في موقف يعكس روح الأخوة التي تجمع البلدين الشقيقين الجزائر وتونس سارعت الحكومة الجزائرية، أمس الخميس، إلى الرد على الطلب التونسي بشأن اقتسام لقاح «كورونا» بالتأكيد على أن البلدين يجمعهما نفس العادات والمصير. والمستقبل. وقال وزير الصحة الجزائري عبدالرحمن بن بوزيد إن اللقاح الروسي سيصل إلى الجزائر الأسبوع المقبل. وأضاف: «اطلعت على الطلب التونسي، الجزائر وتونس والمغرب بلد واحد، ولدينا نفس العادات والمصير والمستقبل». وتابع: «من طبيعتنا كجزائريين وكمسلمين نقتسم كل ما عندنا». وأكد أن طلب تونس حول اقتسام اللقاح سيدرس من قبل الحكومة، مشيراً إلى أنه «يمكن أن يأتي يوم ونحتاج تونس نحن كذلك».
من جهته، أعلن وزير الخارجية التونسي عثمان جرندي أن الجزائر ستتقاسم حصتها من اللقاح مع بلاده فور حصولها عليه. وقال في مقطع فيديو نشرته مؤسسة الرئاسة التونسية على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك» إن وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم استجاب بصفة مباشرة، وقال بالحرف الواحد، إن الجزائر لم تتحصل بعد على هذه اللقاحات، ولكن فور تحصلها عليها سوف تتقاسم ذلك مع تونس الشقيقة وهذا التزام شديد من قبل الجزائر بمقتضيات الأخوة القائمة بين البلدين.
وأوضح جرندي اثر لقائه الرئيس التونسي قيس سعيّد أن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون استجاب بنفسه لهذا الطلب وأعطى تعليماته لوزير الخارجية في خصوص ما يستلزم من توفير اللقاح تقاسما مع ما سوف تتحصل عليه الجزائر من هذه اللقاحات مع تونس.
واعتبر جرندي هذا تعبير شديد على متانة علاقات الأخوّة القائمة بين تونس والجزائر وبين الرئيسين التونسي والجزائري.
وتعاقب وزيران على وزارة الصحة التونسية منذ بداية أزمة الوباء في مارس الماضي، وأعلنت تونس عن حملة تطعيم خلال الربع الثاني من العام الجاري وتكثف من اتصالاتها الدبلوماسية للحصول على حصص من اللقاحات.
ومنحت السلطات التونسية ترخيصاً للقاح «فايزر- بايونتيك».
وفي الجزائر قامت السلطات بطلب شراء دفعات من اللقاحات من روسيا والصين. ومن المنتظر أن تصل الدفعات الأولى من اللقاح الروسي نهاية الشهر الجاري على أن تبدأ إثر ذلك حملة التطعيم.
وسجلت الجزائر 267 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» المستجد، أول من أمس الأربعاء لترتفع حصيلة الإصابات إلى 103 آلاف و127 حالة، في حين ارتفع عدد ضحايا الفيروس إلى 2822 حالة وفاة، بعد تسجيل 3 وفيات جديدة، بينما تماثلت 201 حالة للشفاء من فيروس «كورونا»، ليصل عدد المتعافين 69 ألفاً و992 حالة.