حمدان بن محمد.. رؤية اقتصادية ترسخ مكانة الإمارات عالمياً

سجلت الإمارات عامة ودبي على الخصوص، قفزات كبيرة في مؤشرات التنافسية العالمية، حيث حجزت لها مركز الصدارة في العديد من القطاعات نتيجة جهد متواصل قامت به القيادة الرشيدة في استشراف مستقبل الاقتصاد، عبر مبادرات واستراتيجيات ومشاريع رسخت مكانة الدولة في سباق الاقتصاد العالمي.

وكان لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، بصمات واضحة على تلك النجاحات والإنجازات، حيث أسهمت قرارات وتوجيهات سموه في وضع دبي والإمارات بالمكانة التي تستحقها على مستوى العالم، وهو ما ظهر جلياً في سباق التنافسية العالمية الذي عززت فيه الدولة خلال الربع الأول من العام الجاري تقدمها الملحوظ بعد نجاحها في حصد المراكز الأولى في العديد من المؤشرات والتقارير الدولية والإقليمية ذات الصلة.

كما تعكس النتائج المحققة المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الإمارات ودبي على صعيد الكفاءة والقدرة والفكر الاستباقي الهادف لتعزيز الجاهزية والمرونة في مواجهة تحديات المستقبل، كما تبرهن النتائج على فعالية وكفاءة استراتيجية التنمية الشاملة التي تنتهجها الدولة.

نجاح متواصل

ومن المؤكد أن الإنجازات الكبيرة التي نجح سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في تحقيقها طوال سنوات ستمكن سموه من مواصلة هذا النجاح على أرضية من التميز والريادة وهو نهج سموه دائماً، فقد قام سموه منذ تولى مسؤولياته بإطلاق العديد والعديد من المبادرات والاستراتيجيات والمشاريع والأفكار الخلاقة التي عززت ريادة دبي ووضعتها في صدارة المدن العالمية ومنها:

«برنامج دعم تنافسية دبي في ممارسة الأعمال»، و«استراتيجية دبي للسياحة العلاجية»، و«استراتيجية دبي لقطاع الطيران»، و«سياسة جديدة للقطاع العقاري»، و«استراتيجية دبي الصناعية 2030»، و«مسرعات دبي المستقبل»، و«استراتيجية دبي للتجارة الإلكترونية»، و«دبي نكست»، و«دبي غلوبال»، و«استراتيجية دبي للميتافيرس»، و«برنامج قيادات دبي الاقتصادية»، و«سُحُب دبي الرقمية»، و«استراتيجية دبي للأمن الإلكتروني»، و«مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي»، و«مبادرة دبي للنمو العالمي».

وكان لتلك المبادرات صدى مباشر في ترسيخ مكانة دبي والإمارات على خريطة التنافسية العالمية، فقد أجمعت غالبية التقارير الاقتصادية على أن دبي هي المدينة الأولى التي يرغب الناس في جميع أنحاء العالم في الانتقال إليها، بفضل ما تمتلكه من فرص عمل كثيرة وبنية تحتية متنامية، ورعاية صحية وتعليم متميزين، وغيرها من العوامل، فمع وجود مجموعة واسعة من فرص العمل والبنية التحتية المتنامية، والرعاية الصحية والتعليم المتميزين، نجد أن هذه الأسباب مجتمعة جعلت دبي تتصدر مدن العالم.

استثمار أجنبي

وتصدرت دبي قائمة أفضل الوجهات العالمية لاستقطاب مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في العام 2023، للسنة الثالثة على التوالي، وذلك وفقاً لبيانات «فايننشال تايمز – إف دي آي ماركتس» حول أسواق الاستثمار الأجنبي المباشر.

ويؤكد الأداء المميز في مجال استقطاب مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي، النمو الاقتصادي القوي الذي تشهده دبي، وجاذبيتها للمستثمرين الدوليين، كما يتماشى مع المستهدفات الطموحة لأجندة دبي الاقتصادية D33 بهدف مضاعفة حجم اقتصاد دبي بحلول عام 2033.

وتتجسد جاذبية دبي في تصدرها التصنيف العالمي للوجهات التي تحتضن المقار الرئيسة لمشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر للعام الثاني على التوالي، وذلك بعد استقطابها 60 مشروعاً في عام 2023. وجاءت سنغافورة في المركز الثاني بواقع 40 مشروعاً، بينما حصلت لندن على المركز الثالث بواقع 31 مشروعاً.

وحلت دبي أيضاً في المركز الرابع عالمياً في توفير فرص العمل الناجمة عن مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الداخلي، بعد أن كانت في المركز الخامس في عام 2022، بينما تحسن مركزها من السابع إلى الخامس عالمياً في استقطاب رؤوس الأموال من مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر.

