حذرت أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة بأن ما يقرب من 2.3 مليون طفل دون الخامسة في اليمن سيعانون من سوء التغذية الحاد عام 2021. كما من المتوقع أن يعاني 400.000 طفل منهم من سوء التغذية الحاد الوخيم مع إمكانية تعرضهم للوفاة في حال عدم حصولهم على العلاج بصورة عاجلة.

وأشارت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية وشركاؤهم، في بيان مشترك تلقت «البيان» نسخة منه إلى وجود ارتفاع في معدلات سوء التغذية الحاد والحاد الوخيم بمقدار 22٪  بين الأطفال تحت سن الخامسة عن العام 2020. وقالت إن هذه الأرقام كانت من بين أعلى معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم المسجلة في اليمن منذ تصاعد النزاع عام 2015.

 وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور: «إن تزايد عدد الأطفال الذين يعانون من الجوع في اليمن يجب أن يدفعنا جميعاً للتحرك. سيموت المزيد من الأطفال مع كل يوم ينقضي دون القيام بالعمل اللازم. تحتاج المنظمات الإنسانية للحصول على موارد عاجلة يمكن توقعها مع إمكانية الوصول دون عوائق للمجتمعات المحلية في الميدان، كي تتمكن من إنقاذ حياة الناس».

 من جهته قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، شو دونيو: «وجدت الأسر اليمنية نفسها في براثن الحرب، ولم تؤد المخاطر التي ظهرت مؤخراً مثل فيروس كورونا إلا إلى تفاقم محنتهم بشكل قاس. وما لم يتحقق الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد وتتحسن سبل الوصول إلى المزارعين كي يتم تزويدهم بالوسائل اللازمة لاستئناف زراعة ما يكفي من الأغذية المفيدة، فسيستمر أطفال اليمن وعائلاتهم في الغرق في مستويات أعمق من الجوع وسوء التغذية».

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي: «تمثل هذه الأرقام استغاثة أخرى من اليمن طلباً للمساعدة ،حيث إن كل طفل يعاني من سوء التغذية يعني أيضاً وجود أسرة تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة».

وذكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس: «إن الأمراض وسوء البيئة الصحية من العوامل الرئيسية المسببة لسوء التغذية لدى الأطفال. وفي الوقت ذاته، فإن الأطفال المصابين بسوء التغذية يعدون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والملاريا، والتي تشكل مصدر قلق بالغاً في اليمن، من جملة أمور أخرى. إنها حلقة مفرغة وفتاكة في كثير من الأحيان، لكن يمكن من خلال القيام بتدخلات متدنية الكلفة وبسيطة نسبياً إنقاذ العديد من الأرواح».

وازدادت معدلات الإصابة بسوء التغذية الحاد بين الأطفال الصغار والأمهات في اليمن مع انقضاء كل عام من أعوام النزاع، في حين شهد العام 2020 تدهوراً كبيراً بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض كالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي والكوليرا وارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي. ومن بين المحافظات الأكثر تضرراً عدن والضالع وحجة والحديدة ولحج وتعز ومدينة صنعاء، والتي تمثل أكثر من نصف حالات سوء التغذية الحاد المتوقعة عام 2021.

وتعد اليمن واحدة من أكثر الأماكن خطورة في العالم يمكن أن ينشأ فيها الأطفال، حيث تعاني البلاد من ارتفاع معدلات الأمراض المعدية، ومحدودية فرص الحصول على خدمات التحصين الروتينية والخدمات الصحية للأطفال والأسر نتيجة ممارسات الحوثيين.