آمنة السويدي.. خبرات السنين في تسكين آلام المرضى

ت + ت - الحجم الطبيعي

لأكثر من 60 عاماً عالجت الحاجة آمنة السويدي بالطب الشعبي التقليدي، الذي كان الوسيلة المتاحة لعلاج المرضى قبل التطور الذي شهدته الإمارات بعد إعلان دولة الاتحاد.

الحاجة آمنة التي تجاوزت الثمانين من العمر، وولدت في منطقة الشويهيين بالشارقة تقول: «أورثتني جدتي مهارات الطب الشعبي، فسرت على خطاها، أتبع الأساليب التي كانت شائعة للطبابة قبل إنشاء المستشفيات الكبرى وانتشار أساليب الطب الحديث».

وتضيف: «كنت أعالج العديد من الأمراض بوصفات شعبية، منها مثلاً علاج مشكلات القولون العصبي بمزيج من مشروب الزنجبيل والزعتر، وهناك «الحلول» الذي يشربه المصاب بالإمساك المزمن لتخفيف حدة الحالة ومقاومة آلام البطن، وهناك عشبة «المقل» التي تباع عند العطارين، وتستخدم منذ آلاف السنين لعلاج حزمة كبيرة من الاعتلالات على غرار التهابات المفاصل والجيوب الأنفية وغيرها».

الحاجة آمنة عالجت أبناءها الذين بلغوا عشرة، من العديد من الأمراض، ومن بعدهم عالجت أحفادها أيضاً، موضحة أن أصغر بناتها ورثت عنها خبراتها وحين يمرض أبناؤها يطلبون منها «علاج يدتي آمنة».

وتقول: «صحيح أن الأعشاب فعالة في معالجة الكثير من الأمراض، فالمريض قد يشفى من التهاب الكلى عبر شرب منقوع الحلبة واللبان العربي، في حين تعالج أوراق شجرة القرط الحساسية بمختلف أنواعها، وتعالج مع اللبان آلام الصدر، ولكن مع تطور الطب يجب علينا أن نكون حذرين في استخدام العلاج بالأعشاب لأن كل حالة تختلف عن الأخرى، والأطباء هم أدرى بكل نوع من الأمراض». ووفقاً للحاجة آمنة فقد كانت «طبيبة شاملة» على حد وصفها، فتعلمت تجبير الكسور، وكانت تصنع خلطة ذات قوام كالعجين وتتكون من الحليب السائل أو السدر والزنجبيل والحلبة، لوضعها على مكان الإصابة بعد غسله ومن ثم لفه بالشاش، وكلما كان يمر الوقت تخفف الخلطة شيئاً فشيئاً. وتضيف: كنت أتولى متابعة الحالة الصحية لحديثي الولادة وعالجت حالات إصابة بـ «الصفراء».

وتضيف الحاجة آمنة: «الطب الشعبي كان خياراً لا بديل عنه في وقت ما، أما الآن فهناك الطب الحديث الذي بات له دور كبير في تعزيز صحة الإنسان، وكذلك هناك أدوية عشبية وأطباء متخصصون في ذلك الفرع العلاجي».

وتختتم: «حالياً أتأمل تجربة حياتي باعتزاز، أستذكر التحديات وكيف كنا وكيف صرنا، ومدى فخري بدولة الإمارات التي قدمت ولا تزال تقدم لكبار المواطنين الكثير من الدعم، وتمكننا من أن يكون لنا دور مساهم في المجتمع، وشعورنا بالاطمئنان والسعادة حين نحظى برعاية واهتمام وخدمات متعددة تقدمها لنا العديد من الجهات في الدولة، ومنها وزارة تنمية المجتمع ذات العلاقة بدعم كبار المواطنين، وتحديداً في مركز سعادة كبار المواطنين في عجمان، فأحمد الله على ما تحقق على أرض الإمارات».

Email