باتت القمة العالمية للحكومات، التي تسعى لتعزيز التضامن العالمي وتشكيل مستقبل الحكومات من أجل خدمة الإنسانية بالطرق المثلى، حدثاً يترقبه العالم باعتبارها منصة معرفية أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة للعالم أجمع، إذ شهدت القمة في السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً من قبل الحكومات وصانعي السياسات والجمهور العام، وذلك لما لها من دور مهم في صياغة مستقبل العالم.
وتأتي القمة بنسختها للعام الحالي 2024، في وقت يشهد فيه العالم العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية، ويتزايد فيه دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في توجيه الاقتصاد وعمل الحكومات والمؤسسات على اختلافها.
وتُعد القمة العالمية للحكومات فرصة لتعزيز التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص على أساس حل القضايا العالمية من خلال التعاون الدولي.
وفيما تواجه العالم تحديات جديدة لا يمكن حلها بالطرق التقليدية، فإن القمة العالمية للحكومات تعتبر منصة لتبادل الأفكار ولتحفيز الابتكار لمواجهة هذه التحديات.
وتركز القمة العالمية للحكومات 2024 على 6 محاور رئيسية ملحة في الوقت الراهن، تشمل تعزيز وتيرة النمو والتغيير لحكومات فعالة، والذكاء الاصطناعي والآفاق المستقبلية الجديدة، والرؤية الجديدة للتنمية واقتصادات المستقبل، ومستقبل التعليم وتطلعات مجتمعات الغد، والاستدامة والتحولات العالمية الجديدة، إضافة إلى التوسع الحضري وأولويات الصحة العالمية.
وانطلقت القمة بنسختها الأولى في عام 2013، لتحقق أهدافها في جمع الجهات الحكومية الاتحادية المحلية والإقليمية والعالمية لتحقيق تبادل المعرفة ونشر أفضل الممارسات الإدارية الحكومية عبر عرض التجارب والخبرات المميزة.
وعقدت القمة في دورتها الأولى تحت شعار "الريادة في الخدمات الحكومية بحضور أكثر من 150 خبيراً دولياً، شاركوا في 30 جلسة حوارية وورشة عمل شارك فيها أكثر من 3000 شخص، لتثمر حواراً مفتوحاً وتضع سقفاً جديداً لتوقعات وطموحات المجتمع من الأداء الحكومي، وترسخ نموذجاً جديداً للشفافية الحكومية.
وفي دورتها الثانية عام 2014 تركزت محاور القمة حول مستقبل الخدمات الحكومية وتحقيق السعادة للمتعاملين والاستفادة من التجارب المتميزة للقطاع الخاص.
وشهدت الدورة الثانية افتتاح متحف الخدمات الحكومية المستقبلية، وهو معرض تفاعلي استكشف مستقبل خدمات السفر والرعاية الصحية والتعليم.
وشهدت القمة في 2014 مشاركة أكثر من 60 شخصية من كبار المتحدثين في الجلسات الرئيسية والتفاعلية بينهم قادة وصناع قرار ووزراء ورؤساء تنفيذيون وقادة فكر ومسؤولون حكوميون وخبراء، بحضور أكثر من 4700 شخصية من مديري وممثلي الجهات الحكومية من مختلف دول العالم.
وفي عام 2015 انطلقت القمة العالمية للحكومات في دورتها الثالثة بالشراكة مع مجموعة من المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، والبنك الدولي، والمنتدى الاقتصادي العالمي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومجموعة الجامعات العالمية والأكاديميين والباحثين وممثلين لحكومات 93 دولة حول العالم، وحضر القمة أكثر من 4000 مشارك وضمت قائمة المتحدثين من خارج الدولة أكثر من 100 متحدث.
وشهدت القمة في عام 2016، عشر تغيرات جذرية، على رأسها تغيير الاسم والشعار لتكون القمة العالمية للحكومات بدلاً من القمة الحكومية، وتم تحويلها من منتدى سنوي إلى منظمة عالمية تعمل على مدار العام، كما تم في تلك النسخة إطلاق جائزة أفضل وزير على مستوى العالم.
وفي 2017 حضر القمة العالمية للحكومات أكثر من 4000 من القادة والمسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص، من ما يزيد عن 150 دولة وسبع منظمات دولية.
وتناولت القمة الخامسة، التي شارك فيها أكثر من 190 متحدثاً في أكثر من 150 جلسة ونشاطاً تفاعلياً، العديد من المواضيع ومنها السعادة وتغير المناخ والشباب واستشراف المستقبل، إضافة إلى التحديات والفرص الفريدة المتاحة.
وجمعت القمة بنسختها السادسة في عام 2018 أكثر من 280 من قادة الفكر في أكثر من 130 جلسة ونقاشاً تفاعلياً.
وتناولت الجلسات في الدورة السادسة الكثير من القضايا الملحة المستقبلية، ومنها على سبيل المثال حوكمة الذكاء الاصطناعي، وإعادة تصميم الحكومات، ومستقبل الطب، والتعليم والموارد.
وفي 2019 عقدت الدورة السابعة بمشاركة أكثر من 4000 من القادة السياسيين العالميين وصناع القرار والباحثين والخبراء والمبدعين من 140 دولة وجمعت نحو 600 شخص من قادة الفكر في أكثر من 200 جلسة.
واستقطبت قمة 2022، التي عقدت في إكسبو 2020 أكثر من 25 ألف مشارك بشكل افتراضي وحضوري، بما في ذلك كبار المسؤولين الحكوميين ورؤساء المنظمات الدولية وقادة القطاع الخاص والمبتكرين والخبراء من أكثر من 140 دولة، وجسد الحدث أهم وأكبر منصة عالمية شاملة مخصصة لاستشراف وتوجيه مستقبل الحكومات في جميع أنحاء العالم.
وعلى مدار 3 أيام استضافت القمة أكثر من 640 من القادة والخبراء الذين شاركوا في ما يقارب من 1000 جلسة وورشة عمل واجتماع ونقاش.
وجمعت الدورة التي انعقدت في 2023، تحت مظلتها أكثر من 10 آلاف شخص من 140 دولة ونحو 300 متحدث.
وشهدت الدورة مناقشة الكثير من القضايا، منها مدن المستقبل، وحوكمة سياسات المستقبل، ودور البيانات في صناعة المستقبل، وقضايا مستقبل العمل والتعليم وغيرها الكثير من القضايا الملحة التي سترسم مستقبل العالم خلال العقود القادمة.
وتلهم القمة العالميـة للحكومـات الأجيال الجديدة من القادة، وترسـم الطريق نحو مسـتقبل أكثر استدامة وأماناً من خلال عرض أفضل الممارسـات الحكوميـة وتعزيز الابتكار وتسـخير التكنولوجيا لخدمة البشرية.