حين رفضت مديحة تحضير العشاء لأخيها الأكبر لم تكن تدرك أن حياتها هي الثمن، ولم تتوقع العنود أن تجربة الزواج الفاشلة ستجعلها ضحية سهلة لطليقها الذي أحرق وجهها بمادة الأسيد، لكن في أجواء الحرب وغياب الرادع أضحت النساء في اليمن أكثر الفئات الاجتماعية تضرراً من التحريض الذي يديره قادة في ميليشيا الحوثي وخطبائها.

كانت مديحة نائمة في منزل أسرتها في ريف محافظة أب حين عاد أخوها الذي يقاتل في صفوف الميليشيا وأمرها بتحضير العشاء لأن زوجته نائمة، لكن الفتاة التي لم تكمل عقدها الثاني غادرت الحياة برصاصتين من بندقية أخيها، وانتهت قضيتها بعد ذلك بأيام بتحرير أولياء دمها تنازلاً عن دمها، وخرج القاتل رافعاً رأسه، ولم تكن مديحة الضحية الوحيدة، فالبلاد تعج بقصص ومآسٍ لكثير من النساء ليس آخرهن العنود التي ظهرت في تسجيل مصوّر وقد شوّه وجهها بالكامل نتيجة قيام طليقها بصب مادة الأسيد الحارق عليها.

وفي ظل حملة تحريض متواصلة يقودها خطباء وقياديون في ميليشيا الحوثي ضد النساء، فإن معدلات العنف والتحرش زادت بشكل غير مسبوق.

ووسط هذه الأجواء العدائية للمرأة يؤكد التضامن النسوي أن معدلات التحرش التي تحدث في الشوارع والأماكن العامة والأسواق أو حتى في الجامعات وفي مقرات العمل ارتفعت بشكل كبير، الأمر الذي دفع بعض أولياء الأمور إلى منع بناتهم أو زوجاتهم من الدراسة أو العمل.