قصة خبرية

شيخة حابس تتحدى الظلام وتنير حياتها ببكالوريوس التربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«العلم هو السلاح الذي به يستطيع أن يقهر الإنسان الظلام»، بهذه الكلمات بدأت الطالبة شيخة حابس المنصوري، تشرح لنا كيف قهرت المستحيل، وتحدت ظروف إعاقتها البصرية، وتخرجت بدرجة البكالوريوس في التربية، بعد أن حصلت على معدل تراكمي مميز، بلغ 3.12 بجامعة زايد.

واجهت شيخة الصعاب، ولكنها قهرت الظلام، الذي ظلت أسيرته منذ الولادة، ولم تفقد العزيمة والتفاؤل والأمل ببصيرة ثاقبة، تفوقت على البصر بإصرار لا يلين، وبعزيمة لا تفتر.

إنجاز أكاديمي

وضعت شيخة اسمها علماً يرفرف كأول طالبة من ذوي الإعاقة البصرية تتخرج في برنامجها، ما يعد إنجازاً أكاديمياً يعكس إصرارها، ويثبت أن التفوق والإبداع والتميز والنجاح، ليس حكراً على المبصرين.

مارست المنصوري اثنتين من الألعاب الرياضية في طفولتها، وهما السباحة، وركوب الخيل، ورغم صعوبتهما، إلا أنها أحبت هاتين الرياضتين، لما فيهما من تحدٍ ومثابرة، وبخلاف هواياتها الرياضية، فهي تعشق كتابة القصص، وشاركت منذ صغرها في مسابقة القصة المكتوبة بطريقة «برايل»، المخصصة للمكفوفين، وحققت مراكز متقدمة. تأثرت شيخة في بداية حياتها بعدد من الشخصيات، مثلوا قدوة بالنسبة لها، وكانت ترغب في سلوك مسارهم الوظيفي، لتركهم أثراً إيجابياً في نفسها، ثم قررت أن تكون ذاتها بعد أن وقفت على مهاراتها.

وتخضع شيخة حالياً عقب تخرجها في جامعة زايد العام الأكاديمي الماضي، للتدريب في مجال التربية والتعليم لذوي الإعاقة البصرية، كما تسهم بشكل فعال في المجتمع، من خلال إنشاء محتوى يهدف إلى التأثير والإلهام لذوي الهمم، عبر منصتها على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما من أصحاب الإعاقة البصرية، لمساعدتهم وتحفيزهم على تجاوز التحديات.

وتهدف قنواتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى نشر التوعية عبر الإجابة عن استفسارات المجتمع بشكل عام، حول طبيعة الإعاقة البصرية، وكيفية التعامل مع أصحابها، بالإضافة إلى توعية ذوي أصحاب الهمم، من منطلق مجالها التربوي، وطرق التعامل مع أبنائهم، إلى جانب توعية المكفوفين أنفسهم بأهمية تحدي الإعاقة، وتثبت بهم بأن الحياة أوسع من دائرة الظلام، وتشجيعهم على استخدام العصا البيضاء، والتطبيقات الذكية المساعدة.

تعد شيخة بتفوقها قدوة حسنة ونموذجاً مشرفاً يحتذى به، وقصة نجاح لافتة، تؤكد قدرة وقوة أبنائنا من ذوي الإعاقة البصرية، على تخطي العقبات، وصولاً إلى مراتب التميز، والظفر بأعلى الدرجات في ماراثون تحديات الحياة، ويثبت أنه لا علاقة للإعاقة بتحصيل العلم، وأنها لن تكون حاجزاً يمنعهم من تحقيق أحلامهم، مثل باقي زملائهم من المبصرين، بل ويتفوقون عليهم، بعدما أصبحت إعاقتهم الحافز القوي لمجابهة التحديات، وتذليل العقبات، وتوليد الفرص من رحم المعاناة لمستقبل أفضل.

 

Email