16 دقيقة من الجحيم.. كيف ابتلعت الأمواج اليخت "بايزيان"؟

كانت 16 دقيقة من الجحيم مؤلمة وكارثية غرق خلالها اليخت الفاخر " بايزيان"  الذي كان على متنه الملياردير وملك التكنولوجيا  في بريطانيا مايك لينش، في حادثة مروعة تحولت لحديث الصحف الأوروبية عامة والإنجليزية خاصة  التي كشفت عن تفاصيل  الكارثة التي أدت إلى مقتل 7 أشخاص من بينهم الملياردير لينش وابنته، فيما نجا 15 شخصاً من بين 22 شخصا كانوا على متن اليخت، حيث تمكن 11 منهم من الصعود إلى قارب نجاة، في الوقت الذي وجهت الشركة المصنعة لليخت أصابع الاتهام إلى أفراد الطاقم .

وتم الكشف عن الدقائق الأخيرة على متن اليخت بينما يقوم رجال الشرطة الذين يحققون في الكارثة بتحليل بيانات الصندوق الأسود للقارب.

وتمكن الغواصون اليوم من انتشال جثة الراكبة المفقودة الأخيرة من حطام اليخت  - البريطانية هانا لينش - ابنة قطب الأعمال مايك لينش.

وكشفت صحيفة "كورييري " الإيطالية أنه في الساعة 3.50 من صباح يوم الاثنين، بدأ القارب في الاهتزاز "بشكل خطير" خلال عاصفة عنيفة .وبعد دقائق قليلة، في الساعة 3.59 صباحا، انزلقت مرساة القارب.

وبعد أن أدى الطقس السيئ إلى اقتلاع رباط القارب، تم جره عبر المياه لمسافة 358 مترًا.

وبحلول الساعة الرابعة فجرا، بدأت المياه تتسرب إلى  القارب وغرق في حالة من انقطاع التيار الكهربائي، مما يشير إلى أن الأمواج وصلت إلى المولد أو حتى غرفة المحرك.

في الساعة 4.05 صباحًا، اختفى القارب تمامًا تحت الأمواج.

وأخيراً، تم إرسال إشارة طوارئ عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في الساعة 4.06 صباحاً إلى محطة خفر السواحل في باري، وهي مدينة قريبة، لتنبيههم إلى غرق القارب.

وكشفت الصحيفة  عن وجود إعصار - تم توضيحه لاحقًا على أنه سحابة دوامية من الهواء تُعرف باسم عمود مائي - ضرب الصاري الذي يبلغ ارتفاعه 246 قدمًا.

وأكد المسؤولون أن هذا هو ما أدى إلى انقلاب القارب ودخول المياه إليه قبل أن يغرق في قاع البحر.

وأشارت التقارير الأولية إلى أن الكارثة وقعت حوالي الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي قبالة ساحل ميناء بورتيسيلو في باليرمو، صقلية.

وتشير البيانات الجديدة التي تم سحبها من نظام تحديد الهوية التلقائي للقارب إلى أن الحادث حدث قبل ساعة، في حوالي الساعة الرابعة صباحًا.

وتم إنقاذ 15  شخصاً من بين 22 شخصا كانوا على متن السفينة، تمكن 11 منهم من الصعود إلى قارب نجاة قابل للنفخ ظهر على سطح السفينة.

ثم ساعد القارب الأصغر حجماً والذي كان قريباً - واسمه السير روبرت بادن باول - في نقل هؤلاء الأشخاص إلى الشاطئ.

وظهرت تفاصيل جديدة عن الكارثة أمس، حيث كشف عمال الطوارئ كيف حاول الركاب الفرار من المياه أثناء تدفقها على متن السفينة.

وقال الغواصون إن  الذين تم انتشالهم من الحطام فروا من حجراتهم على الجانب الأيمن من القارب وحاولوا "التسلق" إلى بر الأمان بالتوجه إلى الجانب الأيسر - جانب الميناء - حيث تم العثور عليهم.

وقال مصدر يعمل في التحقيق لصحيفة  "كورييري " الإيطالية : "لقد وجدناهم جميعًا على هذا الجانب".

"كانت لدينا خرائط توضح تخطيط الكبائن ومواقع الضيوف، ولم نتمكن من العثور عليها هناك". 

وكشف المسؤولون أيضا أن عارضة السفينة - وهي العمود الفقري المستقر الذي يشبه الزعنفة والذي يوضع أسفل السفينة عادة لتحقيق التوازن في المياه العميقة - قد تم رفعها قبل غرقها.

خطأ بشري

وألقى جيوفاني كوستانتينو، الرئيس التنفيذي لمجموعة (إيطاليان سي) باللوم على خطأ بشري في المأساة .

وقال لصحيفة "ذا صن": "تم تصميم السفن الشراعية الحديثة، وخاصة تلك ذات التقنية العالية لتكون آمنة ومستقرة للغاية. حتى في الظروف الحرجة للغاية، إذا تم اتباع الإجراءات، فإن اليخت الشراعي مثل "بايزين " سيعود إلى الوضع المستقيم. ولكن إذا دخلت المياه إليه، فإن هذا الاستقرار يصبح معرضا للخطر".

وأوضح "كان هذا خطأ بشريا، غرق اليخت بسبب دخول الماء إليه".

وتابع: "لقد قدمنا ​​هذه البيانات إلى المدعين العامين. من الصور يبدو الأمر وكأن اليخت كان يغرق لمدة أربع دقائق. كل ما تطلبه الأمر هو هبة ريح أخرى لقلبه، وهذا يعني دخول المزيد من المياه".

وكشف أنه كان من الممكن تجنب الكارثة وتساءل "لماذا لم يكن هناك صيادون من بورتيسيلو في تلك الليلة؟ يقرأ الصياد الظروف الجوية بينما لا تفعل السفينة؟ وقد كانت العاصفة في كل خرائط الطقس. لم يكن من الممكن تجاهلها".

كما نفى كونستانتينو الادعاءات التي تفيد بأن الإعصار لم يكن متوقعا وكان بمثابة صدمة وقال إنه "كان متوقعا على نطاق واسع .استمر الكارثة لمدة 16 دقيقة".

 وأضاف "لقد سقط، وليس في دقيقة واحدة كما قال البعض لقد سقطت في 16 دقيقة. يمكنك رؤية ذلك من خلال الرسوم البيانية، ومن مخطط التتبع الخاص بنظام التعريف التلقائي (AIS).كان ينبغي على القبطان أن يعد القارب ويضعه في حالة تأهب وسلامة ".

من هم الضحايا الذين  عثر على جثثهم؟

مايك لينش – ملياردير التكنولوجيا البريطاني وابنته هانا .
جوناثان بلومر وزوجته جودث – رئيس مجلس إدارة مؤسسة مورغان ستانلي الدولية الاستثمارية.
كريستوفر مورفيلو وزوجته نيدا – محامي لينش الذي نجح بتبرئته في قضية تلاعب بمليارات الدولارات، تتعلق ببيع شركته.
ريكالدو توماس – الشيف المختص على متن اليخت الفاخر، المختص بإعداد الوجبات الخاصة للركاب.