ولد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في الرابع عشر من نوفمبر العام 1982،.

وهو الابن الثاني لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، ويعود سموه في نسبه إلى قبيلة «البوفلاسة» العريقة، التي تعتبر أحد فروع قبيلة «بني ياس» ذات المكانة المرموقة.

وقد سار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، على النهج الذي اختطه والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، حيث يحرص سموه بشكل دائم على الالتقاء بالمواطنين من دون أية حواجز أو قيود والعمل على متابعة شؤونهم وقضاياهم وحتى مشاركتهم أفراحهم وأتراحهم، وذلك على الرغم من كثرة مشاغله وضخامة مسؤولياته. ويحدث كثيراً أن يشاهد الناس سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، يقود سيارته بنفسه، أو يتناول الطعام في أحد مطاعم المدينة فيتقدمون لتحيته والسلام عليه.

ويتحلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بسمات أسهمت في صياغة شخصيته وبلورت رؤيته، فالحياة العسكرية التي عاشها خلال دراسته في كلية «ساند هيرست» جعلت الانضباط والالتزام سلوكاً معتاداً لديه، حيث يقول سموه عن ذلك: «ما يتعلمه المرء في الكليات العسكرية العريقة، مثل ساند هيرست، يتمحور حول قيم الانضباط والمسؤولية والالتزام، وهي قيم حيوية يحتاجها الإنسان في حياته العملية والخاصة إذا كانت تترتب عليه مسؤوليات كبيرة».

كما أسهمت الرياضات العديدة التي يمارسها سموه بانتظام وعلى رأسها الفروسية في تعزيز سمات الصبر والدأب التي يتمتع بها.

نمو وتطور

نشأ سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم وترعرع في عهد كانت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة تخطو فيه قدماً على درب النمو والتطور، فعايش التحديات والنقلات النوعية التي شهدتها البلاد، واكتسب تجارب نوعية منذ سنوات طفولته وشبابه الأولى من خلال قربه الدائم من مركز صناعة القرار.

فهو حفيد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه مؤسس نهضة دبي الحديثة، وابن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، صاحب الرؤية التنموية الفريدة التي رسخت مكانة دبي ضمن صدارة أبرز المدن الصاعدة في العالم، وأسهمت في الانطلاق بمسيرة التنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ذرى جديدة.

وبعد تخرجه في عام 2001 من أكاديمية «ساند هيرست» العسكرية الملكية، وهي إحدى أعرق الكليات العسكرية في العالم، وحصوله على عدة دورات تدريبية اقتصادية متخصصة في كلية لندن للاقتصاد وكلية دبي للإدارة الحكومية، انتقل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، إلى نهل مهارات القيادة والإدارة الحكومية على أرض الواقع من خلال قربه الدائم من والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، حيث كان حريصاً على الدوام على التواجد في مجلس والده ومرافقته في حله وترحاله، ما أكسبه مهارات وقدرات نوعية في هذا المجال، خاصة وأن والده الذي كان في هذه المرحلة ولياً لعهد دبي، قد بدأ في تنفيذ رؤيته التنموية الطموحة.

وبعد تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مقاليد الحكم في إمارة دبي، ومنصب نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء في العام 2006، تنامت مهام ومسؤوليات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، حيث شرع والده في إشراكه بشكل متزايد في اتخاذ القرارات وتكليفه بمزيد من المهام والمسؤوليات.

وبحلول الثامن من سبتمبر 2006، تولى سمو الشيخ حمدان بن محمد منصب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي الذي يتولى وضع وتنفيذ خطط التنمية الاستراتيجية الشاملة في الإمارة. وفي ظل قيادة سموه قام المجلس التنفيذي باتخاذ العديد من القرارات وتحقيق العديد من الإنجازات التي سرعت من زخم النمو والتطور في دبي، ورسخت مكانتها كمركز دولي متنامي الأهمية للمال والأعمال والتجارة والسياحة والخدمات.

وتنامت مهام ومسؤوليات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم مع توليه منصب ولاية العهد في دبي في الأول من فبراير 2008، حيث بات سموه يقوم بدور أكثر شمولية في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، من خلال تولي مسؤولية أهم الملفات الرئيسية في الإمارة.

وعلى مدى هذه السنوات واصل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، العمل عن قرب مع والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، واستقى منه صفات القائد ورؤيته الاستراتيجية واكتسب منه الكثير من القدرات والسمات القيادية التي رسخت مكانة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، كقائد مستقبلي.

مدرسة القائد

وتلقى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، دراسته الابتدائية والثانوية في مدرسة راشد الخاصة في دبي، قبل التوجه إلى بريطانيا لاستكمال دراسته، في أكاديمية «ساند هيرست» العسكرية الملكية، وهي إحدى أعرق الكليات العسكرية في العالم.