وأشارت بيانات «مرصد دبي للاستثمار الأجنبي»، إلى تسجيل الإمارة 1650 مشروع استثمار أجنبياً في عام 2023، بزيادة كبيرة تبلغ 39% مقارنة بعام 2022 الذي سجل 1188 مشروعاً.

وتضمنت هذه المشروعات: مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، ونماذج جديدة من الاستثمار، وعمليات الاندماج والاستحواذ، ومشروعات إعادة الاستثمار، إضافة إلى الاستثمار الأجنبي المباشر لرأس المال المغامر، والمشروعات المشتركة. وأظهرت البيانات، زيادة كبيرة في فرص العمل الجديدة عن طريق الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي بلغت 15.5% على أساس سنوي مع 44 ألفاً و771 فرصة.

قوة مدن

وحققت دبي الريادة في «مؤشر قوة المدن العالمي 2023»، حيث حافظت على مكانتها في المرتبة الرابعة عالمياً للعام الثاني على التوالي، لتتفوق بذلك على مدن عالمية كبرى مثل طوكيو وإسطنبول ومدريد وموسكو وسنغافورة، ما يعكس نجاح دبي في تعزيز ريادتها ومكانتها العالمية وجهة ومركزاً رئيساً للإبداع والابتكار، وواحدة من أفضل المدن للعيش والعمل على مستوى العالم، بما يتماشى مع رؤية دبي الهادفة إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب.

ويصنف المؤشر أبرز المدن العالمية، من حيث «جاذبيتها» أو «قدراتها التنافسية» في استقطاب الكوادر البشرية والزوار، ورؤوس الأموال والشركات من حول العالم، بناءً على تقييم يعتمد على 6 محاور أساسية، هي: الاقتصاد، والأبحاث والتطوير، والتفاعل الثقافي، وقابلية العيش، والبيئة، وإمكانية الوصول.

ويعد المؤشر، الذي يتم إصداره سنوياً منذ عام 2008، مرجعية عالمية لقياس أداء المدن العالمية، وتعزيز تنافسيتها، حيث يستخدم من قبل الحكومات والشركات والأفراد لاتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمار والهجرة والسفر. كما يعكس المؤشر الطابع المرن للمدن وقدرتها على التكيف والازدهار في مواجهة التحديات العالمية، ما يوفر نظرة شاملة للمدينة حول مكانتها العامة، وتأثيرها في الساحة العالمية.

وبين المؤشر تفوق دبي وصدارتها في عدد من المؤشرات الفرعية الخاصة بمرونة أسلوب العمل، ونظافة المدينة، إضافة إلى تصدرها لاستضافة المعارض والمؤتمرات الدولية، واستقطاب الزوار والسياح، وتصدرها عالمياً في أعداد المسافرين عبر مطاراتها من جميع أنحاء العالم وإليها، ما أهّلها للارتقاء على سلم التصنيف للمؤشر العام متفوقة على العديد من المدن العالمية الشهيرة.

كما حققت دبي تقدماً في المؤشرات الفرعية، حيث جاءت في مركز الصدارة عالمياً بمحور «عدد المقيمين الأجانب»، والثانية عالمياً في «عدد غرف الفنادق الفاخرة»، والـ10 في «عدد الشركات الناشئة»، وذلك بفضل ما تتمتع به الإمارة من إمكانات ومقومات اقتصادية وثقافية وبيئة إبداعية ونقاط جذب سياحية متنوعة.

قاعدة ذهبية

وإجمالاً لما سبق، نجد أن هناك قاعدة ذهبية تنطلق منها دبي في نهضتها، جوهرها رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في القيادة، والتي منحها لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، وهي أن سباق التنافسية الإيجابية لا ينتهي، وهذا ما تتبناه وتفعله دبي، فما وصلت إليه الآن ليس بجرة قلم، بل ثمرة تخطيط وجهد، والأهم هو العقلية التي تخطط.

وصناعة بيئة النجاح. ووسعت دبي منذ سنوات تنافسيتها الإقليمية إلى العالمية، وهي اليوم بين أهم مدن العالم في التأثير الاقتصادي وسهولة ممارسة الأعمال، ما جعلها محطة ثابتة، لمقار المئات من الشركات العالمية تخدم من دبي أعمالها الدولية.

وفسرت أسباب ذلك مجلة «فورن بوليسي» الشهيرة، حيث قالت إن دبي ستبقى مركزاً رئيساً إقليمياً وعالمياً للنقل واللوجستيات، بدعم من موانئ دبي العالمية وطيران الإمارات، إذ تتعامل الأولى مع 10 % من حركة حاويات البضائع العالمية، وتشغل 80 ميناءً بالعالم، وتمتلك محطات للخدمات اللوجستية في أكثر من 40 دولة. أما طيران الإمارات التي تمتلك أسطولاً بـ250 طائرة، وتصل إلى 139 وجهة، وهو ما جعل هذين الكيانين، من دبي وجهة رئيسة يقصدها قطاع الأعمال بحثاً عن الأفضل.