بعد يومين من تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية، حول استمالة الحكومة السورية بإخراج الميليشيات الإيرانية من سوريا، مقابل عدم الاعتراف بضم الجولان إلى إسرائيل، اتجه كبير مساعدي وزير الخارجية الإيرانية، علي أصغر حاجي، إلى دمشق، السبت، وأجرى عدة لقاءات مع المسؤولين السوريين، من بينهم الرئيس السوري بشار الأسد.

وبعد يوم من المحادثات، ظهر أصغر حاجي في تصريح صحافي، أول من أمس (الأحد)، يكشف بشكل واضح، عن عزم طهران الاستمرار في سوريا، على الرغم من الضربات الإسرائيلية والأمريكية، على المواقع الإيرانية في الجنوب والشرق.

وقال أصغر حاجي، إن القوات الإيرانية باقية في سوريا، حتى تأتي رغبة الحكومة والشعب السوري، بانسحاب هذه القوات، لافتاً إلى أن وجود إيران في سوريا، هو وجود استشاري، وسيستمر، حتى رغبة الحكومة والشعب السوري.

وأضاف الدبلوماسي الإيراني، أن إيران لم تتسلم أي رسالة لخروج قواتها من سوريا، وهي موجودة بطلب من الحكومة السورية، بصفة استشارية عسكرية.

زيارة حاجي، تأتي بعد أيام من تصريحات الخارجية الأمريكية، لتؤكد مدى القلق الإيراني من هذه التصريحات الأمريكية، خصوصاً أن هذه التصريحات جاءت من قمة هرم القرار الدبلوماسي الأمريكي (وزارة الخارجية)، الأمر الذي دفع إيران إلى التوجه بشكل سريع إلى دمشق، لتثبيت مواقعها.

وتريد إيران، من خلال وجودها في سوريا، توسيع دائرة النفوذ، والحصول على أوراق متقدمة واستراتيجية في المفاوضات مع الجانب الأمريكي، حول البرنامج النووي، كما حدث خلال إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

ولا تتوقف إيران عند الجانب العسكري، بل تذهب إلى مستويات اقتصادية، توثق وجودها في سوريا، حيث أعلن رئيس غرفة التجارة الإيرانية السورية المشتركة، كيوان كاشفي، عن بدء تشغيل خط الملاحة البحرية مع دمشق، والتخلي عن خط سوريا العراق طهران، وهي إشارة إلى سرعة التحرك الإيراني في سوريا.

وبحسب تصريحات المسؤول الإيراني، فإنه حدد موعد وصول الشحنة الأولى عبر خط بندر عباس-اللاذقية للملاحة البحرية، في الشهر المقبل. وفي المحصلة، تسابق إيران كل الأطراف الدولية والإقليمية إلى سوريا، لتعزيز وجودها هناك، ذلك أن الساحة السورية باتت الساحة الأكثر حيوية بالنسبة للأوراق الإيرانية، في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، وكذلك الدول الأخرى.