عبدالله الهاشمي.. يتحدى «الصمم» بالعمل والإنجاز

سعى عبدالله خالد الهاشمي، الذي يعمل اليوم مساعداً إدارياً في إدارة الخدمات والصيانة، في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، إلى تغيير نفسه استناداً إلى حكمة تقول إنه «إذا كان تغيير الواقع مستحيلاً، فلا بد للإنسان أن يبادر إلى تغيير نفسه للتكيف معه».

وتعود قصة عبدالله إلى أنه قبل أن يتجاوز عامه الأول، أصيب بحمى شديدة، كادت تودي بحياته، ولم تغادر جسمه إلا بعدما سببت له تلفاً في العصب السمعي، ليصبح محروماً من حاسة السمع، كأنه في سجن عميق، لكنه بعد فترة ومن خلال الدعم الأسري تمالك نفسه، حيث تربى على رفض الاستسلام للمحنة، والتحق بالدراسة حتى حصل على الثانوية العامة، وعمل بعدئذ متطوعاً في وزارة تنمية المجتمع لمدة ستة أشهر، حيث تعلم لغة الإشارة وتدرب على أساسيات الحاسوب، وواصل دراسته حتى تخرج في الجامعة حاصلاً على بكالوريوس في علم الاجتماع.

وعلى الرغم مما أبداه من كفاءة وما أظهره من حرص على التعلم، لا يرجع عبدالله الفضل لنفسه، إذ يؤكد أن معلمته «عبير الشحي» كان لها دور كبير في تعضيده، كما يشير دائماً إلى الاهتمام الكبير الذي حظي به من موظفين في وزارة تنمية المجتمع، حيث ساعدوه على تحطيم جدران الصمت، وشجعوه على استكمال دراسته حتى انخراطه في سوق العمل.

ولم يقتصر اهتمامه على الدراسة، إذ انضم إلى نادي دبي لأصحاب الهمم، وأصبحت له حياة اجتماعية زاخرة بالأصدقاء والزملاء والمعلمين، الذي يؤكد أن بعضهم أسدى له جميلاً كبيراً، إذ اهتموا برفع روحه المعنوية وتسليحه بالإصرار على التحدي. وكذلك، انضم عبدالله إلى نادي «مركز بولينج دبي»، وأصبح لاعباً في منتخب أصحاب الهمم، وشارك ممثلاً لدولة الإمارات في بطولات عالمية، لكنه توقف لبعض الوقت عن هذا النشاط لانصباب تركيزه على الدراسة.

وفي العمل لم يكتف عبدالله بأن يكون موظفاً عادياً يؤدي مهام عمله، ويلتزم بساعات الدوام فحسب، بل شارك في قسم الإعلام بالإدارة العامة للإقامة، كما أشرف على تقديم دورات تدريبية حول لغة الإشارة في هيئة تنمية المجتمع بدبي.

ويرى عبدالله أن ما فعله ليس إنجازاً كبيراً كما يقول البعض، فكل ما في الأمر أنه قرر مواجهة ظروفه والانتصار عليها، وقد ساعده في ذلك أصدقاء مخلصون آمنوا به، لافتاً إلى الاهتمام والرعاية الكبيرة التي توليها الدولة لأصحاب الهمم، وتذليل الصعوبات أمامهم، وصولاً إلى جهود وزارة تنمية المجتمع، فيما يخص دعمهم وتمكينهم للاستفادة من قدراتهم.

ولا تتوقف طموحاته عند هذا الحد، إذ يعتزم استكمال دراسته العليا، والمشاركة في الأولمبياد العالمية للبولينج وحصد المركز الأول لوطنه الإمارات، مؤكداً أنه يرى الحياة سلسلة من التحديات التي لا يجتازها إلا الأقوياء.