناعي».

وأوصت الدراسة بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي مثل تقنيات Ginger وHeadspace لتقييم قدرات القوى العاملة الإماراتية، والتنبؤ باحتياجات المواهب المستقبلية، وتحديد نقص المهارات مما يضمن توافق تطوير المواهب مع الأهداف الاستراتيجية للوزارات والهيئات الاتحادية واحتياجاتها المستقبلية في دولة الإمارات ورؤية القيادة الرشيدة فيها.

كما توصي الدراسة بتحليل مهارات الموظفين الحالية وتحديد الفجوات، والتوصية ببرامج تدريب وتطوير محددة لهم وفق مستويات المواهب لديهم.

وأشارت المسافري إلى أن من أهم التحديات التي واجهت البحث الحداثة في الموضوع التي أفضت إلى صعوبة الوصول للبيانات الدقيقة والشاملة حول تبني الذكاء الاصطناعي وتطوير المواهب، أو أن البيانات تكون غير متاحة، وكذلك صعوبة التنسيق بين مختلف الجهات المعنية لعدم وجود مختصين في مجال الذكاء الاصطناعي وتطوير المواهب.

وأردفت: «على الرغم من تلك التحديات إلا أن الدراسة رأت طريقها إلى النور، وبذلك تكون هذه الدراسة بمثابة مصدر وبداية لتطبيق الممارسات العملية والبحثية المستمرة لقطاع الموارد البشرية في الإمارات لتطوير وتحسين كفاءة العاملين فيها من خلال الذكاء الاصطناعي وريادة الدولة في هذا المجال».

الأكثر مشاركة