حمدان بن محمد أمين «مدرسة محمد بن راشد» في القيادة والحافظ لنهجه ورؤيته وفكره

من المعروف عن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، أنه الأمين على «مدرسة محمد بن راشد» في القيادة.

والحافظ لنهجه ورؤيته وفكره وممارسته في إدارة أسباب النهضة، وتعزيز التنمية، والإخلاص لمبادئ دولة الاتحاد، وتجربتها الفريدة، الحريص على مستقبلها، والمؤمن بمكانتها الرفيعة المستحقة بين أولى الدول والأمم. وهذا ليس رأي مراقب من الخارج فقط، هذه ثقة عزيزة وضعتها القيادة الرشيدة مبكراً، بسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، فصدر بمباركة واعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قرار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بتعيين سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع.

ثقة وضعتها القيادة الرشيدة في سموه في لحظة فارقة، أضحت فيها مهمات مجلس الوزراء استراتيجية تنسجم مع المكانة المرموقة لدولة الإمارات على الصعيد العالمي، وهي المرحلة التي وصلت إلى مهمات بناء المجال الدفاعي في الدولة، إلى حد الاكتمال والجاهزية. وكان أسس هذا المجال الدفاعي، ووضع أركانه وقاده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، منذ نشأة دولة الإمارات العربية المتحدة بقيام الاتحاد، في 2 ديسمبر 1971، حينما تسلم سموه منصب وزير الدفاع بالتشكيل الوزاري الأول لحكومة الإمارات.

واحة المستقبل

خلال نحو 20 عاماً، استطاع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أن يكون وجه الإمارات الواعد بأسباب الرخاء، وابتسامة دبي التي تبث الطاقة الإيجابية والأمل، حتى باتت دبي خصوصاً، والإمارات عموماً، معروفتين في العالم بوصفهما واحة المستقبل، وموئل الرشاد، وبوابة المستقبل، ومسار الطموحات وبيئة تحققها. واليوم، تتوج القيادة الرشيدة نجاحات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، فتكل إليه مهام جديدة، اتحادية، وتعينه حارساً على دولة الاتحاد ونجاحاتها ومكانتها العالمية.

وتستعين به في ضخ دمائه الشابة في حكومة الدولة التي نذرت نفسها للمستقبل. لقد أثبت سموه على الدوام أنه رجل التحديات، وصاحب المهام الصعبة، وأنه دوماً في مكانه المستحق، حيثما شاءت له القيادة الرشيدة، والقادر على تحقيق الطموحات، وبناء الآمال، وتعزيز القدرات، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو عسكرية.

إنه، دوماً، رجل في مكانه، ذلك أنه نشأ في «مدرسة محمد بن راشد»، مستلهماً «قيم زايد» القيادية، وابناً باراً لدولة الاتحاد، يعمل لرفعتها، ويجتهد لتميزها ويسعى لرفعتها.

في منطوق القيادة

لا يملك المرء إلا أن يتأمل كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي قال فيها إنه بعد التشاور مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبعد مباركته واعتماده، تم تعيين سمو الشيخ حمدان بن محمد نائباً لرئيس مجلس الوزراء، ووزيراً للدفاع في دولة الإمارات.

ويلفت الانتباه هذا المنطوق في كلماته وحروفه، حين يقول صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: «الإخوة والأخوات.. بعد التشاور مع أخي الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، وبعد مباركته واعتماده.. واستمراراً للتطوير المستمر في هيكلية حكومة دولة الإمارات..

نعلن اليوم عن تشكيل وزاري جديد في الدولة كالتالي: انضمام الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم لحكومة دولة الإمارات نائباً لرئيس مجلس الوزراء وتعيينه وزيراً للدفاع في دولة الإمارات».

وهنا تستوقفنا الكلمات.. الكلمات التي تفيد بأن هذا التعيين يأتي في سياق التطوير المستمر في هيكلية حكومة دولة الإمارات.

