مختصون: «الساركوما» مرض نادر يتطلب التوعية لتعزيز فرص الشفاء

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تكثف الجهات الصحية في الإمارات والعالم جهودها خلال «يوليو» شهر التوعية بسرطان العظام «الساركوما»، لزيادة الوعي حول هذا النوع النادر من السرطان الذي يصيب الأنسجة الرخوة والعظام، وتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها المرضى، والتأكيد على أهمية التشخيص المبكر لتعزيز فرص الشفاء.

وقال البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، الرئيس التنفيذي لمعهد برجيل للأورام: «إن مرض سرطان العظام أو «الساركوما» يعتبر نادراً نسبياً مقارنة بأنواع السرطان الأخرى، وعالمياً يشكل %1 فقط من حالات السرطان، وتُظهر الإحصائيات أن نسبة الإصابة بالساركوما في الولايات المتحدة الأمريكية تتراوح بين 1.5 إلى 2 حالة لكل 100000 شخص سنوياً، أما في المنطقة العربية.

فتبقى معدلات الإصابة بالساركوما محدودة وغير مكتملة نظراً لنقص البيانات التفصيلية و‏في دولة الإمارات وفقاً للحسابات الرسمية لوزارة الصحة ووقاية المجتمع المنشورة في 2021 هناك حوالي 34 حالة من سرطان ساركوما في العظام فئة البالغين، وهناك 47 حالة سرطان ساركوما في الأنسجة الرخوة وفي فئة الأطفال هناك سبع حالات تم تسجيلها بسرطان الساركوما ويشكل %4.5 من جميع حالات سرطانات الأطفال».

علاج

وقال: «يوجد أكثر من 50 نوعاً من الساركوما، وتختلف الأعراض والتحديات باختلاف نوع ومكان الورم، نظراً لندرة هذا السرطان، فإنه غالباً ما يتم تشخيصه في مراحل متأخرة، مما يزيد من صعوبة العلاج ويؤثر على فرص البقاء على قيد الحياة».

وأضاف: «إن أعراض الساركوما تختلف باختلاف موقع الورم في الجسم ومن أبرز الأعراض وجود كتلة غير مؤلمة تزداد حجماً مع الوقت، وقد يصاحب الورم في الأنسجة الرخوة شعور بالألم أو الضغط على الأعضاء المجاورة، مما يسبب صعوبة في الحركة أو التنفس إذا كان الورم بالقرب من الرئتين وفي حالات الساركوما العظمية، قد يشعر المريض بألم في العظام المتأثرة، وقد تتسبب في ضعف العظام وزيادة خطر الكسور».

وأشار البروفيسور حميد الشامسي إلى أن شهر التوعية بسرطان الساركوما يلعب دوراً حيوياً في تسليط الضوء على هذا المرض النادر، حيث يعمل على نشر المعرفة حول الأعراض والعلامات المبكرة التي يمكن أن تساعد في التشخيص المبكر بين الأطباء وأيضاً أفراد المجتمع.

وأوضح البروفيسور حميد الشامسي أنه على الرغم من التقدم العلمي الكبير في مجال علاج السرطان، فإن الساركوما لا يزال يمثل تحدياً كبيراً، وتتطلب الأبحاث المستمرة والاستثمارات في الدراسات السريرية للوصول إلى فهم أفضل لهذا المرض وتطوير علاجات جديدة وفعالة والأمل يكمن في التعاون الدولي والمبادرات البحثية التي يمكن أن تفتح أبواباً جديدة لتحسين نتائج العلاج وزيادة فرص النجاة.

جهود

وقال الشيخ الدكتور سالم محمد بالركاض العامري، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للسرطان: «تركز جمعية الإمارات للسرطان جهودها التوعوية على دعم المرضى وحث المجتمع على منحهم الأمل في التغلب على الأنواع المختلفة من مرض السرطان ومن ضمنها سرطان العظام، وأهمية الكشف المبكر للمرض عند الشعور بأي عرض من الأعراض التي تدل عليه، بعد أن ثبت أن سرطان العظام يشبه الأنواع الأخرى من السرطانات التي يؤدي الكشف المبكر عنها إلى نجاح مرحلة العلاج»، مقترحاً تأسيس مركز خاص يعنى بإعداد أبحاث السرطان.

لا سيما وأن الأبحاث العلمية الخاصة بالسرطان من شأنها أن توفر البيانات اللازمة لوضع الخطط وإنجاحها، وتوفر مرجعية للباحثين والأطباء، ومواصلة دعم جهود الدولة، بهدف خفض معدلات الوفيات المبكرة الناجمة عن الإصابة بالسرطان.

أنواع

وأشار الدكتور عبدالرحمن اللبان، استشاري أمراض الدم والأورام، إلى أنه في مارس من العام الماضي طور فريق من الباحثين بقيادة جامعة «إيست أنجليا» البريطانية دواء جديداً يعمل ضد جميع الأنواع الرئيسية لسرطان العظام الأولي وأطلق عليه «CADD522» يمنع الجين المرتبط بانتشار الورم، ويحسن معدلات البقاء على قيد الحياة بنسبة %50 في التجارب قبل السريرية، دون الحاجة إلى الجراحة أو العلاج الكيميائي.

وأضاف: «إن إهمال الكشف المبكر لسرطان العظام هو بسبب أن غالبية المرضى وللأسف الشديد لا يتوقعون أنهم مصابون بالمرض؛ لذلك لا يذهبون للكشف، لأنهم يعتقدون أن الأعراض ناتجة عن أسباب صحية أخرى، لكن الصواب هو أن يسارع كل شخص يشعر بأعراض سرطان العظام إلى الكشف فوراً».

 

Email