مكانة رفيعة المقام في ساحات الفكر والإبداع والتميز استحقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع.

تضاهي مكانة سموه في شتى ميادين الإبداع والعطاء والتنمية والنهضة، فسموه شاعر ومثقف فريد شغوف بالكلمة، ومحب للأدب وأهليه وعالمه، إذ نهل سموه الإبداع وثقافة التميز والتعلق بالقصيد والتفرد في إبداعه من مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.

إن قصائد سموه أيقونة بلاغة وسبكة ومعانٍ، تنساب في عوالم رقة وأحاسيس مرهفة لفارس وقائد شاب متشبع بفنون الإبداع، يتقن نثر ألق الحروف، وسبك القوافي على وقع الحكمة والحلم والجمال. إن قصائد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد حافلة بفضاءات المحبة والخير، عامرة بألوان النور، ترسم قصص الخير ولوحات الألفة والقيم الإنسانية الثرة.

وبطبيعة الحال لم يك «فزاع»، القائد والشاعر الشاب، المتيم بأسحار المكان وروائعه والمسكون بحب الشعر، ليتأخر، وهو الذي نهل من فكر فارس العرب، عن إطلاق المبادرات المتتالية، التي تفضي إلى تكريس حفظ التراث وتعزيز مكانته، والتركيز على إثراء مهارات المبدعين، وجعل رسائل الإبداع منارات عالمية تضيء دروب الخير انطلاقاً من دبي والإمارات.

ومن الأمثلة البارزة في الصدد إطلاق سموه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في العام 2013، الذي بات حصناً حيوياً يصون التراث ويعزز القيم، ويثري معمار التسامح بقوة واقتدار. كما أن سموه وهو الشاعر المجيد المتيم بالقصيدة المدرك لأهميتها، سارع إلى عون ودعم الشعراء، فأطلق في العام 2010 مبادرة حمدان بن محمد للإبداع الأدبي.

والتي تكفل سموه معها بطباعة 100 ديوان مقروء ومسموع. إن عطاء سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد في ميادين الثقافة، كما في سواها من الميادين، لم يعرف ولن يعرف الحدود، فهو كما الغيوث منهمل باستمرار، يواكب ويحاكي كافة الاحتياجات العصرية، ويعزز مسارات التنمية المجتمعية، ومن أبرز الدلائل في السياق منجزات جائزة حمدان بن محمد الدولية للتصوير الضوئي التي أطلقها سموه في العام 2011، حيث باتت منارة إبداع عالمية، ومصدراً لإغناء رؤى التعايش، ولقاء الشعوب عبر أجنحة الإبداع، إذ غدت الجائزة مهوى ومطمح جميع مبدعي المعمورة في المجال.

إن مبادرات سموه الإبداعية والثقافية تتوالى بزخم لا مثيل له، يؤكد أن هذا العطاء والدأب سينعكس خيراً وتميزاً وإبداعاً على دبي، والإمارات بوجه عام، على المدى البعيد، كما هو حالياً، خاصة أن سموه الآن بات ينهض بمسؤولياته، بوصفه نائب رئيس مجلس الوزراء، حيث ستضفي سمات سموه المتميزة كبير الدور والتأثير في سياق التأثير على مشاهد العمل الثقافي والإبداعي في الدولة.

إن سموه فارس الكلمة إن حكى، وسيد الإحساس بلا منازع، وشكل حضوره الشعري حالة فريدة عنوانها التميز والتفرد، ووصلت أشعار سموه إلى مسامع العالم عبر كبار المطربين، وتغنى بأبياته محبو الشعر والمثقفون في مختلف أنحاء العالم، فإنتاجه الشعري نموذج يحتذى، لاسيما من قبل جيل الشباب المبدع.

استطاع سموه منذ صغر سنه أن يبرز في الساحة الشعرية بأسلوبه الأخاذ، وقصائده العذبة الصادقة التي تحمل البلاغة وقوة التعابير، وجمال الصورة، ودقة المعنى. وتمكن سموه أيضاً من وضع بصمته على الساحة الأدبية من خلال الملتقيات الشعرية التي حملت اسمه، إذ أنشا سموه في العام 2001 «ملتقى دبي للشعر الشعبي»، وتوالى الملتقى بعدها لعدة أعوام، يحمل في كل دورة اسم أحد كبار شعراء الإمارات للاحتفاء بذكراهم وتخليد قيمتهم.

وكانت أمسيات الملتقى تجمع الشعراء الإماراتيين والعرب جنباً إلى جنب في لقاءات لا تنسى، حيث كان الشعراء فيها يتبارون في تقديم الأجمل والأحدث على الساحة الشعرية. واستطاع الملتقى أن يستقطب جماهير الشعر التي توافدت من كافة منطقة الخليج. وأكثر ما اشتهر به الملتقى كانت المنافسة البديعة في أمسياته، والأسماء اللامعة في عالم الشعر التي حرصت على أن يكون اسمها بين المشاركين في الملتقى.

ومن أهم الأمسيات، التي شهدها الملتقى في دورته السابعة في العام 2008، تلك الأمسية التاريخية التي سميت الأمسية الكبرى، واختتمت بها فعاليات تلك الدورة، وجمعت بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، والشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، في المركز التجاري العالمي.

يهوى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، مجالسة الشعراء والأدباء والمثقفين من مختلف أنحاء العالم، يتضح ذلك جلياً من سيرته التي يعرفها الجميع وأخباره، التي تنشر عبر القنوات الرسمية أو تلك التي يسجلها سموه على وسائل التواصل الاجتماعي، مخلداً ذكرياته مع تلك الشخصيات.

ومنذ ظهور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم شاعراً باسم «فزاع»، وانتشار قصائده، حرص أشهر نجوم الغناء في العالم العربي على أن تصدح حناجرهم بقصائد بتوقيع سموه، وتصدى لتلحينها أشهر الملحنين. وغنى من قصائد سموه كوكبة من أبرز نجوم الغناء في العالم العربي، ومنهم: محمد عبده، وميحد حمد، وخالد عبدالرحمن، ونبيل شعيل، وحسين الجسمي، وعيضة المنهالي، وأسماء المنور، وراشد الماجد، وأصالة، وعباس إبراهيم، وكاظم الساهر، وأريام، وبلقيس، وعبدالمجيد عبدالله.

وإضافة إلى مبادرة سموه الأدبية «مبادرة حمدان للإبداع الأدبي»، التي تقوم على طباعة وإنتاج 100 ديوان شعري مقروء ومسموع لشعراء وشاعرات الخليج، وجه سموه أيضاً بتخصيص برامج شعرية خارج الإطار التقليدي الذي عرفت به، بما يتواءم مع تغيرات العصر الحالي، فكانت الفكرة من برنامج «البيت»، بالتعاون بين مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث و«دبي للإعلام».

وتقوم فكرة البرنامج من خلال البث المباشر، وطرح شطر بيت شعري، يتم التفاعل من خلال منصة «X» من قبل الراغبين في المشاركة، حيث رصدت جوائز مادية قيمة للفائزين، بعد تقييم المشاركين من خلال لجنة تحكيم، وفائز يحدده الجمهور.

كما أن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، مولعاً بالتصوير متقناً له، حيث يلتقط سموه المشهد في لحظة فريدة ووقت محدد، يدل على صبر وموهبة كبيرين، لذا لم يكتف سموه بحبه وحده للتصوير، بل أسهم في تشجيع كافة محبي هذا الفن من مختلف أنحاء العالم، فأطلق جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، يشارك فيها الهواة والمحترفون من مختلف أنحاء العالم، ويتم تكريم الفائزين بجوائز قيمة.