في تعليقهم على تطورات الأوضاع في ليبيا، قال عسكريون وسياسيون أوروبيون إن تركيا تعمل منذ فترة وبشكل علني على تشكيل مجموعة «ميليشيات متعددة الفصائل» بسلاح خفيف ومتوسط خفيفة الحركة، تعمل تحت إدارة «كتائب عسكرية تركية» تحتل قواعد عسكرية مهمة في البلاد حالياً على نشر الفوضى في البلاد لعرقلة الحل السياسي وإعادة الأوضاع إلى المربع صفر، بما يضمن لتركيا وأتباعها في ليبيا السيطرة على الهلال النفطي في البلاد، كضمانة لفرض المخطط التركي الاستعماري في ليبيا وشمال إفريقيا بحسب المشروع «الأردوغاني الوهمي» لبعث الخلافة العثمانية البائدة.

وقال الضابط السابق بوزارة الدفاع الفرنسية والأستاذ بالمدرسة العسكرية بباريس ديلون غوادر لـ«البيان»، إن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يعلمون جيداً منذ البداية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لن يتراجع عن أطماعه، خاصة بعد ما أنفقه من ميزانية مهولة لتشكيل الميليشيات في الغرب الليبي وتعزيزها بفرق إرهابية، خلال أكثر من خمسة سنوات، وشراء ولاء بعض أركان حكومة الوفاق لضمان تسيير الأمور كما ترغب أنقرة، 

بدوره، يقول الضابط السابق في القوات الجوية الإسبانية، المحاضر في كلية حلف شمال الأطلسي «الناتو» في روما، إيمانويل غونزاليس، أن تركيا خلال الشهرين الأخيرين عملت على تغيير تكتيكاتها العسكرية بالكامل في ليبيا بعد «الصفعة» التي تلقتها من جانب قبائل ليبيا، فاتجهت لدعم القطع البحرية وتوسيع تدريبات ميليشياتها على طول الساحل الغربي الليبي كنقاط مهمتها الهجوم من البحر وتأمين طريق الإمداد وتصدير النفط بين ليبيا وتركيا، وبراً سعت تركيا لتكوين ميليشيات أكبر في مراكز متفرقة تمكنها من السيطرة على الهلال النفطي، وتضمن بقاء التوتر وعرقلة جميع الحلول السياسية، وإفشال شرط تطهير البلاد من الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، بتعزيز الفرق الإرهابية من حيث «عدد الأفراد، ونوعية السلاح» ونشرها في نقاط متفرقة بأعداد صغيرة متصلة ومتواصلة مع بعضها، وهذا أمر مخيف، ويحتاج تدخل دولي لحسمه، والصمت عليه يجعل جميع مساعي الحل في مهب الريح.

أما إبراهام هورست، الأمين العام المساعد للجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بالحزب اليساري الألماني «دي لينكه»، فدعا إلى تدخل فوري لمجلس الأمن، والعمل من الآن على حل الميليشيات الجماعات الإرهابية والنقاط العسكرية المدعومة من الخارج، ونزع السلاح والعمل سريعاً على تشكيل قوات «أمنية وعسكرية مشتركة»، كما نصت الاتفاقات الأولية الناجحة حتى الآن بين الفرقاء الليبيين، كون الجميع يعلم علم اليقين أن تركيا سوف تعمل بكل قوتها على إشعال الفوضى ونسف جهود الحل السياسي سواء الآن أو خلال مرحلة الانتخابات البرلمانية والرئاسية، يجب أن يتم تطهير الداخل الليبي بشكل كامل تحت إشراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي قبل الوصول لمرحلة الانتخابات.