صعّدت ميليشيا الحوثي، من خروقاتها للهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في محافظة الحديدة، وقصفت أحد أحياء المدينة، ومناطق سيطرة القوات المشتركة، مستهدفة التجمعات السكنية في مديرية حيس جنوب المحافظة، بالتزامن مع عرقلتها محادثات تبادل الأسرى، بعد أسبوعين على بدئها في العاصمة الأردنية عمّان.
ووفق مصادر عسكرية في القوات المشتركة، فإنّ الميليشيا الحوثية استهدفت المنازل في شارع صنعاء بمدينة الحديدة بقصف صاروخي، بعد دقائق من استهدافها حي المنظر السكني جنوب المدينة بقصف مماثل، إذ أطلقت صواريخ الكاتيوشا من أسطح المنازل على الحي الذي شهد موجة نزوح بسبب الاستهداف المستمر من قبل الميليشيا.
وفي جنوب المحافظة وعلى حدود محافظة إب، استهدفت الميليشيا، التجمعات السكنية في مديرية حيس، ضمن سلسلة الانتهاكات والخروقات الحوثية المتواصلة للهدنة الأممية. وذكرت القوات المشتركة، أنّ الميليشيا استهدفت المنازل في مناطق متفرقة من المديرية بقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 120 وعيار 82 وقذائف آر بي جي بصورة وحشية، كما فتحت بقايا جيوب الميليشيا، نيران أسلحتها المتوسطة عيار 14.5 والأسلحة عيار 12.7 والأسلحة القناصة وأسلحة معدلات البيكا صوب الأعيان المدنية الآهلة بالسكان، ما خلق حالة من الذعر وسط السكان.
إلى ذلك، أفادت مصادر مقرّبة من محادثات الأسرى والمعتقلين، أنّ تعنّت الميليشيا يعرقل المحادثات بعد التفاؤل الذي ساد الأجواء خلال الأيام الماضية بشأن تحقيق اختراق وإطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى والمعتقلين بينهم أحد القادة العسكريين الذين وردت أسماؤهم في قرار مجلس الأمن الدولي 2216.
وأوضحت المصادر لـ «البيان»، أنّ الميليشيا وضعت شروطاً تعجيزية لإتمام الدفعة الثانية من الأسرى والمعتقلين، من بينها المطالبة بإطلاق سراح أكثر من مئة من أسراها، مقابل إطلاق سراح شقيق الرئيس عبد ربه منصور هادي، وإطلاق سراح أربعة يحاكمون لدى محكمة عسكرية بتهمة العمل المخابراتي والتعاون مع الميليشيا، في مقابل الإفراج عن الصحافيين الأربعة الذين حكمت عليهم بالإعدام ومازالوا في سجونها. وذكرت المصادر، أنّ مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص في اليمن، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، يحاولون تضييق الخلافات والعمل على إنجاح هذه الجولة بأي مستوى من الاتفاق، إلّا أنّ ممثلي الميليشيا مصرون على مطالبهم، ما قد يهدد بفشل هذه الجولة من المحادثات.