تحويل خزان نفط إلى منشأة للمياه الساخنة لتدفئة مدينة سويدية

تعبيرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تعمل مجموعة "مالورينرجي" على تحويل خزّان ضخم تحت الأرض كان يُستخدم للنفط، إلى منشأة للمياه الساخنة، أشبه بوعاء حافظ للحرارة، تهدف إلى تدفئة المدينة.

وتبلغ مساحة المنشأة المؤلفة من ثلاثة أقسام وتم حفرها في سبعينات القرن العشرين، 300 ألف متر مكعب، وكانت بمثابة موقع لتخزين النفط قبل ترك المكان عام 1985.

وقال ريكارد سفينسون، مدير المشروع لدى مجموعة "مالورينرجي" للطاقة والتدفئة في فيستيروس الواقعة على بعد مئة كيلومتر غرب ستوكهولم "نحن بصدد تحويل الخزان إلى منشأة عملاقة لتخزين الماء الساخن".

واضاف أن الموقع "سيتيح تخزين الطاقة، بكميات زائدة أحياناً، (...) لاستخدامها عندما يكون هناك نقص فيها".

ويقع هذا الخزان الموجود تحت الأرض قرب محطة الطاقة الحرارية والكهربائية التي توفر الكهرباء، وتحديداً تلك المخصصة للتدفئة لسكان المدينة البالغ عددهم 130 ألف نسمة.

وجرى تركيب مئات الأمتار من الأنابيب على طول المبادلات الحرارية حتى تتمكن الحرارة الزائدة من تسخين المياه المخزنة، التي سيتم استخدامها عندما يحصل نقص فيها.

وداخل جزء آخر من المنشأة، رُكّبت مئات القضبان الفولاذية التي ستشكل جداراً يعمل كمقبس كهرباء.

وقال سفينسون إنّ الفكرة وراء المشروع تكمن في "تخزين الطاقة التي يكون لدينا فائضاً منها أحياناً، والقدرة على استخدامها في حال تسجيل نقص فيها"، مشيراً إلى استخدامها كبطارية كبيرة للحدّ من البصمة المناخية.

وبمجرد الانتهاء من أعمال التحويل، سيتم غمر الموقع وإغلاقه. ولم يتم تطهيره بالكامل وقت إغلاقه.

وتحتوي المحطة أصلاً على خزانات لتخزين الحرارة السطحية ولكن بسعة أقل بكثير. وتقول "مالورينرجي" إنّ المنشأة الجديدة يُفترض أن تكون قادرة على توفير 13 غيغاوات في الساعة.

 تخزين الطاقة  
وخلال فترات البرد، سيتيح هذا الخزان الجديد للمجموعة أن تحدّ من الحاجة إلى استخدام الاحتياطيات الحالية للمحطة، والتي يعمل بعضها بالوقود الأحفوري.

ويقول نائب رئيس الشركة ماغنوس إريكسون "سنتمكّن في أيام معينة من وقف الإنتاج واستخدام هذا الخزان".

ولا يُعدّ تحويل مرافق التخزين تحت الأرض مفهوماً جديداً، لكن مجموعة "مالورينرجي" تشير إلى أنها أنشأت أكبر موقع من هذا النوع في العالم.

وفي العام 2021، وضعت مجموعة "هيلين" الفنلندية اللمسات النهائية على مشروع مماثل في جزيرة مستكاما قرب هلسنكي، مع قدرة إنتاجية تصل إلى 11,5 غيغاوات في الساعة.

وتستعد "فانتا إنرجي"، وهي مجموعة فنلندية أخرى، لبناء موقع تبلغ سعته مليون متر مكعب، وسيكون قادراً على توفير 90 غيغاوات من الكهرباء في الساعة باستخدام الماء الساخن، بحسب الشركة.

ولطالما كان تخزين الطاقة تحدياً لمنتجي الطاقة الذين يسعون إلى الحد من خسارة الطاقة المنتجة.

وقال فيليب جونسون، الأستاذ المتخصص في المسائل المرتبطة بالطاقة لدى جامعة شالمرز للتكنولوجيا في غوتنبرغ، "يُعدّ تخزين الطاقة مهماً من أجل تكييف ذروات الإنتاج والطلب، في ما يخص الكهرباء والتدفئة".

ويشير جونسون إلى أن مثل هذا التحدي يظهر بالنسبة إلى طاقة الرياح مثلاً، مع وجود عدد كبير من الحلول لا تزال بحاجة إلى التطوير، كتخزين الكهرباء المنتجة في بطاريات أو تحويلها إلى هيدروجين عن طريق التحليل الكهربائي للماء.

 

Email