وهذا وعد قطعته القيادة الرشيدة على نفسها منذ وقت طويل، أن التطوير والتحديث مسيرة مستمرة لن تتوقف.

ويلفتنا هنا، أيضاً، أن المنصبين الجديدين اللذين تبوأهما باستحقاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، هما منصبان اتحاديان، ما يشير إلى المرونة في تقاليد الدولة القادرة على ملاحظة النجاحات التي يحققها قادتها، فتكل إليهم ما هو أشمل.

إن المنصبين الاتحاديين اللذين تبوأهما باستحقاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، سبق أن تولاهما بنجاح «المعلم الأب»، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأرسى خلال توليهما قواعد وأسساً لا زالت تضمن مستقبل الدولة إلى اليوم.

وهنا، يتوجب علينا أن ننتبه إلى الثقة التي منحتها القيادة الرشيدة، لاسيما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، فيضيف في إعلان التعيين ما سبق أن كرّره مرات كثيرة، في مناسبات سابقة، فيقول: «حمدان عضيد.. وسند.. وقائد يحب الناس.. ويحبه الناس.. وثقتنا كبيرة بأنه سيشكل إضافة كبيرة لحكومة الإمارات.. ومساهم رئيسي في صياغة مستقبل دولة الإمارات بإذن الله».

إنه:

«عضيد». وهذه كلمة لم يقلها صاحب السمو رعاه الله، محمد بن راشد آل مكتوم إلا في الإشارة إلى صاحب السمو محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

«سند». وخصه بهذه، وأشار بها إلى سموه نثراً وشعراً.

«قائد يحب الناس»، وهذه تخرج من الخاص إلى العام. وتنطلق من الموقف الشخصي إلى ملاحظة الأداء العام. وهذه بالذات خاصية تتميز بها دبي والإمارات، فالناس تتوافد مدفوعة بمحبة البلاد، وبالإعجاب بنموذجها القيادي، وبالتزام قيادتها بالمثل والقيم الإنسانية.

«سيشكل إضافة كبيرة لحكومة الإمارات».

«مساهم رئيسي في صياغة مستقبل دولة الإمارات». وهذه تشير إلى الدور المتعاظم الذي يضطلع به شباب الإمارات في صياغة مستقبل مجتمعهم ودولتهم، داخل وخارج المناصب الحكومية.

وبالمحصلة، يمكن للمرء أن ينتبه إلى أن تجربة دولة الاتحاد الفريدة، أنتجت معاييرها وتقاليدها الخاصة، في العمل والبناء وانتداب القادة. وربما يجدر بمن يتأمل هذه المدرسة أن يستذكر منابعها الأصلية: المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما. ورواسي هذه المدرسة الحاضرة عند دفة قيادة الوطن اليوم، ومن ساروا به إلى العلا، وبسطوا تجربته أفكاراً ورؤى.

وهج استجابة

جاء التعيين المعزز بالمباركة والاعتماد، ليضع بين يدي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، نبراس ثقة، وشهادة بحسن تطويع القيادة والمبادرة وحسن التدبير، وتمثيل التجارب الناجحة التي مثلها في سياق دوره المشهود في دبي وقيادة مجلسها التنفيذي.

وجاء هذا التعيين المعزز بالمباركة والاعتماد وساماً على صدر سموه يشهد له بالباع الطويلة والقدرة والريادة وحسن القيادة. وحضرت في هذا التعيين المعزز بالمباركة والاعتماد، التجربة المشهودة، وحسن تمثيل القيادات الشابة، وموازنة نهجهم، وضبط فكرهم على إيقاع حاجات الوطن، وفي سياق رؤى القيادة الرشيدة.

ويستجيب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، على نحو فوري، بعزيمة حاضرة، وإرادة ماثلة، واستعداد على البذل والعطاء، فيرسل كلمات شكر وامتنان تعبر عن جيل كامل، إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على هذه الثقة الغالية، وهذا التكليف العزيز.

