للمرة الأولى تدخل الإدارة الأمريكية الجديدة إلى تفاصيل الأزمة السورية وتكشف عبر وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن رؤيتها لحل الأزمة السورية، حيث بحث وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس العملية السياسية لحل الأزمة السورية.
ومن وجهة النظر الأمريكية فإن الحل لهذه الأزمة لا يزال عبر أروقة الأمم المتحدة، إذ كشف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إن الطرفين أكدا على الالتزام بالعملية السياسية في ظل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. كما شدد الطرفان على تمديد التفويض لتقديم المساعدات عبر الحدود، والمساعدة في رفع معاناة الشعب السوري.
وبهذا يتبين أن الإدارة الأمريكية الجديدة، بالفعل تبحث عن تنشيط دائرة التأثير للأمم المتحدة لحل النزاعات، وهذا أحد مسارات الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أكد في أكثر من تصريح العمل على تنشيط العلاقات الدولية وصياغة عالم أكثر انضباطاً.
وعلى الرغم من أن اللجنة الدستورية لصياغة الدستور عبر كل الأطراف في سوريا انبثقت عبر مؤتمر سوتشي برعاية روسية، وهذه اللجنة ليست في مستوى القرار 2254 الذي يقوم على إنشاء هيئة حكم انتقالية ومن ثم الدخول في عملية لصياغة الدستور، إلا أن الولايات المتحدة على ما يبدو تريد العمل مع الجانب الروسي بشكل إيجابي في الملف السياسي، بعيداً عن الاحتكاك الميداني، للخروج بحل متكافئ للأزمة السورية.
وفي الوقت ذاته، اختار أنتوني بلينكن الحديث مع الأمين العام للأمم المتحدة، بعد يومين من إحاطة المبعوث الأممي للأزمة السورية، غير بيدرسون، إلى مجلس الأمن، ليكون الموقف الأمريكي داعماً لجهود الأمم المتحدة، وهذا يؤكد أن واشنطن لا تتجه لحلول عبر صفقات إقليمية ودولية للحل السوري، وإنما تفعيل دول المنظومة الدولية.
وعلى الأرجح أن يكون تصريح واشنطن عن ضرورة تفعيل قرارات مجلس الأمن والعمل بشكل جدي لتحقيق إنجاز سياسي من خلال صياغة الدستور، دفعة لجهود المبعوث الأممي غير بيدرسون الذي سيتجه قريباً إلى العاصمة دمشق من أجل بذل جهود أكثر جدية في الجولة المقبلة التي لم يعلن عنها حتى الآن.