ولكن سموه يؤكد أن المدرسة الأهم والأكثر تأثيراً في حياته هي مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث يقول عن ذلك: «تخرجت من مدرسة محمد بن راشد، وتعلمت ومازلت أتعلم منه كل يوم، كما أحرص على الاستنارة بآراء وتوجيهات سموه في كثير من الأمور الاستراتيجية، فهو مثل أعلى لي ولجميع أبناء الوطن في مواجهة التحديات، وفي التصميم على تحقيق الهدف».

ويشتهر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، بقرض الشعر، وبخاصة النبطي منه، باسم «فزاع» والذي يعني في اللهجة الإماراتية الشخص الذي يبادر بمساعدة الآخرين ومساندتهم.

فقد أسهمت البيئة التي ترعرع فيها سموه في تعرّفه إلى المعنى الحقيقي للحياة، والتأمل في عظمة الخالق والجمال الطبيعي للصحراء، التي منحته شعوراً بالانسجام والتماشي، ما أسهم في بناء شخصيته الشعرية منذ الصغر، بالإضافة إلى تأثره بعشق والده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للشعر الذي إلى جانب نظمه للشعر، فإن مجلسه لا يخلو من الشعراء من داخل وخارج الإمارات، ما أتاح لـ«فزاع» الفرصة للتعرف إلى تجارب العديد من الشعراء والاستفادة منها في صياغة نمط خاص به، حيث حظيت محاولاته الشعرية الأولى بتشجيع والده، الذي كان يستمع إلى أشعاره ويوجهه، كما يطلب من الشعراء الآخرين تقديم النصح والإرشاد له.

والشعر عند سمو الشيخ حمدان بن محمد أو «فزاع» لسان حال وعنوان شخصية وأسلوب حياة، حيث يقول: «(فزاع) يمثل هويتي وشخصيتي الشعرية، ولعلي أستطيع من خلال أشعاري وقصائدي أن أدخل الفرح إلى قلوب الناس، وأن أسهم ولو بشكل بسيط في التخفيف من معاناتهم، من خلال التعبير عن طموحاتهم وآمالهم، وإبراز القيم والمبادئ الأصيلة للشعب الإماراتي».

عشق فروسية

ونشأ سمو الشيخ حمدان بن محمد في عائلة تعشق الفروسية، ولهذا فإن هناك ارتباطاً روحياً قوياً يجمعه بهذه الرياضة العريقة، حيث باتت تشكل جزءاً أساسياً من حياته اليومية، وارتبط اسم سموه بسباقات القدرة وبالخيل منذ صغره، ولذلك فقد خطف الأضواء في بطولات القدرة المحلية والعالمية بفضل قدراته ومهاراته العالية وتمرسه وخبرته في هذه الرياضة التراثية العريقة.

وقد شملت أبرز إنجازات سموه العالمية في هذا المجال انتزاع ذهبية فردي بطولة العالم للشباب في الثامن من سبتمبر 2001 في أسبانيا، التتويج بلقب سباق كأس ملك إسبانيا في 27 أبريل 2002 لمسافة 152 كلم، الفوز في ديسمبر 2005 بلقب بطولة أوروبا المفتوحة للقدرة في كوميين بفرنسا، الفوز بالميدالية الذهبية للفرق لبطولة الألعاب الآسيوية للقدرة بالدوحة في 17 ديسمبر 2006، قيادة منتخب الإمارات للفوز بالميدالية الذهبية لبطولة العالم للقدرة للفرق التي أقيمت في ماليزيا 6 نوفمبر العام 2008، ومساهمته في فوز الإمارات بالميدالية الذهبية لبطولة أوروبا المفتوحة للناشئين في دوناشجن بألمانيا يوم 14 أغسطس 1999، المساهمة في انتزاع الميدالية الذهبية لبطولة أوروبا المفتوحة للقدرة في البرتغال ـــ إسبانيا 2 أكتوبر 1999، الفوز في التاسع من يوليو 2000 بسباق تاترسالز بنيوماركت لمسافة 140 كلم.

أما أهم إنجازات سموه العربية فتتمثل في: الفوز ببطولة طيران الإمارات للقدرة في سوريا لمسافة 120 كلم يوم 5 مايو 1999، التتويج بلقب سباق وادي رم الدولي للقدرة لمسافة 120 كلم، التتويج ببطولة قطر الدولية للقدرة والتحمل لمسافة 120 العام 2008، الظفر بكأس ملك البحرين أقيم لمسافة 120 كلم في 5 مارس 2008، الفوز في 31 مايو 2008 مناصفة مع والده فارس العرب بلقب سباق بطولة سوريا للقدرة لمسافة 120 كلم.