وفي كلمات الشكر التي اختارها سموه يجدد «العهد والوعد» لقيادتنا الرشيدة وشعبنا العزيز بمواصلة السير على «نهج زايد وراشد» لتبقى راية الاتحاد خفاقة، وليحافظ على إرث الآباء والأجداد، ويراكم على إنجازاتهم، ويترجم رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، في بناء الإنسان والوطن ومؤسساته.

إن المهمة الجليلة التي انتدب إليها سمو الشيخ حمدان بن محمد، تعيد التأكيد على واحد من أهم مبادئ الدولة الاتحادية، وهو التشاركية والاستفادة من الطاقات البشرية المحلية في المواقع المتقدمة. كما أن هذه المهمة هي لفتة إلى تجربة الجيل الثاني في الدولة الذي أعد وبنى الإنسان، وأوفى بعهده للآباء المؤسسين، وأخذ حلمهم في بناء دولة راسخة البنيان لها مكانها الواضح بين الأمم، وهيأ لهذا الحلم الأجيال القادرة والقيادات ذات الحنكة والحكمة.

يقول سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في شكره للقيادة الرشيدة، بما يختزل برنامجه وتوجهاته: «نشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على هذه الثقة الغالية والتكليف، ونجدد العهد والوعد لقيادتنا الرشيدة وشعبنا العزيز بمواصلة السير على نهج زايد وراشد لتبقى راية الاتحاد خفاقة، وأن نعمل بروح الفريق الواحد من أجل صون مكتسباتنا التنموية وبناء مستقبل أفضل لدولتنا وشعبنا.. ونسأل الله التوفيق والسداد».

وهنا يشير لأصحاب الفضل والثقة، ويجدد العهد والوعد للقيادة الرشيدة، ولشعب الإمارات، مؤكداً:

«مواصلة السير على نهج زايد وراشد».

«لتبقى راية الاتحاد خفاقة».

«العمل بروح الفريق الواحد».

«صون المكتسبات التنموية».

«بناء مستقبل أفضل لدولتنا وشعبنا». وهذه كلها، وبمجموعها، مبادئ وأسس القيادة التي حددتها التجربة، وفكر محمد بن زايد ومحمد بن راشد. 

إن المهمات الدفاعية، هذا القطاع المهم، الذي يستقطب للنهوض به عدداً ليس قليلاً من المواطنين، يقتضي وضعه أمام العين وعلى مسمع من الأذن، وتحت عناية النظر. والاهتمام به ورعايته، وإناطة أمره إلى أكثر الناس انتماء إلى تجربة الاتحاد، وواحد من أعظمهم اهتماماً بالتفاصيل، ومن يتسلح بالقدرة على المتابعة والمواصلة، والمثابرة الموصولة، ولديه الطاقة والشغف على متابعة أدق التفاصيل، وتقديم تجربة فخر جديدة.

وفي الواقع يدعونا هذا التعيين الذي يمد الجسد الحكومي بطاقة جديدة، إلى التفكر بهذه المرونة التي تتسم بها الإرادة الوطنية في الإمارات، وكيف انتقلت من الانتباه للضرورات إلى التعويل على أفضل الخيارات.

وفي الحديث عن أفضل الخيارات حديث عن المستقبل، ودور الإمارات فيه، وربط المهمات الدفاعية بالتجربة التنموية، والنموذج الإماراتي في ممارسة الحضور، ورسم الحدود، والإعلان عن الوجود.

إنها مهمة تحتاج عقلاً نيراً يقظاً، له تجربة في رعاية التنمية، وحراستها، والتعبير عنها، ودعم طاقتها، وتعزيز قدرتها في عالم تكسب فيه النماذج الاقتصادية الناجحة.

هذا عقل حمدان بن محمد، الذي تخرج في مدرسة محمد بن راشد.

وهذه هي طاقته وإرادته التي تنتمي إلى المستقبل، وتبني الأسس، وترسخ المبادئ، وتعلي البنيان.

هنيئاً للوطن بخياراته واختياراته.. هنيئاً له بقياداته وفكرها وإنجازاتها!

الأكثر مشاركة